نبض أرقام
07:11 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/23
2024/11/22

في تحول تاريخي .. كيف تخلى المستثمرون عن الصين لصالح الهند؟

2024/02/14 أرقام - خاص

تشهد الأسواق العالمية تحولاً كبيرًا في الوقت الحالي، مع اتجاه المستثمرين لسحب مليارات الدولارات من الصين، بعد عقدين من الرهان على طفرة ثاني أكبر اقتصاد في العالم.


وكانت الهند الوجهة المفضلة للأموال التي تغادر الصين، مع تفاؤل المستثمرين بشأن الدولة الآسيوية التي يراها البعض بديلاً محتملاً للمعجزة الصينية.



معاناة اقتصادية في الصين


- يتعرض اقتصاد الصين للعديد من المشكلات المزمنة، ما يشمل تباطؤ النمو وأزمة الديون في قطاع العقارات وتراجع الطلب المحلي والعالمي.


- تسبب تعثر العديد من المطورين العقاريين عن سداد الديون في إثارة القلق بشأن آفاق ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مع حقيقة أن القطاع العقاري يشكل نحو 25% من حجم الاقتصاد.


- ساهمت المشكلات الاقتصادية في تراجع سوق الأسهم الصيني بشكل حاد، ليفقد مؤشر "هانج سانج" نحو 14% من قيمته في عام 2023.


- فقدت الأسهم الصينية أكثر من 6 تريليونات دولار من قيمتها السوقية مقارنة بالذروة المسجلة في فبراير 2021.


- مع الخسائر القوية للأسواق الصينية، تدافع المستثمرون العالميون للتخارج من الأسهم، حيث شهدت أكبر أربعة صناديق متداولة أمريكية تستثمر في الصين تدفقات خارجة بقيمة 800 مليون دولار في الربع الأخير من العام الماضي.


- أعلنت السلطات الصينية عدة تدابير تحفيزية لدعم سوق الأسهم، ما تضمن قيودًا على عمليات البيع على المكشوف وتدخل الصناديق الحكومية لشراء الأسهم.

ظهور نجم جديد


- اتجه المستثمرون للبحث عن بديل سريع النمو مع المشكلات الاقتصادية في الصين وتداعياتها على الأسواق المالية، بالإضافة إلى تصاعد التوترات بين الغرب وبكين.


- تدافع الأجانب للاستثمار في الهند خلال الفترة الماضية، بدعم التدابير الحكومية الرامية لتنشيط الاقتصاد، مع وجود أوجه تشابه بين الهند والأيام الأولى من الازدهار الاقتصادي في الصين.



- تعتبر الهند الاقتصاد الأعلى نموًا بين الاقتصادات الرئيسية حول العالم خلال السنوات الأخيرة، مع تقديرات بنمو 6.7% في العام الماضي.


- يتوقع صندوق النقد الدولي نمو اقتصاد الهند بنحو 6.5% في العام الجاري، مقابل تقديرات بنمو نظيره الصيني 4.6%.


- قامت حكومة رئيس الوزراء الهندي "ناريندرا مودي" بتوسيع البنية التحتية في البلاد، في محاولة لجذب رؤوس الأموال العالمية وسلاسل التوريد بعيدًا عن الصين.


- تنفق الهند تريليونات الروبيات لتطوير البنية التحتية، في إطار خطة "مودي" للترويج لبلاده باعتبارها محرك النمو العالمي الجديد.


- قالت وزيرة المالية الهندية "نيرمالا سيتارامان" في خطابها الأخير حول الموازنة، إن بلادها ستزيد الإنفاق على البنية التحتية بنحو 11% ليصل إلى 11.1 تريليون روبية (134 مليار دولار) في السنة المالية المقبلة.


- ذكرت "جيتانيا" كانداري" نائبة الرئيس التنفيذي لمجموعة الأصول المتعددة في "مورجان ستانلي" أن دورة الاستثمار تتسارع مع الإنفاق الرأسمالي العام ومبادرات البنية التحتية.



- كما تقوم الهند أيضًا ببناء نظام واسع من التقنيات التي تهدف إلى جذب المزيد من الأشخاص إلى السوق الرقمي، حيث تخطط "جوجل باي" للعمل مع نظام المدفوعات القائمة على الجوال لتوسيع الخدمات في الهند.


- قال "فيكاس بيرشاد" مدير محفظة الأسهم الآسيوية في "إم آند جي إنفيسمنتس" إن المستثمرين أبدوا اهتمامًا بالهند لعدة أسباب، أحدها ببساطة أنها ليست الصين، مع وجود قصة نمو حقيقية طويلة المدى في نيودلهي.


تدافع قوي للأجانب


- استفادت الأسواق المالية في الهند من تراجع شهية المستثمرين تجاه الصين من جانب، والتفاؤل حيال آفاق النمو في نيودلهي من جهة أخرى.


- خصصت صناديق السندات النشطة 50 سنتًا للعمل في الهند مقابل كل دولار تسحبه من الصين منذ عام 2022، بحسب بيانات "إي بي إف آر".


- وصل الوزن النسبي للأسهم الهندية في مؤشر "إم إس سي إي" لأسهم الأسواق النامية لأعلى مستوى على الإطلاق عند 18%، في حين تراجعت حصة الصين لمستوى قياسي متدنٍ يبلغ 24.8%.


- يتوقع المستثمرون استمرار نمو سوق الأوراق المالية في الهند مستفيدًا من النمو الاقتصادي القوي، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي وقيمة سوق الأوراق المالية بشكل متزامن من 500 مليار دولار قبل عقدين إلى 3.5 تريليون دولار حالياً.


- في عام 2023، جذبت الأسهم الهندية تدفقات وافدة من المستثمرين الأجانب بنحو 20 مليار دولار.



- تسببت تدفقات الاستثمار القوية في رفع مؤشر الأسهم الهندية "إن إس إي نيفتي 50" بنحو 30% خلال آخر عشرة أشهر.


- تعكس تدفقات رأس المال تفاؤل المستثمرين حيال الهند في الفترة الأخيرة، حيث تلقى صندوق استثمار متداول أمريكي رئيسي يشتري الأسهم الهندية تدفقات وافدة قياسية في الربع الأخير من العام الماضي.


- ذكرت شركة "كارما كابيتال" التي تدير الأموال في الهند لصالح مؤسسات مثل البنك المركزي النرويجي، أن المستثمرين الأمريكيين أبدوا اهتمامًا كبيرًا لدخول السوق الهندي ومعرفة المزيد عنه.


- وضع صندوق التحوط البالغة قيمته 62 مليار دولار "مارشال ويس" الهند باعتبارها أكبر رهان طويل الأجل في الولايات المتحدة، بدعم النمو الاقتصادي القوي والاستقرار السياسي النسبي.


- في اليابان، أصبحت خمسة من الصناديق الاستثمارية المشتركة لمستثمري التجزئة والتي تركز على الهند من بين أفضل 10 صناديق من حيث التدفقات الوافدة.


- ارتفعت الأصول في صندوق "نومورا للأسهم الهندية" – الأكبر بين الصناديق اليابانية الذي يركز على السوق الهندي – لأعلى مستوى في 4 سنوات.


- في منتصف شهر يناير الماضي، تفوقت الهند لفترة وجيزة على هونج كونج لتصبح رابع أكبر سوق للأسهم في العالم.



- يتوقع بنك "مورجان ستانلي" أن تصبح سوق الأسهم في الهند ثالث أكبر سوق للأوراق المالية بحلول عام 2030.

مخاطر على الطريق


- رغم التفاؤل الكبير بشأن الهند، فإن الرحلة لا تبدو سلسة أمام المستثمرين، حيث لا يزال الفقر يسيطر على أجزاء كبيرة من البلاد، بالإضافة إلى حقيقة أن أسواق الأوراق المالية تعتبر باهظة.


- تعتبر الأسهم الهندية من بين الأكثر تكلفة حول العالم، حيث ارتفع مؤشر "إس آند بي- بي إس إي سينسيكس" بنحو ثلاثة أمثال قيمته منذ القاع المسجل في مارس 2020، بينما ارتفعت أرباح الشركات بنحو الضعف فحسب في نفس الفترة.


- يتداول مؤشر الأسهم الهندية "نيفتي 50" بمعدل سعر إلى الأرباح المستقبلية عند 22.8 مثل، ما يعتبر ثلاثة أمثال نظيره في الصين، وحتى أعلى من تقييم مؤشر "إس آند بي 500" الأمريكي البالغ 20.2 مرة، بحسب بيانات "إل إس إي جي".


- كما يخشى بعض المحللين من أن محاولات الصين الأخيرة لدعم أسواقها قد تقلص جاذبية الهند بالنسبة للأجانب، مع انتفاء أحد أبرز الأسباب وراء تدافعهم على نيودلهي.


- في يناير الماضي، سحبت الصناديق العالمية أكثر من 3.1 مليار دولار من الأسهم الهندية، في أكبر تدفقات خارجة شهرية خلال عام.


- قال "مارك ويليامز" مدير الصناديق في "سومرست كابيتال مانجمنت" إن النجاح الهائل مسعر بالفعل في أسواق الهند، مشيرًا إلى أن الخطر يتمثل في احتمالية تحرك الأسهم الهندية بشكل عرضي لعدة سنوات.


- شهد سوق الأسهم المحلية في الهند مكاسب متواصلة لمدة 8 سنوات متتالية، ما يزيد خطر حدوث حركة تصحيحية.



- على جانب آخر، يترقب المستثمرون انعقاد الانتخابات العامة في الهند خلال شهر مايو المقبل، وسط توقعات بفوز "مودي" بولاية ثالثة.


- رغم توقعات حفاظ الحزب الحاكم على الأغلبية البرلمانية في الهند، فإن حدوث نتيجة أضعف من المتوقع قد تضعف قدرة الحزب على المضي قدمًا في التدابير الاقتصادية التي ساعدت على ارتفاع الأسواق.


- ترى "ريمي أولو بيتان" رئيس قسم نمو الأصول المتعددة والدخل في "شرودرز أسيست مانجير" أن رغبة المستثمرين العالميين في الحصول على جزء من ألمع الأسواق الناشئة كانت بمثابة حافز لصعود السوق في الفترة الأخيرة.


- لكن المحللة أبدت قلقها من أن السوق في الهند قد لا يقوم بتسعير بعض المخاطر الحالية في السوق.


- في حين يعتقد "فيكاس بيرشاد" مدير محفظة الأسهم الآسيوية في "إم آند جي إنفيسمنتس" أنه على الرغم من الارتفاعات الأخيرة للسوق والانتخابات المقبلة، فإن الهند تبدو سوقاً جيدة للمستثمرين على المدى الطويل.

المصادر: أرقام – بلومبرج – موتلي فول – رويترز – صندوق النقد الدولي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.