يعتقد الملياردير "بيل جيتس" أن الابتكار هو أعظم المساهمات التي قدمتها الهند للعالم، إذ يرى أن لدى الدولة الآسيوية تاريخا طويلا من الإنجازات المهمة.
وكتب في مدونته مؤخراً أن الهند حققت تقدمًا ساهم في إنقاذ وتحسين حياة الملايين سواء في الدولة نفسها أو بمختلف أنحاء العالم.
وكانت "جيتس فاونديشن" شريكة في بعض هذه الجهود، ويعتزم الشريك المؤسس لشركة البرمجيات "مايكروسوفت" زيارة الهند هذا الأسبوع ولقاء رئيس الوزراء "مودي" للتعرف على الكيفية التي يمكن بها مواصلة عمل مؤسسته مع البلاد لمساعدة أفكارها واختراعاتها للوصول إلى كل من يحتاج إليها.
وقدم "جيتس" أمثلة قليلة على الطرق التي تعمل بها الابتكارات التي تقدمها الهند على تغيير العالم، وأوضح أنه متفائل بأن الدولة سوف تستمر في قيادة الطريق كي يصبح العالم أكثر إنصافًا.
الصحة
أوضح "جيتس" أن الصحة أحد المجالات التي تُحدث فيها الهند فرقًا كبيرًا، إذ تعد أكبر منتج للقاحات في العالم، لأنها توفر أكثر من 60% من كافة اللقاحات التي توزعها المنظمة الدولية "جافي" Gavi التي ساعدت في توفير اللقاحات لأكثر من مليار طفل في الدول ذات الدخل المنخفض.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
و الشركات الهندية رائدة في إنتاج لقاحات وأدوية عالية الجودة ومنخفضة التكلفة، إذ ساهمت في صنع أدوية بأسعار معقولة لأمراض منها فيروس نقص المناعة البشرية/الإيدز، والالتهاب الرئوي والمكورات الرئوية وكوفيد.
و للحكومة الهندية دور، إذ ساعدت في توفير إمدادات ضخمة من اللقاحات لشعبها وللدول الأخرى منخفضة ومتوسطة الدخل، وتتطلع حاليًا للقيام بنفس الأمر مع الأجهزة الطبية.
وفي أحد أهم الإنجازات الصحية على الإطلاق، ساعدت الهند في حصول الدول النامية حاليًا على أدوية ولقاحات جديدة بوتيرة أسرع كثيرًا عما كانت عليها من قبل.
لكن لا يزال يرى "جيتس" أنه على دول العالم بذل المزيد من الجهد لتقليص الفجوة الزمنية بين الوقت الذي يصبح فيه العقار أو اللقاح متاحًا في الدول الغنية ووقت وصوله إلى الدول منخفضة الدخل.
إنجاز آخر
أشاد "جيتس" أيضًا بروح الابتكار الهندية في مجال آخر يعرف بالبنية التحتية الرقمي أو "دي بي آي" أي ما يعني المنصات والأدوات الرقمية التي تساعد في تقديم مختلف الخدمات.
وتحدث عن برنامج الهوية البيومترية في الهند “Aadhaar” الذي يُغطي أكثر من 1.4 مليار شخص ويسمح لهم بالاستفادة من كافة أنواع الخدمات الحكومية دون الحاجة لبطاقة هوية تحمل صورة.
وبفضل ذلك البرنامج تمكن مركز للمراقبة الزراعية في ولاية أوديشا من الاحتفاظ بسجل يضم 7.5 مليون مزارع - حتى لو لا يملكون أراضي - ومحاصيلهم، حتى يتمكن المسؤولون من تتبع المحاصيل التي يزرعونها، وتحديد نوع النصائح الزراعية التي يحتاجونها.
كما تم تطوير برنامج دردشة آلي يسهل على المزارعين الحصول على أحدث المعلومات بشأن محاصيلهم باستخدام الذكاء الاصطناعي لتخصيص المحتوى حسب احتياجاتهم الخاصة بلغتهم المحلية.
فضلاً عن برنامج إدارة الآفات الذي وصل لأكثر من 4 ملايين مزارع، وأسفر عن تراجع حجم المحاصيل التي يفقدها المزارعون المشاركون بسبب الآفات سنويًا منذ بدايته عام 2018 بنسبة 90%.
وأشار "جيتس" أيضًا إلى نظام الدفع الرقمي "يو بي آي" UPI الذي يغير قواعد اللعبة، ويعمل من خلال تطبيق على الجوال الذكي يسمح بإجراء مدفوعات رقمية في الوقت الفعلي، ويعالج أكثر من 12 مليار معاملة شهريًا.
وأوضح أنه في الوقت الحالي تتطلع ولايات هندية أخرى ودول منها إثيوبيا وسريلانكا والبنك الدولي- إلى التعليم من تجربة أدويشا، بالإضافة إلى أنظمة تحديد الهوية البيومترية والمدفوعات الرقمية.
مجالات أخرى
يتطلع "جيتس" أيضًا لمعرفة المزيد عن كيفية معالجة الهند للفقر في المناطق الحضرية وخاصة بين النساء.
وألمح أيضًا في تدوينته إلى أن قدرة الهند على الابتكار ستزداد أهميتها لوقف تغير المناخ، مع تأثر مواطنيها بدرجات الحرارة المرتفعة والطقس الذي أصبح أقل قابلية للتنبؤ به، ويعد القضاء على الغازات المسببة للاحتباس الحراري العالمي التي تسبب هذه المشكلة تحديًا علميًا هائلاً.
وتستثمر الحكومة الهندية في الأبحاث الهادفة إلى زيادة إنتاجية المحاصيل والماشية حتى في المناخ الأكثر دفئًا، كما تعمل على زيادة خططها للطاقة النظيفة.
وأضاف أنه من الرائع أن تعمل الهند على زيادة قدرتها على اختراع وتصنيع وابتكار الإنجازات المتعلقة بالمناخ.
المصدر: جيتس نوتس
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}