تخلت "آبل" عن حلمها لتصنيع سياراتها الكهربائية ذات إمكانات للقيادة الذاتية، وهو مشروع كانت تعمل عليه الشركة الأمريكية منذ ما يقرب من عقد زمني، في خطط كان ينظر إليها على أن لديها القدرة على إحداث تحول في صناعة السيارات.
وتم إخطار فريق صانعة الآيفون - المعروف باسم "بروجكت تيتان" - أن "آبل" سوف تُنهي جهودها لتصنيع سيارة، لكنها تعزز استثماراتها في مجالات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وذلك حسب ما نقله مصدر على دراية بالأمر لصحيفة "وول ستريت جورنال".
في حين ذكرت "بلومبرج" أن بعضا من موظفي هذا الفريق – الذي يبلغ إجماليه 2000 موظف تقريبًا - سينتقلون إلى مجموعة الذكاء الاصطناعي الخاصة بالشركة بينما ربما يتم تسريح بقية الموظفين.
وجاء ذلك القرار بعد أشهر من الاجتماعات بين كبار المسؤولين التنفيذيين ومجلس الإدارة حول كيفية المضى قدمًا، وقام المدير التنفيذي للعمليات "جيف ويليامز" و"رئيس المشروع "كيفن لينش" بإخطار الفريق بالقرار خلال اجتماع استمر أقل من 15 دقيقة.
وتعد هذه الخطوة نادرة من قبل "آبل"، لأنها عادة لا تتخلى عن مثل هذه المشروعات رفيعة المستوى، كما أن هذا المشروع كان مهمًا للشركة لأنه كان بمثابة رد على التصور بأن الشركة التي يقع مقرها في كاليفورنيا فقدت قدرتها على الابتكار، كما أنه سيعزز إيراداتها التي تعتمد في جزء كبير منها على الآيفون.
آبل تجني أكثر من نصف إيراداتها من الآيفون (حسب نتائج أعمال الربع المالي الأول) |
|
القسم |
النسبة التي يشكلها من إيرادات الشركة |
الآيفون |
58.3 % |
الخدمات |
19.3 % |
الأجهزة القابلة للارتداء والاكسسوارات |
10.0 % |
أجهزة ماك |
6.5 % |
الآيباد |
5.9 % |
وألمح "تيم كوك" المدير التنفيذي للشركة في السابق إلى الاهتمام بمجال السيارات، الذي كان مهمًا بالنسبة له شخصيًا لأن "آبل" تحت قيادته طرحت عددًا ضئيلاً من الأجهزة الجديدة منها "آبل واتش" ونظارات الواقع الافتراضي "فيجن برو" التي طرحت هذا الشهر بسعر 3500 دولار من أجل منافسة ما تنتجه "ميتا".
وكان الهدف من السيارة التي أنفقت الشركة مليارات الدولار في البحث والتطوير المتعلق بها، أن تكون منافسًا للسيارات الكهربائية التي تنتجها "تسلا" والتي تتضمن مزايا القيادة الذاتية.
بداية الفكرة
فكرت الشركة في طرح سيارة تعمل بالكهرباء بعدما كافحت في السنوات الأخيرة لإيجاد سبل جديدة للنمو، بعدما تشبع السوق من جوالات الآيفون، وأصبح الأفراد يقومون بتحديث أجهزتهم بشكل أقل عما اعتادوا عليه في السابق.
أثارت فكرة طرح شركة التكنولوجيا الأمريكية لسيارة مخاوف المسؤولين التنفيذيين بالصناعة منذ منتصف عام 2010، وذلك لأن السيارات أصبحت بمثابة أجهزة كمبيوتر تسير على عجلات مع ميزات قابلة للتحديث وشاشات كبرى تعمل باللمس، أي أنها تحولت إلى نوع من الأجهزة لدى "آبل" نقاط قوة به.
وبدأت الشركة العمل على السيارة في عام 2014 تقريبًا، مستهدفة تطوير سيارة كهربائية ذاتية القيادة تمامًا ذات تصميم داخلي يشبه سيارة الليموزين، لكن المشروع واجه صعوبات منذ بدايته.
أنفقت "آبل" بالفعل مليارات الدولارات على البحث والتطوير في مشروع السيارة، وخضع فريق المشروع لعدة جوالات من إعادة الهيكلة وتحول الاستراتيجيات على مدار السنين.
ولم تحدد "آبل" نفقاتها في مجال السيارات، لكنها بشكل عام أنفقت حوالي 30 مليار دولار على البحث والتطوير في عام 2023، بارتفاع 14% عن العام السابق، وتتضمن ميزانية البحث والتطوير استثمارات في البرمجيات والميزات الجديدة لمنتجاتها الحالية مثل آيفون.
مراحل مختلفة
ذكرت مصادر لصحيفة "وول ستريت جورنال" أن بعض المسؤولين التنفيذيين عرضوا إقامة شراكات عميقة مع شركات صناعة السيارات أو حتى شراء شركة لصناعة المركبات بشكل مباشر، لكن ذلك لم يتحقق.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
في عام 2021، ذكرت "بلومبرج" أن "آبل" كانت تأمل طرح سيارتها بحلول 2025، وفي 2022، صدرت تقارير عن تقليص الشركة لجهودها وتأجيل الموعد المستهدف لعام 2026.
وقبل التخلي عن المشروع، كانت "آبل" لا تزال بعيدة عن إنتاج السيارة وفكرت في عدة تصاميم مختلفة، وبعيدًا عن شكل السيارة، كان الوصول لتكنولوجيا القيادة الذاتية يمثل تحديًا كبيرًا لها.
واستعانت الشركة بالفعل بموظفين من مختلف توجهات الصناعة للعمل على المشروع بما يشمل مصممين من "أستون مارتن" و"لامبورجيني" و"بي إم دبليو" و"بورش".
هل هذا القرار صائب؟
أشاد مستثمرون ومحللون بهذه الخطوة التي تتيح للشركة تجنب سوق السيارات الكهربائية الذي أصبح أكثر تعقيدًا في الأشهر الأخيرة.
ففي الأشهر الأخيرة فقد نمو مبيعات السيارات الكهربائية زخمه بعدما أدى ارتفاع الأسعار ونقص البنية التحتية اللازمة للشحن إلى إثناء المشترين الرئيسيين عن التحول إلى السيارات العاملة بالبطاريات بالكامل.
على سبيل المثال، تركز "جنرال موتورز" و"فورد" على إنتاج المزيد من السيارات الهجينة بعد مواجهة الطلب الضعيف على المركبات الكهربائية إلى جانب الاختناقات المتعلقة بالتصنيع، كما تعمل شركات الصناعة على خفض أسعار الموديلات الكهربائية ومستهدفات الإنتاج وتوقعات الأرباح، وحتى رائدة الصناعة "تسلا" حذرت من أن معدل نموها سيكون أقل هذا العام.
وذكر "أنورا رانا" و"أندرو جيرارد" المحللان لدى "بلومبرج إنتلجنس": تحويل الموارد نحو الذكاء الاصطناعي التوليدي هو القرار الصحيح نظرًا إلى إمكانات الربحية طويلة المدى للذكاء الاصطناعي مقارنة مع قطاع السيارات.
المصادر: أرقام - وول ستريت جورنال - نيويورك تايمز - بلومبرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}