يجد الكثير من الأشخاص الأذكياء والناجحين صعوبة سواء في الاعتراف بالخطأ أو طلب المساعدة، ولكن يرى "جنسن هوانج" الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لصانعة الرقائق الأمريكية "إنفيديا" أن تلك السمتان أنقذتا شركته - التي تبلغ قيمتها أكثر من تريليوني دولار - من الانهيار قبل نحو 3 عقود.
قال "هوانج" في كلمته أثناء حفل تخرج طلاب جامعة تايوان الوطنية في مايو من عام 2023، إن "إنفيديا" كانت على وشك التوقف عن العمل وتسريح الموظفين في عام 1996 بعد ثلاث سنوات على تأسيسها، حيث انهار تعاقدها مع شركة "سيجا" المتخصصة في ألعاب الفيديو، بعدما فشلت الأولى في تطوير رقائق لعرض الرسومات ثلاثية الأبعاد على وحدات التحكم في الألعاب التي تُنتجها الأخيرة.
وأوضح أن فريق عمل "إنفيديا" اتبع نهجاً تجريبياً في تصميم هذه الرقائق، حيث أنتجت الشركة رقائق منخفضة التكلفة لا تتوافق مع معايير البرمجيات الأخرى المتاحة في السوق، وأن الشركة أدركت أن استراتيجيتها كانت خاطئة بعد عام من العمل على تطوير الرقاقة.
وتابع بأن الرقاقة كانت سيئة على الصعيد الفني، لكن الأمر الأكثر سوءاً كان إطلاق "مايكروسوفت" واجهة البرمجيات الخاصة بها "دايركت إكس" خلال نفس الفترة، وأصبحت معياراً لتشغيل منصات الألعاب، ولم تكن متوافقة مع رقائق "إنفيديا".
كان التعاقد مع "سيجا" بمثابة صفقة كبيرة بالنسبة لـ "إنفيديا"، وساهم بشكل رئيسي في تمويل الشركة بحسب "هوانج" الذي أشار إلى أنه في حالة اختيار الشركة استكمال إنتاج وحدة الألعاب، فسوف تصبح تكنولوجيا رديئة لا تتوافق مع نظام التشغيل "ويندوز" ولا تستطيع اللحاق بركب التقنيات المتاحة في السوق، أما في حالة عدم إكمال التعاقد، فسوف ينفذ تمويل الشركة وتضطر للتوقف عن العمل.
للاطلاع على مزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
وقرر "هوانج" حينها أن الحل الأفضل هو مصارحة "سيجا" بالوضع، وإخبارها بالعثور على شريك آخر، وأن "إنفيديا" سوف تتوقف عن العمل تماماً في حالة عدم حصولها على كامل المبلغ المتفق عليه في التعاقد، الأمر الذي تسبب له بحرج شديد، لكن الأمر المثير للدهشة هو موافقة الرئيس التنفيذي لشركة الألعاب على الأمر، لتحصل "إنفيديا" على تمويل يكفيها لمدة 6 أشهر.
واستفاد "هوانج" من هذه الأموال في إنتاج شريحة جديدة "ريفا 128- RIVA 128" متوافقة مع واجهة البرمجيات "دايركت إكس" من "مايكروسوفت، وتمتعت بدقة رسومية أعلى من الرقائق المنافسة لها، وباعت الشركة أكثر من مليون وحدة منها في غضون أربعة أشهر فقط في عام 1997، لتصبح أول منتج ناجح للشركة.
ذكر "هوانج" أن الاعتراف بخطأ "إنفيديا" ومطالبة عميلها بتفهم الأمر لم يكن أمراً سهلاً على الإطلاق، لكن سمات مثل هذه يصعب على الأذكياء والأشخاص الأكثر نجاحاً تقبلها، لكنه أصرّ على أن التغلب على الكبرياء كان السبيل الأفضل لإنقاذ شركته.
المصدر: سي إن بي سي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}