تتوقع كل من "إكسون موبيل" و"شيفرون"، اللتين أعلنتا عن أرباحهما أمس الجمعة، أن يزيد إنتاجهما من حوض بيرميان -وهي منطقة أميركية تنتج بالفعل كميات من النفط أكثر من العراق- بنسبة 10% خلال العام الجاري.
كشفت "إكسون" أيضاً أن الإنتاج من مشروعها النفطي الضخم في غيانا ارتفع في الربع الأول 70% مقارنة بالعام السابق.
وهذا يكفي لتوفير ما يقرب من خُمس نمو الطلب العالمي هذا العام وفقاً لتوقعات وكالة الطاقة الدولية.
تتميز غيانا وحوض بيرميان بمستويات طائلة من الإنتاج المتنامي في صناعة واجهت تحديات من أجل إيجاد موارد جديدة منخفضة التكلفة في السنوات الأخيرة.
والآن تتنافس "إكسون" و"شيفرون" لتعزيز مكانتيهما، متفوقتين على أكبر نظيراتهما الأوروبية في هذا الصدد.
من المقرر أن تصبح "إكسون" أكبر منتج في حوض بيرميان بمجرد أن تنهي استحواذها على شركة "بايونير ناتشورال ريسورسز" البالغة قيمته 64 مليار دولار، بينما تنفق "شيفرون" 52 مليار دولار على صفقة شراء حصة 30% في شركة "هيس" من منطقة ستابروك الغنية في غيانا.
محركان أساسيان
قال نيل دينغمان، المحلل لدى شركة "ترويست سيكيوريتيز" (Truist Securities)، إن حوض بيرميان وغيانا "يعتبران محركين كبيرين للنمو في الشركتين.
هناك بالتأكيد مخاوف بشأن المخزون الأميركي، ونقص في جميع أنحاء العالم بسبب ضعف الاستثمار في الشركات على مدى عدة سنوات حتى الآن".
بعد سنوات من تراجع الاستثمار في النفط والغاز مع تركيز شركات الوقود الأحفوري على العائدات وخفض الانبعاثات، بدأت إمدادات الخام تتضاءل مرة أخرى.
جرى تداول مزيج برنت في وقت سابق من الشهر الجاري فوق مستوى 90 دولاراً للبرميل للمرة الأولى منذ الخريف، مع تهديد التوترات في الشرق الأوسط بدفع الأسعار إلى مستويات أعلى.
على الرغم من كل الجهود المبذولة للتحول إلى مصادر طاقة أكثر مراعاة للبيئة، فمن المتوقع أن ينمو الطلب على النفط، بحسب وكالة الطاقة الدولية، بنحو 1.3 مليون برميل يومياً خلال العام الجاري ليصل إلى مستوى قياسي جديد.
موقف "شل" و"بي بي"
أما الشركتان الأوروبيتان الكبيرتان "شل" (Shell) و"بي بي" (BP)، اللتان من المقرر أن تعلنا عن نتائجهما المالية خلال الأسبوعين المقبلين، فهما في وضعية مختلف تماماً.
فقد انسحبت "شل" من غيانا قبل أشهر من قيام "إكسون" بحفر أول اكتشاف لها في 2015، وباعت موقعها في حوض بيرميان لشركة "كونوكو فيليبس" (ConocoPhillips) في 2021.
تعد مشاركة "بي بي" في حوض بيرميان أقل بكثير من أي من الشركات الأميركية الكبرى.
علاوة على ذلك، سعت شركتا "شل" و"بي بي" في السنوات الأخيرة إلى التوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة.
والآن تعود الشركتان نحو تعزيز إنتاج النفط والغاز.
لكن القول أسهل من الفعل، وكلاهما تعانيان من معدلات نمو ضعيفة حتى عام 2030 مقارنة بمنافسيهما في الولايات المتحدة، على افتراض اكتمال صفقتي "بايونير" و"هيس".
بالنسبة إلى شركتي "إكسون" و"شيفرون"، وكلتاهما ملتزمتان بالوقود الأحفوري خلال الموجة الأولية من الاستثمار الذي يتسم بمراعاة العوامل البيئة والمجتمعية والحوكمة، فإن استهداف حوض بيرميان وغيانا لن يؤدي إلى زيادة الإنتاج فحسب، بل سيساهم أيضاً في خفض التكلفة الإجمالية للإمدادات.
يمكن لكلتا المنطقتين إنتاج النفط بربح دون 35 دولار للبرميل.
ترشيد الإنفاق
في الوقت الذي تمتلك فيه الشركتان محركين كبيرين للنمو، فإنهما مضطرتان إلى توخي الحرص على الإنفاق؛ لأن المستثمرين ما زالوا يعتبرون ضبط رأس المال والميزانية العمومية القوية "أولوية قصوى"، وفق نيك هامل، المحلل في شركة "إدوارد دي جونز آند كو" (.Edward D. Jones & Co)، موضحاً أن منظمة "أوبك" لا تزال لديها 5 ملايين برميل يومياً "في الاحتياطي"، والتي يمكن أن تعود إلى السوق في مرحلة ما.
في الوقت الحالي، لا تزال "إكسون" و"شيفرون" في حالة انتظار، ترقباً لإغلاق عمليتي الاستحواذ على "بايونير" و"هيس".
فالأولى تنتظر موافقة لجنة التجارة الفيدرالية، بينما تتقيّد الثانية بنتائج التحكيم لأن "إكسون" تدعي أن لها حق الرفض الأول فيما يتعلق بحصة "هيس" البالغة 30% في غيانا.
ومع ذلك، تقول الشركتان إنهما تتوقعان استكمال صفقتيهما بحلول نهاية العام.
أضاف هامل: "هاتان الصفقتان كبيرتان، وستؤثران بالتأكيد على مسار النمو الإجمالي لكلتا الشركتين.
سيكون التركيز على تنفيذ الصفقتين خلال الأرباع القليلة المقبلة".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}