ترتفع مخاطر شُح الإمدادات العالمية من القمح بسبب سوء الظروف الجوية في مختلف الأرجاء، والحرب المشتعلة بين الجارتين روسيا وأوكرانيا اللتين تساهمان في جزء كبير من المعروض العالمي من المحاصيل الزراعية، الأمر الذي يهدد بارتفاع أسعار المنتجات الغذائية التي يدخل القمح في صناعتها.
وهذا من شأنه زيادة أعباء تكاليف الحصول على الخبز والمعكرونة وغيرها من السلع الأساسية في النظام الغذائي لغالبية سكان العالم، مما يرفع الضغوط التي تواجهها مختلف البنوك المركزية في مكافحة التضخم، خاصة في ظل زيادة أسعار محاصيل أخرى مثل الكاكاو والقهوة.
ويرى عدد من المحللين الذين استطلعت وكالة "بلومبرج" آراءهم هذا الأسبوع قبل صدور تقديرات الحكومة الأمريكية بشأن حصاد الموسم القادم، أن الظروف الجوية غير المواتية، وتعطل الإمدادات الأوكرانية نتيجة الحرب سوف يؤديان إلى استمرار انخفاض المخزونات العالمية من القمح عند أدنى مستوياتها منذ قرابة 20 عاماً.
وتتداول العقود الآجلة للقمح في الوقت الراهن عند 6.44 دولار للبوشل (30 كيلوجرامًا) بانخفاض يقارب نصف المستوى القياسي المسجل في عام 2022، وكان ذلك بفضل وفرة المحاصيل في المناطق المطلة على البحر الأسود طوال تلك الفترة.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
لكن مستوى السعر الحالي يعد الأعلى منذ أغسطس الماضي، الأمر الذي أدى إلى تصاعد مخاوف نقص الإمدادات مرة أخرى، خاصة مع تقليص الصناديق رهاناتها الهبوطية التي احتفظت بها منذ قرابة عامين.
وحسب "جيمس بوليسورث" المدير الإداري لشركة "سي آر إم أجريكومودتيز"، تعد الأسابيع القليلة القادمة حاسمة على صعيد تطور محاصيل القمح المزروعة في الوقت الراهن مع اقتراب موسم الحصاد في نصف الكرة الشمالي، ولا يزال هناك متسع زمني يمكن خلاله تحسن ظروف الحصاد، أو تدهورها.
أبرز التحديات التي تواجه إمدادات القمح العالمية هذا الموسم |
||
1- جفاف مناطق البحر الأسود |
|
يعاني محصول القمح الروسي من نقص الرطوبة بعد أسابيع من ارتفاع درجات الحرارة، ونقص الأمطار جنوب البلاد، ما دفع المحللين لخفض توقعاتهم للحصاد هذا الموسم.
وترى مجموعة " كوموديتي ويذر جروب" أن نصف المساحة المزروعة من القمح الروسي سوف تظل تعاني من الجفاف على مدار الأسبوعين القادمين.
ومن شأن اضطراب أسعار القمح في السوق المحلي الروسي التأثير على أسواق أخرى حول العالم نظراً للدور المهيمن لموسكو في تصدير المحصول.
|
2- الحرب الأوكرانية |
|
تأثرت مساحات واسعة من مناطق زراعة القمح في أوكرانيا بالجفاف خلال الأسابيع الماضية، لكن الهجمات الروسية على البنية التحتية الزراعية هناك تعد مشكلة أخرى، خاصة مع نقص الأيدي العاملة بسبب الخدمة العسكرية للذكور.
ومن المتوقع تراجع حصاد الحبوب في أوكرانيا بنسبة 6% مقارنة بالعام السابق مع توجه الفلاحين لزراعة محاصيل أكثر ربحية مثل بذور الكانولا (يطلق عليها في بعض الأحيان بذور اللفت).
|
3- ارتفاع الرطوبة في غرب أوروبا |
|
تضرر نمو المحاصيل الشتوية في شمال غرب أوروبا نتيجة ارتفاع الرطوبة خلال فصل الربيع، ويتوقف تحديد ما إذا كانت هذه المحاصيل سوف تستخدم كغذاء أو علف للماشية على تطورها بحلول موعد الحصاد.
ومن المقرر تراجع الحصيلة السنوية من القمح والشعير في فرنسا مقارنة بالعام الماضي حتى في أفضل الظروف، حيث تسبب هطول الأمطار في تأخر بذر المحاصيل الربيعية في فرنسا، بالإضافة للمملكة المتحدة، وألمانيا.
|
4- الجفاف في أستراليا والولايات المتحدة |
|
أدى ارتفاع درجات الحرارة والطقس الجاف خلال فصل الصيف إلى جفاف التربة في أستراليا أثناء موسم البذر، ورغم تساقط الأمطار على بعض مناطق ولاية غرب أستراليا مؤخراً، لكن المزارعين لا يزالون حذرين بشأن الحصاد.
وفي الولايات المتحدة، أثر الجفاف على حصة كبيرة من حقول زراعة القمح الشتوي منذ مطلع أبريل، وما زال يهدد كافة المحاصيل الربيعية هناك.
|
المصدر: بلومبرج
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}