نبض أرقام
11:21 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21

رغم ارتفاع الأسعار .. لماذا تستمر البنوك المركزية في شراء الذهب بوتيرة قياسية؟

2024/05/14 أرقام - خاص

تواصل البنوك المركزية العالمية التدافع لشراء الذهب خلال الفترة الماضية، وسط مخاوف تسارع التضخم والتوترات الجيوسياسية.

 

لكن مع ارتفاع الأسعار بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة، يترقب المستثمرون ما إذا كانت البنوك المركزية ستواصل التوجه للمعدن بنفس الشهية.

 

 

مشتريات مستمرة للبنوك المركزية

 

- تلقى الذهب دعمًا قوياً في الأشهر الأخيرة من آمال خفض معدلات الفائدة عالمياً والمشتريات المتواصلة للمعدن من جانب البنوك المركزية.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- شكلت البنوك المركزية عامل الدعم الثابت بالنسبة للذهب خلال الفترة الماضية، مع حقيقة أن توقعات مسار السياسة النقدية تشهد حالة من التقلبات الحادة بعد تصريحات صانعي السياسة النقدية والبيانات الاقتصادية المختلفة.

 

- في إجمالي الربع الأول من 2024، اشترت البنوك المركزية حول العالم 290 طنًا من الذهب، وهو أعلى مستوى في تلك الفترة على الإطلاق.

 

 

- لا تزال مشتريات البنوك المركزية العالمية تتركز بشكل كبير على الصين وتركيا والهند.

 

- اشترى البنك المركزي في الهند نحو 19 طناً من الذهب في الربع الأول من العام الجاري، ما يتجاوز إجمالي مشترياته المسجلة في عام 2023 بأكمله.

 

- في تركيا، واصل البنك المركزي شهيته للمعدن النفيس، ليقوم بشراء 30 طناً إضافياً من المعدن خلال الربع الأول ويرفع حيازته إلى 570 طناً.

 

- على الجانب الآخر، اتجهت ثلاثة بنوك مركزية لتسجيل صافي بيع من الذهب في الربع الأول من هذا العام، وهي الفلبين وتايلاند وأوزباكستان.

 

البنوك المركزية الأكثر شراءً وبيعاً للذهب في الربع الأول 2024

 

- في عامي 2022 و2023، تجاوزت مشتريات البنوك المركزية العالمية حاجز 1000 طن لكل منهما.

 

- قال مجلس الذهب العالمي في تقريره الفصلي الأخير إن مشتريات البنوك المركزية كانت تمثل ما يقرب من ربع الطلب السنوي العالمي على الذهب في العامين الماضيين، ما يجعلها محركًا رئيسياً لأداء المعدن.

 

- تمكن الذهب من تجاوز ظروف عادة ما تعتبر بمثابة رياح معاكسة للمعدن النفيس، ما يشمل ارتفاع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وقوة الدولار.

 

الصين.. حماس لا ينقطع

 

- استمرت شهية الصين لشراء الذهب طوال العام والنصف الماضيين، حيث واصل بنك الشعب الصيني مشترياته من الذهب للشهر الثامن عشر على التوالي خلال أبريل الماضي.

 

- تعتبر موجة المشتريات الشهرية للبنك المركزي الصيني للذهب هي الأطول على الإطلاق في تاريخ البنك.

 

 

- رفع البنك المركزي الصيني إجمالي حيازته من الذهب إلى 2264.3 طن بنهاية الشهر الماضي.

 

- منذ أكتوبر 2022 حينما قامت الصين باستئناف شراء الذهب، رفع بنك الشعب الصيني حيازته من المعدن بنحو 16%.

 

- تزامن ارتفاع مشتريات الصين من الذهب مع التوترات السياسية المتصاعدة مع الولايات المتحدة، وسط قضايا تشمل العجز التجاري والخلاف بشأن تايوان وبحر الصين الجنوبي.

 

- لكن من الملاحظ أن وتيرة شراء الصين للذهب شهدت حالة من التباطؤ، حيث تراجعت المشتريات إلى 60 ألف أونصة في أبريل من 160 ألف أونصة في مارس و390 ألفاً خلال فبراير، وسط ارتفاع قوي للأسعار مؤخرًا.

 

ارتفاعات سعرية قوية

 

- ارتفعت أسعار الذهب لأعلى مستوى في ثلاثة أسابيع بنهاية يوم الجمعة الماضي، مع تجدد آمال خفض معدلات الفائدة الأمريكية في وقت ما من العام الجاري.

 

- أنهت العقود الأجلة للذهب تسليم شهر يونيو تعاملات الأسبوع الماضي عند 2375 دولارا للأوقية، وهو أعلى مستوى منذ التاسع عشر من أبريل.

 

- حقق العقد الأكثر نشاطاً من المعدن الأصفر ارتفاعًا بنحو 2.9% في الأسبوع الماضي، ليسجل أكبر وتيرة مكاسب أسبوعية في خمسة أسابيع.

 

- استفاد المعدن الأسبوع الماضي من بيانات اقتصادية قد تدعم قرب خفض الفائدة الأمريكية، حيث ارتفعت طلبات إعانة البطالة في الأسبوع المنتهي في الرابع من مايو لأعلى مستوى منذ أغسطس 2023 عند 231 ألف طلب.

 

- كما تراجع مؤشر ميشيغيان لثقة المستهلك الأمريكي إلى 67.4 نقطة في مايو، متخلفًا كثيرًا عن توقعات المحللين ومسجلًا أدنى قراءة في ستة أشهر.

 

- قال "لقمان أوتونوجا" مدير تحليل السوق في "إف إكس تي إم" إن شهية المستثمرين تجاه الذهب ارتفعت مؤخرًا بدعم البيانات الأمريكية الضعيفة، والتي تدعم حجة خفض الفائدة هذا العام.

 

- وصل الذهب في التاسع عشر من أبريل الماضي لمستوى قياسي مرتفع عند 2413 دولارا للأوقية، لكنه تراجع عن هذه المستويات لاحقاً.

 

- لا يزال المعدن النفيس مرتفعًا بحوالي 14% منذ بداية عام 2024 وحتى نهاية تعاملات الجمعة الماضية، رغم صعود مؤشر الدولار في نفس الفترة.

 

أداء الذهب (البرتقالي) ومؤشر الدولار (الأسود) في العام الأخير

 

- تتداول أسعار الذهب على بعد نحو 2% فحسب من أعلى مستوياتها على الإطلاق والمسجلة في أبريل الماضي.

 

- يرى "لقمان" أنه في حال توافر العوامل الأساسية الداعمة، فإن أسعار الذهب قد ترتفع لمستويات قياسية جديدة.

 

- تترقب الأسواق بيانات مؤشر أسعار المستهلكين في الولايات المتحدة خلال الأسبوع الجاري، ما قد يؤثر على توقعات الأسواق بشأن مسار السياسة النقدية الأمريكية.

 

- تسعر أداة "فيد واتش" حالياً احتمالية بدء خفض الفائدة الأمريكية في اجتماع سبتمبر المقبل، على أن يخفض الفيدرالي تكاليف الاقتراض مرتين هذا العام.

 

عوامل سياسية واقتصادية

 

- تسارعت وتيرة شراء البنوك المركزية للذهب منذ عام 2022، بعد أن ظل يلعب دورًا ثانوياً في الميزانية العمومية للمصارف.

 

- في عام 2022، بلغت مشتريات البنوك المركزية العالمية من الذهب حوالي 1082 طناً، وهو ما يعادل ضعف المستويات المسجلة في العام السابق له.

 

- تزامنت بداية القفزة في شراء البنوك المركزية للذهب مع التوترات التي تلت فرض الولايات المتحدة وأوروبا عقوبات اقتصادية قوية ضد روسيا، عقب غزو أوكرانيا.

 

- تضمنت العقوبات الغربية ضد روسيا تجميد الأصول المقومة بالدولار، وفرض عقوبات على السلع الرئيسية لموسكو مثل النفط الخام.

 

 

- اتجهت البنوك المركزية في العامين الماضيين لتنويع احتياطياتها بعيدًا عن الدولار الأمريكي، وللتحوط ضد هبوط العملة.

 

- يتمثل هذا التوجه في خفض الصين لحيازتها من سندات الخزانة الأمريكية بنحو 23 مليار دولار في فبراير الماضي لتصل إلى 775 مليار دولار، وهو الاتجاه المستمر من جانب بكين خلال السنوات الأخيرة.

 

- يبرر بعض المحللين تدافع البنوك المركزية لشراء الذهب بوجود دوافع سياسية، بالإضافة إلى الرغبة في تنويع الأصول.

 

- قال محللو "جيه بي مورجان" إنه في بعض الحالات، بدأت الدول غير الحليفة للولايات المتحدة في السعي إلى خفض تركز احتياطياتها على الدولار، مع مخاطر تعرض هذه الاحتياطات للعقوبات.

 

- كما أشار محللو البنك إلى أن الحكومات المتحالفة مع واشنطن تضيف أيضًا الذهب إلى احتياطياتها بوتيرة سريعة، في مسعى لحماية نفسها من التضخم المتسارع والمتقلب عالمياً.

 

- شهد التضخم العالمي حالة من التسارع الحاد في أعقاب تعافي الطلب بعد وباء "كوفيد-19"، ما دفع البنوك المركزية حول العالم لرفع معدلات الفائدة بقوة.

 

هل يستمر الحماس؟

 

- يتوقع محللون استمرار البنوك المركزية العالمية في مراكمة الذهب خلال الفترة المقبلة، مع استمرار الأسباب التي دفعتها لهذا التوجه في المقام الأول.

 

- يرى مجلس الذهب العالمي أنه على الرغم من أن البنوك المركزية اشترت كميات كبيرة من الذهب منذ عام 2022، فإن شهيتها للمعدن ربما لم تنته بعد.

 

 

- أشار المجلس إلى أن الاتجاه طويل الأمد لشراء الذهب من قبل البنوك المركزية مستمر، وسط هيمنة البنوك في الأسواق الناشئة.

 

- يتوقع مجلس الذهب العالمي ألا يؤدي ارتفاع أسعار الذهب بشكل كبير مؤخرًا إلى عرقلة أي خطط استراتيجية لمراكمة المعدن من جانب البنوك المركزية، لكنه شدد على أن هناك حاجة إلى مزيد من البيانات لتقييم مدى تأثير مستويات الأسعار الحالية على نشاط البنوك المركزية.

 

- يحتفظ المجلس برؤيته بشأن استمرار البنوك المركزية مشترياً صافياً للمعدن في الفصول المقبلة، ما قد يوفر ركيزة أساسية لدعم الذهب.

 

- كما يربط بعض المحللين ارتفاع قيمة الدولار الأمريكي بسعي البنوك المركزية لإيجاد بديل أقل تكلفة.

 

- ذكر اقتصاديون في أليانز سابقًا أن قوة الدولار من شأنها أن تضعف دوره كعملة احتياط، مشيرًا إلى أنه إذا أصبح الوصول إلى العملة الأمريكية أكثر تكلفة، فسيبحث المقترضون عن بدائل.

 

- من جانبه، قال "جولدمان ساكس" إن البنوك المركزية تميل إلى أن تكون مشترياً استراتيجياً على المدى الطويل، كما أن شراء المعدن من قبل المؤسسات في الأسواق الناشئة لديه مساحة أكبر للاستمرار.

 

- شدد محللو البنك على أن البنوك المركزية في الأسواق الناشئة هي التي تقود الاندفاع الأخير نحو الذهب، مشيرين إلى أن حيازة المعدن لا تمثل سوى 6% من احتياطيات البنوك المركزية الناشئة، ما يعادل نصف المستويات الموجودة في الأسواق المتقدمة، ما يدعم استمرار الأولى في الشراء.

 

- بينما يعتقد بنك "إي إن جي" أن ارتفاع الذهب لمستويات قياسية منذ منتصف شهر فبراير الماضي قد يؤثر سلبًا على طلب البنوك المركزية على المعدن في الوقت الحالي.

 

- يتوقع البنك تراجع المعدن النفيس من مستوياته الحالية، ليصل لمتوسط 2250 دولارا في الربع الثاني من هذا العام و2218 دولارا في إجمالي 2024.

 

المصادر: أرقام – مجلس الذهب العالمي - ماركت وتش – رويترز – بلومبرج – إي إن جي – بيزنس إنسايدر

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.