رئيس مجلس إدارة عقارات السيف: 175 مليون دينار قيمة أصول الشركة

كشف عيسى محمد نجيبي، رئيس مجلس إدارة شركة عقارات السيف، عن بدء الشركة بدراسة تشييد مشروع جديد في منطقة سار على أرض سينما سار سابقًا، مشيرًا أيضًا إلى عمليات تجديد في مجمع السيف بضاحية السيف؛ لتقديم حلة جديدة تواكب تطورات السوق، وأنه تم تعيين المكاتب الهندسية لتلك الأعمال.

وأضاف نجيبي: «نتجه في الفترة المقبلة إلى توسيع نطاق استثمارات الشركة في المملكة العربية السعودية، حيث لاقينا الترحيب الحار، وقمنا بتكليف الإدارة التنفيذية بدراسة عدد من الفرص الاستثمارية للتحقق من الجدوى الاقتصادية لها». وبخصوص «باندا سيتي»، بيّن أن هذا المجمع سيكون تجربة مختلفة للزوار والمتسوقين، وسيعطي نظرة أخرى عن المنتجات الصينية، إذ سيوفر هذا المجمع منتجات ذات جودة عالية بأسعار تنافسية، فضلاً عن أنه سيخدم روّاد الأعمال الشباب في تعزيز قدراتهم على الابتكار واستخدام الذكاء الاصطناعي والتسوق الإلكتروني، كما سيشكل جسرًا للتعاون والتواصل بين روّاد الأعمال في شنجن والبحرين، متوقعًا أن يكون مجمع السيف «المحرق» أحد الخيارات للمشروع بعد التشاور وموافقة الشركاء الصينيين، وفيما يلي نص الحوار:

* ما أبرز الخطط والمشاريع التي تعتزم شركة عقارات السيف تنفيذها خلال الأعوام القادمة؟

- تعتزم شركة عقارات السيف توسيع نطاق أعمالها في الأعوام القادمة، وحاليًا نحن بصدد مشروع تجديد في مجمع السيف (ضاحية السيف) لتقديم حلة جديدة تواكب تطورات السوق وتلبي توقعات زواره، وقد تم تعيين المكاتب الهندسية المختصة في هذا المجال، كما نعمل حاليًا على عمليات تجديد شاملة في فندق فريزر سويتس السيف تتضمن تحديث التصاميم الداخلية بهدف تعزيز الرفاهية للعملاء. بالإضافة إلى ذلك، بدأنا دراسة مشروع جديد في منطقة سار، وأيضًا مشروع كيفية تحسين أداء مجمع السيف المحرق. 

أما بالنسبة للاستثمار خارج المملكة، فإن الإدارة التنفيذية في طور تقديم الاقتراحات والخطط لدخول سوق المملكة العربية السعودية، وفي حالة التحقق من الجدوى الاقتصادية سنعلن المزيد عن هذا التوجّه.

جميع هذه المشاريع تم تخطيطها وتطويرها لتتماشى مع أهداف المملكة في تحفيز التنويع الاقتصادي والتعاون الدولي في شتّى القطاعات وأهداف رؤية البحرين الاقتصادية 2030. ومع تطلعنا لعام 2024 وما بعده، سنحرص على الاستفادة من هذا الزخم من خلال طرح مشاريع جديدة من شأنها تعزيز قطاعات التجزئة والترفيه والضيافة.

* ماذا عن توجّه عقارات السيف إلى تنويع محفظتها الاستثمارية؟ وما أبرز مقوّمات هذه المحفظة؟ هل لكم أن تطلعونا على أبرز الإحصاءات؟

- نجحت شركة «عقارات السيف» في تنويع محفظتها الاستثمارية التي بدأتها قبل عدة سنوات، فإضافة إلى العقارات التجارية والسكنية المنتشرة في مواقع مختلفة، تم إضافة أنشطة في قطاعات أخرى كقطاع الترفيه وفي قطاع الضيافة والفندقة، بالإضافة إلى تقديم الخدمة الاستشارية والإدارية للمجمعات، ونحن نركز على تنويعها بطريقة استراتيجية وتكاملية تعكس التزامنا بتلبية احتياجات مختلف شرائح السوق والمساهمة في تعزيز النمو الاقتصادي المستدام. 

ففي قطاع العقارات، لدينا مجمعات السيف التجارية المنتشرة في ضاحية السيف والمحرق ومدينة عيسى، والتي تُعد مراكز رئيسة للتسوق والترفيه العائلي. وأيضًا لدينا مراكز الخدمات التجارية المناطقية في مدينة حمد ومدينة عيسى ومناطق أخرى. كما يعكس مشروع الليوان، المشروع العقاري متعدد الاستخدامات الذي يجمع بين التسوق والترفيه والإقامة، التوجّه الاستراتيجي للشركة نحو توفير حلول معيشية متكاملة تلبي تطلعات السكان والزوار، وأيضًا هناك سوق البراحة الذي يُدار من قبل شركة عقارات السيف، ونسبة التشغيل ممتازة في جميع هذه المشاريع. 

أما في مجال الترفيه، فتبرز «ماجيك آيلاند»، المدينة الترفيهية الداخلية التي تقدم أنشطة متنوعة للأطفال والعائلات في مجمع السيف، وأيضًا مركز «يبيله» في الليوان والذي يعتبر من أكبر وأشهر مراكز الترفيه العائلي في المملكة. بالإضافة إلى مراكزنا الأخرى مثل «جامبولين» و«هوا» وهي جهات جذابة للزوار الباحثين عن التسلية والترفيه. 

أما في قطاع الضيافة، فلدينا فندقان هما فريزر سويتس السيف وأيضًا فريزر سويتس الليوان، إذ يقدمان خدمات الشقق الفندقية بتصنيف 4 نجوم فاخرة، ما يوفر للزوار إقامة مريحة بالقرب من خيارات التسوق والترفيه. 

* كم وصلت نسبة الإشغال في مشروع الليوان؟

- مشروع «الليوان» يُعد إضافة متميزة للقطاع السياح ويدعم الاستراتيجيات الرامية إلى تعزيز المشاريع السياحية العائلية، ويسهم في ترسيخ مكانة المملكة مركزًا سياحيًا راقيًا، فضلاً عن دوره في زيادة مساهمة قطاع السياحة في الناتج المحلي. 

وصلت الآن نسبة التشغيل في الليوان إلى 87%، إذ يتمتع المشروع بإقبال كبير يعكس نجاحه في جذب الزوار والمستثمرين، ونحن نتوقع أن تظل معدلات التشغيل مرتفعة بفضل الموقع المتميز والخدمات الراقية التي يوفرها المشروع. ويشكل النجاح الذي حققه «الليوان» نموذجًا لدعم استراتيجيات النمو الشاملة والمستدامة للشركة والمملكة.

أما بخصوص تكرار تجربة مشروع «الليوان»، فنحن ملتزمون بتقديم ما هو أفضل من ذلك وتبني أرقى المشاريع التطويرية لتعزيز الواجهة الحضارية لمملكتنا الحبيبة. 

* ما تقييمكم للحركة العقارية والسوق العقاري في البحرين؟

- أعتقد أن هناك تحديات مختلفة نتيجة المتغيرات الاقتصادية والتقلبات العالمية والتوترات الجيوسياسية تعاني منها المنطقة وتواجهها كثير من الدول. ومما لا شك فيه أن العنصر الأكثر تأثرًا من هذه المتغيرات هو التجارة والاقتصاد، الأمر الذي بات معه ضرورة التخطيط الاستراتيجي لمواكبة المتغيرات والتصدي للتحديات كافة. 

وتأثير تلك المتغيرات في الصعيد المحلي، إذ لاحظنا ارتفاعًا في أسعار البناء والسلع وزيادة مطردة على الفوائد المصرفية في تمويل المشاريع، ما أدى إلى هبوط في التدفقات النقدية والسيولة المالية. وبالرغم من ذلك، ولله الحمد، أثبت القطاع العقاري في المملكة مرونته في التأقلم مع تلك المتقلبات واستطاعت على المحافظة على معادلة متوازنة بين العرض والطلب. والنظرية القديمة «العقار يمرض بس ما يموت» أثبتت صحتها 100%، إذ إن حاجة الناس للعقارات ستبقى في ازدياد طالما أن الناس يزيدون والحياة مستمرة. 

وحسب البيانات والتقارير الصادرة من جهاز المساحة والتسجيل العقاري، فإن إجمالي التداولات العقارية خلال العام الماضي تجاوز مليار دينار بحريني، وعدد المعاملات العقارية المسجلة وصل إلى ما يفوق 31 ألف معاملة. وخلال الربع الأول من 2024 صرّح الجهاز بأن هناك ارتفاعًا ملحوظًا في الإقبال على شراء العقارات ونموًا في قيمة التداولات. وتُعد هذه التقارير الرسمية مقياسًا ومؤشرًا إيجابيًا لحركة السوق في مملكة البحرين. 

وتتميز السوق العقاري البحريني بمحدودية المساحات المعروضة للتداول، ما يعزز من جاذبيتها سوقًا استثمارية رئيسة للمستثمرين، خاصة في القطاع السكني، إذ تتسم بنمو مستمر وسريع الوتيرة. ولا تزال الأسعار السائدة والعوائد الرأسمالية في البحرين الأفضل مقارنة بالأسعار في الأسواق الأخرى. 

ولا يفوتنا هنا أن نشيد بالدور الكبير للحكومة في دعم النمو من خلال استثماراتها في مشاريع البنية التحتية وتعزيز السياحة، وأيضًا مساعي وجهود مؤسسة التنظيم العقاري في المجال العقاري، ما يسهم في زيادة الطلب على العقارات. ولإنتعاش السوق وتشجيع الاستثمار فيه، حبّذا لو تم إعادة النظر في خفض الرسوم وتسهيل الإجراءات والقضاء على البيروقراطية. وهذه الاستراتيجية لا تعود بالنفع على قطاع العقارات فقط، بل تسهم كذلك في دعم النمو الاقتصادي العام للمملكة.

* ما تقييمكم لمجمع السيف - ضاحية السيف في سوق التجزئة البحريني؟

- منذ افتتاحه في عام 1997، وعبر السنين، احتلّ مجمع السيف - ضاحية السيف مكانة متميزة في قلوب البحرينيين والزوار، واستطاع أن يرسّخ مكانته مركز تسوق حديثًا في البحرين، وأصبح أحد أهم معالم الجذب الرئيسة للتسوق والترفيه العائلي. علمًا بأن أداء المجمع طوال السنين كان له الفضل في إرساء قواعد الشركة وانطلاقتها.

يضم المجمع أكثر من 300 متجر تقدم مجموعة واسعة من العلامات التجارية العالمية، ويتميز بتنوع كبير في خيارات الطعام والمقاهي. كما يشتهر المجمع بتقديمه خدمات ترفيه عائلية متميزة، ما يجعله وجهة مثالية للعائلات، بفضل مناطق اللعب المخصصة للأطفال و«ماجيك آيلاند»، بالإضافة إلى مجمع سينمائي يضم ست شاشات عرض و«ميغابلكس» بعشر شاشات. 

لذا نحن نعمل جاهدين على تطوير هذا المجمع ليقدّم المزيد لزواره، وقرّرنا مؤخرًا البدء في مشروع تجديد وتطوير حلته الجديدة لترسيخ مكانته أحد المعالم الريادية في سوق التجزئة. ولقد تم تعيين الاستشاريين المختصين في هذا المجال وسنعلن التفاصيل قريبًا.

* تم الإعلان مؤخرًا عن مجمع «باندا سيتي» بالبحرين.. أين سيكون موقعه؟ وكم حجم الاستثمار فيه؟

- مجمع «باندا سيتي» هو مشروع تعاوني بين شركة عقارات السيف وشركة «باندا إندستريال مانجمنت (شنتشن) المحدودة»، وهو المشروع الأول لشركة «باندا» خارج الصين. يتمثل الهدف من الاتفاقية في تعزيز العلاقات الاقتصادية بين البحرين والصين، إذ يسعى إلى أن يصبح مركزًا تجاريًا بارزًا يعزز من التبادل التجاري بين البلدين، ويحظى هذا المشروع دعم ومباركة وزارة التجارة والصناعة لتحقيق منافع متبادلة لكلا البلدين. 

تتيح هذه الشراكة لشركة «باندا» تعزيز قدراتها على الابتكار وتشجيع ريادة الأعمال الشبابية، وتشكل جسرًا للتعاون والتواصل بين رواد الأعمال في شنتشن والبحرين. يستفيد هذا المشروع من قوة سلسلة التوريد الصينية والتصنيع الذكي، مما يوفر لسكان البحرين والمنطقة فرصة للحصول على منتجات صينية ذات جودة عالية وبأسعار معقولة. 

نحن حاليًا في مرحلة تقييم الموقع الأفضل للمشروع وأيضًا التنسيق مع الجهات المختصة لسرعة الإجراءات الحكومية وتسهيل المعاملات لإصدار السجلات التجارية اللازمة والتأشيرات الضرورية. والعمل والتشاور مستمر مع الفريق الصيني لوضع الخطط والبرنامج التنفيذية وبعد اعتمادها سيتم الإعلان عن التفاصيل في حينه. ونتوقع بإذن الله أن يُحدث «باندا سيتي» تأثيرًا ملموسًا على السوق المحلي والاقتصاد البحريني.

* ماذا عن دور الشركة في مجال المسؤولية الاجتماعية وتعزيز منافعها لتشمل شرائح المجتمع كافة؟

- المسؤولية الاجتماعية هي في صميم استراتيجية شركة عقارات السيف، إذ تعمل بنشاط على تعزيز وتحسين نوعية الحياة ضمن المجتمعات التي تخدمها. نحن نلتزم بتطوير مبادرات مستدامة تشمل دعم التعليم والصحة والثقافة، مع التركيز على تأثيرات تتجاوز الدعم المالي. 

أحد أبرز مبادراتنا في مجال المسؤولية الاجتماعية هي الشراكة التي أبرمناها مع إدارة الأوقاف السنية، والتي سنقوم بموجبها بتطوير وإدارة مشروع مركز تجاري محلي للأوقاف، يضم متاجر للبيع وصالة مناسبات وخدمات أخرى كملاعب ومساحات خضراء، والتي ستخدم في مجملها أهالي المنطقة. 

ومن خلال فعاليتنا السنوية «سيف الخير»، وهي العلامة الداخلية للمشاريع الخيرية والمسؤولية الاجتماعية، نقدم التبرعات لمجموعة واسعة من الجمعيات الخيرية التي تعمل في مجالات متنوعة، مثل الرعاية الصحية ودعم الأيتام ورعاية المسنين، ما يعزز من رفاه المجتمع. كما تتبنى الشركة استراتيجية متكاملة للمشاركة المجتمعية، إذ نضطلع بدور فعّال في دعم طموحات المجتمعات المحلية. وتتفق استراتيجيتنا مع أهداف التنمية المستدامة التابعة للأمم المتحدة. 

وقد تم تأسيس شركة عقارات السيف عام 1999 مملوكة بالكامل للحكومة بهدف إدارة المجمعات والأملاك الحكومية، ثم قررت الحكومة طرح أسهمها للاكتتاب العام في عام 2007 لتصبح شركة مساهمة عامة، وتُعد عقارات السيف من أوائل الشركات التي تأسست ضمن مفهوم الشراكة بين القطاع العام والقطاع الخاص ليوفر الحلول التجارية وتنفيذ المشاريع من خلال تنمية الموارد والأصول وتحقيق الأرباح، والمساهمة في الناتج المحلي والاقتصاد الوطني. 

كما أن شركة عقارات السيف تأسست برأس مال 46 مليون دينار، وبفضل من الله سبحانه وتعالى ثم بجهود جميع منتسبي الشركة تم توزيع حوالي 78 مليون دينار إجمالي الأرباح الموزعة على المساهمين منذ إدراجها في عام 2007، ووصلت القيمة الاجمالية للأصول 175 مليون دينار، وحقوق المساهمين حاليًا تبلغ أكثر من 161 مليون دينار.