في سابقة من نوعها أعلن الرئيس الأمريكي "جو بايدن" أمس الأحد انسحابه من سباق الرئاسة، ما يدفع الولايات المتحدة إلى وضع لم تعتد عليه.
وقال "بايدن" (81 عاما) في منشور على منصة إكس إنه سيواصل أداء مهامه كرئيس وقائد أعلى للقوات المسلحة حتى انقضاء فترة ولايته في يناير المقبل، مضيفا أنه سيتحدث إلى الشعب الأمريكي في وقت لاحق هذا الأسبوع.
وأضاف "بايدن" في المنشور "لقد كان أعظم شرف في حياتي أن أخدم كرئيس لكم. ورغم أنني كنت أعتزم الترشح لولاية أخرى، أعتقد أنه من مصلحة حزبي وبلدي أن أتنحى وأركز فقط على أداء مهامي الرئاسية خلال الفترة المتبقية من ولايتي"، في حين أبدى دعمه لنائبته "كاملا هاريس" لتحل محله مرشحة للحزب.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
تنحي بايدن يدعم فرص فوز ترامب
انسحاب بايدن من الانتخابات المقررة في الخامس من نوفمبر يجعل المرشح الجمهوري للرئاسة "دونالد ترامب"، أكثر ثقة بفوزه في انتخابات الرئاسة المقبلة.
وقال " ترامب" لشبكة "سي.إن.إن" أمس الأحد إنه يعتقد أن هزيمة "كاملا هاريس" في انتخابات الخامس من نوفمبر ستكون أسهل من هزيمة الرئيس "جو بايدن".
ويبدو أن مسار الأحداث منذ الأسبوع الماضي يسير في مصلحة مرشح الحزب الجمهوري.
وقبل أكثر من أسبوع تعرض الرئيس الأمريكي السابق "دونالد ترامب" لمحاولة اغتيال في ولاية بنسلفانيا يوم السبت قبل الماضي.
وأسفر الحادث عن إصابة ترامب بطلق ناري في أذنه اليمنى ومقتل أحد الحضور بالإضافة إلى مطلق النار.
محاولة اغتيال "ترامب"، دفعت الرئيس الأمريكي "جو بايدن" لأن يقول إنه غير متأكد مما إذا كان إطلاق النار على تجمع انتخابي لمنافسه الجمهوري دونالد ترامب سيغير مسار الانتخابات الرئاسية في نوفمبر.
ويقول "جرانت ريهر"، أستاذ العلوم السياسية في جامعة سيراكيوز أن "ترامب" جذب مزيداً من التعاطف بعد محاولة اغتياله.
وعززت تصرفات "ترامب" عقب محاولة الاغتيال من صورته أمام مؤيده، إذ إن مشهد ترامب الملطخ بالدماء وقبضته في الهواء هي صورة قوية من المرجح أن تصبح صورة حملة إعادة انتخاب الرئيس السابق.
وأفادت استطلاع الرأي التي أجريت بعد محاولة الاغتيال بصعود كبير لفرص "ترامب" في الفوز، ولكن المراقبين اعتبروا أنه لا يمكن الأخذ بنتائج استطلاعات الرأي هذه، التي أجريت بعد ساعات من الاعتداء عليه، وفي لحظة هيمنت عليها المشاعر القوية لصالح المرشح الضحية، وأنه ينبغي الانتظار لبعض الوقت لرصد تأثير هذا الاعتداء على توجهات التصويت.
هل تفعلها هاريس؟
وبعد أن كان بعض الخبراء يتوقعون أن تدخل "هاريس" في منافسة مع عدد من الأسماء البارزة في الحزب الديمقراطي قبل تسميتها كمرشح رسمي للحزب، إلا أن المؤشرات المطروحة حاليا ترجح أنها ستكون هي الأقرب لتكون مرشحة الحزب خاصة مع توالي دعم ترشيحها من قبل أعضاء الحزب الديمقراطي.
ومن بين تلك الأسماء التي كانت مرشحة لخوض التنافس "هيلاري كلينتون"، إلا أن "بيل كلينتون" وزوجته "هيلاري" أيدا ترشيح "كاملا هاريس" للرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطي في بيان صدر عنهما.
وفي بيان نشر على منصة "إكس" قالا فيه إنهم سيفعلون "كل ما في وسعهم لدعمها"، وأضافا "الآن هو الوقت المناسب لدعم "هاريس" والقتال بكل ما لدينا من أجل انتخابها".
وتتصدر نائبة الرئيس كاملا هاريس رأس قائمة المرشحين، لكنها تواجه بعض المشكلات بعد بداية متعثرة في منصبها وتراجعها في استطلاعات الرأي.
وينص الدستور الأمريكي على أن يصبح نائب الرئيس رئيسا إذا مات الرئيس أو أصبح عاجزا عن ممارسة مهامه، لكن هذا لا يؤثر على طريقة اختيار المرشح في الحزبين.
من جانبها قالت "كاملا هاريس" إنها ستبذل كل ما في وسعها لتوحيد الحزب الديمقراطي وتوحيد أمتها لهزيمة "دونالد ترامب".
ورغم أن استطلاعات الرأي في الانتخابات الأمريكية لها إرث طويل من الدقة والثقة وتشير إلى أن "ترامب" هو الأقرب لكرسي الرئاسة ولم تفشل إلا نادراً، إلا أن المفاجآت لا تزال ممكنة.
وتظل السمة الرئيسية للانتخابات السياسية في الولايات المتحدة، أنها محصورة في إطار الترويج الدعائي للمرشح، والهجوم على المنافس عبر أفلام فيديو تبرز أخطاءه وهفواته أو تصريحاً غير موفق له.
وإذا انتخب الشعب الأمريكي "هاريس" رئيسة له فإنها ستكون أول امرأة تصل لسدة الحكم في الولايات المتحدة.
أسماء مطروحة من الديمقراطيين
وطُرح اسم حاكم ولاية كاليفورنيا "جافين نيوسوم" وحاكمة ميشيجان "جريتشين ويتمير" وحاكم كنتاكي "آندي بشير" وحاكم إيلينوي "جيه.بي بريتزكر" بوصفهم بدائل محتملين لـ"بايدن"، وهم جميعا كانوا من المناصرين له وعملوا على مساعدته في الترشح لولاية جديدة.
وسارع العديد من الديمقراطيين إلى دعم "هاريس" لخوض انتخابات الرئاسة عن الحزب في مواجهة "ترامب" بعد انسحاب الرئيس الحالي من السباق، لكن بعض أعضاء الحزب الأقوياء، بمن فيهم رئيسة مجلس النواب السابقة "نانسي بيلوسي" التزموا الصمت.
وبعد خلاف دام أسابيع بين الديمقراطيين على ما إذا كان يجب على "بايدن" البقاء في السباق، فإن الإسراع بإبداء الدعم والتأييد لها أمر بالغ الأهمية قبل ما يزيد قليلا على 100 يوم من انتخابات نوفمبر.
ومع ذلك، هناك الكثير من الشكوك داخل الحزب الديمقراطي إزاء ما إذا كانت "هاريس" قادرة على التغلب على "ترامب" في نوفمبر.
طريقة اختيار المرشح
من المحتمل أن يكون هناك نوع من التنافس بين الديمقراطيين من أصحاب الوزن الثقيل لنيل ترشيح الحزب.
ووفقا لموقع "بالوت بيديا"، من المتوقع أن يكون هناك نحو 4672 مندوبا في العام الجاري، منهم 3933 سيلتزمون بنتائج ولاياتهم إلى جانب 739 يُعرفون باسم المندوبين الكبار، وهم أعضاء بارزون في الحزب.
ومن أجل الفوز بترشيح الحزب، يحتاج المرشح إلى الحصول على أغلبية مطلقة أي أصوات أكثر من جميع المرشحين الآخرين مجتمعين.
وإذا لم يتمكن أحد من تحقيق ذلك، فسيلجأ الحزب إلى ما يُعرف باسم "مؤتمر الوسطاء" وفيه يعمل المندوبون كوكلاء أحرار ويتفاوضون مع قيادات الحزب.
وسوف توضع القواعد بعد ذلك وسيكون هناك تصويت بنداء الأسماء للأشخاص المرشحين.
وقد يستغرق الأمر عدة جولات من التصويت حتى يحصل الشخص على الأغلبية ويصبح المرشح الرسمي. وعُقد أحدث مؤتمر للوسطاء في عام 1952 عندما فشل الديمقراطيون في تسمية مرشح.
مصير أموال حملة بايدن
كان لدى حملة "بايدن-هاريس" 91 مليون دولار في البنك في نهاية مايو، لكن خبراء في قانون تمويل الحملات يختلفون على مدى سهولة نقل الأموال.
ونظرا لأن "هاريس" موجودة أيضا في وثائق تسجيل الحملة، يرى عدد كبير من الخبراء أنه يمكن تحويل الأموال إليها إذا حصلت على ترشيح الحزب الديمقراطي.
وبالفعل طلبت "حملة بايدن" من لجنة الانتخابات الفيدرالية الأمريكية تغيير اسمها لـ"حملة هاريس".
المصادر: أرقام- رويترز- سي إن إن- بي بي سي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}