نبض أرقام
11:46 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/21

هل يخضع الفيدرالي للضغوط ويعقد اجتماعًا طارئاً؟ وهل يعالج خفض الفائدة مخاوف الأسواق؟​

2024/08/06 أرقام - خاص

اجتاحت أسواق الأسهم العالمية موجة بيعية قوية في بداية تعاملات هذا الأسبوع مدفوعة بمخاوف من احتمالية ركود الاقتصاد الأمريكي خاصة بعد بيانات الوظائف الأمريكية الضعيفة، وهو ما دفع البعض لتوقع تدخل الاحتياطي الفيدرالي وعقد اجتماع طارئ لخفض الفائدة بعدما أضاع - ما يرونه - فرصة ذهبية للقيام بذلك في اجتماعه الأخير.

 

ودعا أستاذ المالية بكلية واتون بجامعة بنسلفانيا "جيريمي سيجل" الفيدرالي لخفض طارئ للفائدة قدره 75 نقطة أساس، إلى جانب خطوة أخرى بنفس القدر في اجتماع سبتمبر.

 

وبالفعل، أتيحت الفرصة للفيدرالي لخفض الفائدة في اجتماعه المجدول الذي انتهى في الحادي والثلاثين من يوليو، لكنه اختار عدم القيام بذلك حتي يصبح أكثر تيقنًا من تحرك التضخم نحو مستهدف البنك البالغ 2%، وأشار رئيس البنك "جيروم باول" لاحتمالية الخفض في سبتمبر.

 

لكن في الثاني من أغسطس، جاء تقرير الوظائف الشهري أضعف كثيرًا من المتوقع، وهو ما أثار مخاوف من انهيار الاقتصاد الأمريكي تحت وطأة تكاليف الاقتراض المرتفعة وأن الفيدرالي انتظر طويلاً قبل خفض الفائدة.

 

 

هل يمكن عقد اجتماعات غير مجدولة؟

 

تعقد لجنة السوق الفيدرالية المفتوحة اجتماعات ثماني مرات كل عام للتصويت على سعر الفائدة الذي ترى أنه مناسبًا لتعزيز الحد الأقصى من التوظيف، وتحقيق استقرار الأسعار، ولكن في حال حدوث أي أمر بين فترات تلك الاجتماعات يغير وجهة نظر المسؤولين بشأن المستوى الأمثل للفائدة، فيمكنهم عقد اجتماع طارئ .

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

ولكن تخفيضات الفائدة الطارئة نادرة، وعادة ما تتم خلال حالات الطوارئ القصوى، فعلى مدار العقدين الماضيين وافق البنك على خفض الفائدة بصورة طارئة سبع مرات فقط: 3 مرات في 2011 بعد هجمات الحادي عشر من سبتمبر وأثناء فقاعة أسهم التكنولوجيا، ومرتين خلال الركود العظيم، ومرتين إضافيتين خلال جائحة "كوفيد-19".

 

وكانت آخر مرة عقد فيها الفيدرالي اجتماعًا استثنائيًا في بداية الوباء مع تضرر الاقتصاد بسبب الجائحة، عندما صوت المسؤولون على خفض الفائدة نصف نقطة مئوية في الثالث من مارس 2020، وبعد أقل من أسبوعين من ذلك التاريخ اجتمعوا مجددًا لخفض الفائدة نقطة مئوية كاملة لمستويات قريبة من الصفر.

 

أما قبل الوباء، فإن المرة الأخيرة التي خفض فيها الفائدة بشكل طارئ كانت في خضم الأزمة المالية بعد وقت قصير من انهيار "ليمان براذرز" في خريف 2008.

 

 

وسلط "تايلر شيبر" أستاذ الاقتصاد المساعد بجامعة "سانت توماس" الضوء على أن مهمة الاحتياطي الفيدرالي هي التفكير في وضع الاقتصاد وليس بالضرورة ما يحدث في الأسواق المالية، وعندما يمر سوق الأسهم بيوم سيئ حقًا فإن هذا لا يغير بالضرورة عملية اتخاذ القرار في البنك المركزي.

 

وأشار العديد من المراقبين المخضرمين للفيدرالي إلى أن البنك يميل لاتخاذ خطوات طارئة بين الاجتماعات فقط عندما يكون هناك خطر من توقف الأسواق عن العمل بشكل صحيح، وليس فقط أن أسعار الأسهم تتراجع.

نتائج عكسية

 

لكن يرى البعض أن الدعوة لعقد اجتماع استثنائي (غير مجدول) الآن لخفض الفائدة قبل الاجتماع المقبل الذي سيعقد بعد أكثر من ستة أسابيع، من شأنه أن يؤدي إلى نتائج عكسية ويسبب المزيد من الذعر.

 

وعلى المدى القريب، لن يؤثر حجم الخفض الذي سيقرره الفيدرالي أو توقيته، لأن الأمر قد يستغرق حوالي عام قبل أن يشعر الاقتصاد بأثر أي تحركات في أسعار الفائدة، كما أن التحرك المفاجئ قد يسبب حالة من الذعر، ويجعل الناس يعتقدون أن الاقتصاد الأمريكي على وشك الدخول في ركود محتمل.

 

وفي اجتماع طارئ عقد في السابع من أكتوبر 2008، قال رئيس الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا آنذاك "تشارلز بلوسر": بشكل عام لا أحب التخفيضات بين الاجتماعات، أعتقد أنها تشير إلى الذعر أكثر مما تشير للاستقرار.

 

 

وبالعودة إلى التاريخ وتحديدًا في ديسمبر 2007، أظهر تقرير للوظائف الأمريكية ارتفاع معدل البطالة بنسبة 0.3% إلى 5%، وعقد الفيدرالي اجتماعًا غير مجدول في التاسع من يناير 2008، لكن أعربت "جانيت يلين" - وزيرة الخزانة الحالية - عندما كانت رئيسة للفيدرالي في سان فرانسيسكو حينها عن قلقها بشأن تلك الخطوة باعتبارها رد فعل مبالغا فيه على بيانات التوظيف.

 

وحسب نص الاجتماع الصادر عن البنك ذكرت "يلين": أشعر بالقلق من أن يُنظر لهذا التحرك باعتباره إشارة للذعر من جانب اللجنة وأن يشير بصورة خاطئة إلى أن لدينا معلومات داخلية تظهر أن الأمور أسوأ مما تعتقد الأسواق بالفعل، وفي النهاية انتظر المسؤولون حتى عقد اجتماع استثنائي آخر بعد أسابيع لخفض الفائدة.

 

وذكرت "سارة هانت" كبيرة استراتيجيي الأسواق لدى شركة إدارة الأصول "ألباين ساكسون وودز" قي مقابلة مع "بلومبرج" أنه إذا قام الفيدرالي بخفض الفائدة بشكل طارئ، فقد يؤدي ذلك إلى إنذار المستهلكين بأن الاقتصاد في حالة أسوأ من المتوقعة.

 

كما قال الخبير الاقتصادي "محمد العريان" في مقابلة مع "تليفزيون بلومبرج" أمس إن الخفض الطارئ للفائدة سيكون خطأً  كبيرًا في رأيه.

 

لذلك فمن غير المرجح أن تدفع عمليات البيع القوية في السوق الفيدرالي لخفض الفائدة قبل اجتماعه المقرر في الثامن عشر من سبتمبر، وخاصة في وقت لم تظهر فيه البيانات الاقتصادية بشكل قاطع دخول الاقتصاد في حالة ركود.

 

المصادر: أرقام – سي إن إن – موقع "ماركت بليس" – نيويورك تايمز – سي بي إس نيوز – موقع بنك رايت - بلومبرج

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.