نبض أرقام
14:25
توقيت مكة المكرمة

2024/08/16
08:14

جدري القردة .. هل يشهد العالم جائحة أخرى تدفعه مجدداً إلى ظلام الإغلاق الاقتصادي؟

2024/08/16 أرقام - خاص

في أجواء تعيد للأذهان أحداث ما قبل بداية جائحة "كوفيد" أعلنت منظمة الصحة العالمية الأربعاء، أن فيروس "إمبوكس" أصبح يشكل "حالة طوارئ صحية تثير قلقًا دوليًا"، وهي الحالة التي أُعلنت قبل أيام من اعتبار فيروس كورونا وباءً عالميًا "جائحة".

 

إعلان المنظمة جاء بعد يوم واحد من قرار أعلى هيئة صحية في إفريقيا بفرض حالة الطوارئ الصحية بسبب متحور جديد شديد العدوى من المرض، والذي انتشر في عدد من البلدان وسط مخاوف من تفشٍّ واسع النطاق يصعب السيطرة عليه لاحقًا.

 

 

بيانات المنظمة الدولية والهيئة الإفريقية تشير إلى تسجيل نحو 15.6 ألف إصابة ووفاة 537 شخصًا منذ بداية العام الجاري بالمرض الذي يعرف سابقًا باسم "جدري القردة"، مع ارتفاع معدلات الإصابة بنسبة 160% والوفيات بنسبة 19% على أساس سنوي.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

في المقابل، عندما أعلنت منظمة الصحية العالمية حالة الطوارئ الدولية بسبب فيروس كورونا في 31 يناير عام 2020، كانت هناك نحو 10 آلاف إصابة، وزهاء 200 حالة وفاة جميعها في الصين، إلى جانب 98 إصابة في 18 دولة أخرى.

 

لكن حتى الآن، لا يوجد مؤشر على أن المتحور الجديد من فيروس "إمبوكس" يشكل خطرًا مماثلًا لـ "كوفيد- 19"، والذي اعتبرته منظمة الصحة جائحة في 11 مارس عام 2020، عندما قفزت حالات الإصابة به إلى 118 ألف والوفيات إلى 4291 في 114 دولة.

 

ماذا حدث؟

 

- يعد إعلان "حالة الطوارئ الصحية العامة التي تثير قلقًا دوليًا" أحد أهم أدوات المنظمة التابعة للأمم المتحدة في حماية الصحة وتنبيه الدول لخطر تفشي الأمراض المعدية، والغرض الأساسي منه هو تحفيز العمل والتعاون للتصدي لمخاطر العدوى الناشئة والمتجددة.

 

- سبق للمنظمة أن أعلنت هذه الحالة عندما ظهرت السلالة المستجدة من فيروس كورونا قبل أكثر من 4 أعوام، ومع تفشي إنفلونزا الخنازير في 2009، وفيروس إيبولا في غرب إفريقيا (مرتين بين 2013 و2018)، وفيروس زيكا في 2016، وشلل الأطفال في 2014.

 

أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ الدولية بسبب "إمبوكس" لأول مرة في عام 2022، عندما ظهرت الإصابات في 70 دولة، وتوفي أقل من 1% من المصابين، لكنها أنهت هذه الحالة مرة أخرى في 2023 بعد السيطرة على المرض.

 

 

- أعربت مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا الثلاثاء، عن قلقها من السرعة التي تنتشر بها سلالة جديدة من المرض شديد العدوى، مع انتقال العدوى إلى 13 دولة إفريقية هذا العام، لكن 96% من الإصابات والوفيات كانت في الكونغو.

 

- وفقًا لبيانات الهيئة الإفريقية، فإن ما يقرب من 70% من حالات الإصابة في الكونغو كانت بين الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 15 عامًا، والذين شكلوا أيضًا 85% من الوفيات.

 

- أعرب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية "تيدروس أدهانوم غيبريسوس" الأربعاء، عن خوفه من انتشار المرض خارج القارة السمراء، في تصريح لم يمر عليه 24 ساعة حتى أعلنت السويد تسجيل أول إصابة بالمرض، والتي قالت إنها لشخص كان يقيم في إفريقيا.

 

ما هو إمبوكس؟

 

- على عكس جائحة "كوفيد 19" التي كان سببها ظهور فيروس جديد من عائلة فيروسات "كورونا"، فإن "إمبوكس" كان مشكلة صحية عامة في أجزاء من إفريقيا لعقود من الزمن، وكانت أول إصابة بشرية به على الإطلاق في الكونغو عام 1970.

 

- يرجع سبب التسمية السابقة لفيروس "إمبوكس" بـ "جدري القردة" إلى حقيقة أن العلماء تعرفوا على مرض شبيه بالجدري عام 1958 والذي كان ينتشر آنذاك بين القرود.

 

- منذ بدء الموجة الحالية للعدوى، والتي تعد الأسوأ على الإطلاق في الكونغو، سجلت البلاد 27 ألف إصابة وأكثر من 1100 وفاة منذ يناير 2023، معظمها بين الأطفال.

 

 

- يسبب المرض أعراضًا تشبه الإنفلونزا وبثورا مليئة بالصديد، وعادة ما يكون خفيفًا ولكنه يمكن أن يقتل الأطفال والنساء الحوامل والأشخاص الذين يعانون ضعف في جهاز المناعة.

 

ينتقل المرض عن طريق الاتصال الجسدي المباشر، بما في ذلك العلاقات الجنسية، وملامسة الجلد، والتقبيل، أو عن طريق ملابس أو فراش أو مناشف الشخص المصاب، وكذلك عن طريق العطس، خاصة في الأماكن المغلقة.

 

ينتشر أيضًا عن طريق القوارض، ويكثر انتشاره بين الأطفال في مخيمات النازحين، كما انتقل الآن من شرق الكونغو إلى رواندا وأوغندا وبوروندي وكينيا.

 

- تنتشر سلالتان من فيروس "إمبوكس" الآن، وهما الشكل المتوطن للفيروس بالإضافة إلى متحور جديد، والذي يثير قلقًا عالميًا لأنه يبدو أنه ينتشر بسرعة ولا يُعرف عن خصائصه سوى القليل، ويُعتقد أنه يتسبب في وفاة 10% من المصابين ويصعب اكتشافه نسبيًا.

 

هل يتحول إلى جائحة جديدة؟

 

- يأمل العلماء أن يعمل إعلان حالة الطوارئ على تسريع الجهود الرامية إلى الحصول على المزيد من الأدوات الطبية والتمويل للكونغو لمساعدة السلطات هناك في التعامل مع تفشي المرض.

 

- لكن في عام 2022، لم يلق نداء منظمة الصحة العالمية للحصول على 34 مليون دولار لمكافحة المرض أي استجابة من المانحين، وكان هناك عدم مساواة كبيرة في حق الوصول إلى جرعات اللقاح.

 

- لم تتمكن الدول الإفريقية آنذاك من الوصول إلى الجرعتين من اللقاح اللازم لتحصين السكان من تفشي المرض العالمي، وبعد عامين، لا يزال الأمر على حاله.

 

 

- قالت مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في إفريقيا إنها لديها خطة لتأمين الجرعات، دون الخوض في مزيد من التفاصيل، لكن المخزونات محدودة حاليًا.

 

- مثل أي مرض معد، فإن الشكل الجديد من الفيروس الذي ظهر في الكونغو قد يعبر الحدود، وبالفعل اكتُشفت إصابات في أربع دول أخرى في شرق إفريقيا علاوة على السويد مؤخرًا.

 

- قال المسؤولون إن الخطر الذي يهدد المواطنين "منخفض للغاية"، وإنه يمكن وقف انتقال العدوى السريعة في الدول الغنية، خاصة أنه لا ينتقل عبر الهواء على عكس "كوفيد 19" أو الحصبة.

 

كيف يمكن أن يؤثر على العالم؟

 

- حتى الآن، لا يمكن المقارنة بين تأثير "إمبوكس" و"كوفيد 19"، الذي تسبب في انكماش الاقتصاد العالمي بنسبة 3.4% أو خسارته أكثر من تريليوني دولار ليسجل 84.9 تريليون دولار خلال عام 2020، وهبط مؤشر "داو جونز" بمقدار 3 آلاف نقطة في 16 مارس.

 

- بمجرد إعلان حالة الطوارئ، ارتفعت أسهم القطاع الطبي العالمي على خلفية الطلب المتزايد المتوقع للاستجابة لتفشي الفيروس، وزادت قيمة سهم شركة "بافاريان نورديك - Bavarian Nordic" الدنماركية التي تنتج لقاحًا مضادًا للمرض بشكل قوي.

 

- لكن وفقًا لـ "رويترز"، فإن لقاحات المرض قد لا تصل إلى الكونغو والدول المجاورة لأشهر حتى مع إعلان حالة الطوارئ، بسبب إمدادات اللقاح المحدودة وضعف التمويل وتفشي أمراض أخرى، وهذا يهدد ببقاء البؤر الساخنة للعدوى ويخلق فرصًا أكبر لتوسع نطاقها.

 

 

- في النهاية، سيتوقف تأثير المرض في المجتمعات والاقتصاد العالمي والأسواق، على سرعة تطوره وما إذا كان تفشى خفية بالفعل إلى مناطق أكثر من المعروفة الآن كما حدث في بداية جائحة "كوفيد- 19"، وبالطبع سيعتمد الأمر على استجابة قادة الدول والقطاع الصحي العالمي.

 

- عندما أعلنت منظمة الصحة نهاية جائحة "كوفيد 19" منتصف عام 2023، تطلع العالم لمرحلة جديدة من الازدهار والانتعاش الاقتصادي ونهاية الإجراءات الاحترازية الصارمة، فهل يعود أدراجه نحو حقبة الإغلاقات والاضطرابات ذات التداعيات الاقتصادية والنفسية، أم ستكون مجرد حالة عابرة؟

 

- على أي حال، ستظهر حالة الطوارئ الحالية لمرض جدري القردة، ما إذا كان قادة العالم على الأصعدة السياسية والصحية والتجارية، قد تعلموا الدروس من جائحة كورونا في 2020 أم لا.

 

المصادر: أرقام- منظمة الصحة العالمية- بي بي سي- آس- رويترز- الخدمة الصحية الوطنية البريطانية- أسوشيتيد برس- ستاتيستا- بلومبرج

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة