أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة الطوارئ العالمية للمرة الثانية خلال عامين بسبب تفشي مرض "إمبوكس" أو "جدري القردة" وهو عدوى فيروسية تنتقل عن طريق الاتصال المباشر وأعراضها تشبه الإنفلونزا وتسبب بثورًا مليئة بالصديد.
وبدأ المرض كسلالة كانت معظم حالات الإصابة بها في جمهورية الكونغو الديمقراطية ثم انتشر إلى أجزاء أخرى في إفريقيا، ثم ظهرت أول حالة أوروبية في السويد وهو ما دفع المنظمة لإعلان حالة الطوارئ.
وبعد ذلك الإعلان، قفزت أسهم شركات الرعاية الصحية وعلى رأسها شركة التكنولوجيا الحيوية الدنماركية "بافاريان نورديك" Bavarian Nordic التي تنتج اللقاح الوحيد الحاصل على موافقة واسعة النطاق للاستخدام ضد الفيروس حول العالم.
ما اللقاحات المتوفرة للفيروس؟
لقاح "جينوس" "Jynneos" -المعروف أيضًا باسم "إمفانيكس" "Imvanex"- من "بافاريان نورديك" وهو معتمد حاليًا للاستخدام فقط للبالغين الذي تبلغ أعمارهم 18 عامًا أو أكثر، وهو الوحيد ضد "إمبوكس" المعتمد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية ووكالة الأدوية الأوروبية ودول أخرى.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
وعلى الرغم من حصول "إم كيه بايولوجيكس" اليابانية على موافقة محلية على لقاح "LC16" الخاص بها أثناء انتشار "إمبوكس" في 2022، إلا أنه لا يتم استخدامه أو ترخيصه على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم.
وفي روسيا، تمت الموافقة على لقاح للجدري آخر يمكن استخدامه ضد "إمبوكس"، وتم تطويره وتسجيله من قبل معهد "فيكتور" في البلاد.
ولدى الأمريكية "إميرجينت بيوسوليوشنز" لقاح الجدري الذي تم استخدامه ضد جدري القردة، ومع ذلك لم تتم الموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء "إف دي إيه" بعد.
مَن "بافاريان نورديك"؟
هي شركة أدوية متخصصة في تطوير اللقاحات بما يشمل لقاح "إمبوكس" و"التيفويد"، تأسست عام 1994 ويقع مقرها في كوبنهاجن.
بدأت العمل على لقاح الجدري “Smallpox” المشابه للقاح "إمبوكس" في عام 2009 مع حكومة الولايات المتحدة.
ولعبت "بافاريان" دورًا فعالًا في تطوير وتوريد اللقاحات خلال أزمات صحية سابقة مثل "الإيبولا"، ومنذ انتشار "إمبوكس" قبل عامين، عملت الدول والهيئات الصحية على الحصول على إمدادات من اللقاحات.
واشترى الاتحاد الأوروبي مليوني جرعة منه في ذلك الحين، وتمت الموافقة على استخدامه من قبل البالغين في حالات الجدري وجدري القردة نظرًا لارتباط الفيروسين.
وتلقى سهم الشركة دعمًا قويًا من إعلان حالة الطوارئ الأحدث في الأسبوع الماضي، دفع سهمها للقفز بأكثر من 40% لتصل مكاسبها المسجلة منذ بداية العام الحالي إلى 51%، وتبلغ قيمتها السوقية 3.28 مليار دولار.
توزيع اللقاحات
تزعم "بافاريان" أنها أنتجت بالفعل أكثر من 15 مليون جرعة من اللقاح في 76 دولة منذ انتشاره في وقت سابق في 2022، ولكن بعد الانتشار الأخير تعهدت بتكثيف التصنيع لضمان استمرار الوصول العادل للقاح.
عندما ازدادت خطورة الوضع، تبرعت الشركة بـ 40 ألف جرعة من اللقاح لهيئة الصحة العامة في إفريقيا، كما أعلنت مجموعات إقليمية مثل المفوضية الأوروبية أنها ستتبرع بـ 215 ألف جرعة من مخزونها للسلطات الصحية الإفريقية.
من المقرر أن تبدأ جمهورية الكونغو الديمقراطية ودول إفريقية أخرى التطعيم ضد الفيروس في غضون أيام، مع عمل مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها في إفريقيا مع الدول التي تعاني تفشي "إمبوكس" على استراتيجيات توزيع جرعات اللقاح التي من المقرر وصولها بعد تعهدات من الاتحاد الأوروبي و"بافاريان نورديك" والولايات المتحدة واليابان.
وتقدمت "بافاريان نورديك" ببيانات لهيئة تنظيم الأدوية بالاتحاد الأوروبي بهدف توسيع استخدام لقاحها في الكتلة الأوروبية ليشمل المراهقين الذين تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا، كما تخطط لإجراء المزيد من التجارب على منح الجرعات للأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم عامين.
وذكر "بول تشابلن" مديرها التنفيذي لشبكة "سي إن بي سي" أن الموافقة الموسعة لمن تتراوح أعمارهم بين 12 و17 عامًا ستكون حاسمة في معالجة تفشي أحدث سلاسلة من الفيروس “clade 1b” التي تصيب المراهقين والأطفال بشكل خاص.
مشيرًا إلى أن أكثر من 70% من حالات الإصابة في إفريقيا حاليًا هي لأشخاص تقل أعمارهم عن 18 عامًا، لذا سيكون من الأهمية الموافقة على استخدام لقاحنا لهذه الفئة العمرية الأصغر.
وأوضحت الشركة أنه إذا وافقت وكالة الأدوية الأوروبية على استخدام اللقاح للمراهقين فإن ذلك سيمهد الطريق للموافقة عليه بين المراهقين في إفريقيا.
ماذا عن الإنتاج؟
يتم تصنيع اللقاح في منشأة تابعة للشركة تقع على بعد 40 كيلومترًا شمال كوبنهاجن، واستفاد من التوسعات الأخيرة بما في ذلك منشأة تعبئة بقيمة 75 مليون دولار.
وفي العام الماضي، وسعت شبكة إنتاجها بمصنع مساحته 16 ألف متر مربع في برن بسويسرا تم الاستحواذ عليه من شركة "إيميرجنت بيوسوليوشنز" كجزء من صفقة بقيمة 270 مليون دولار، ويتمتع الموقع بقدرات لإنتاج الأدوية الفيروسية والميكروبية، ويصنع حاليًا لقاحات منها لقاح "التيفويد".
تزيد "بافاريان" من وتيرة إنتاج اللقاحات مع استمرار انتشار الفيروس، وأخطرت مسؤولي الصحة في إفريقيا أنها تستطيع تقديم مليوني جرعة هذا العام، و10 ملايين جرعة بحلول نهاية 2025، وأوضحت أن بإمكانها إنتاج ملايين الجرعات حاليًا لأنها أعدت مخزونًا لزيادة السعة الإنتاجية في حالات تفشي المرض المحتملة.
وأشار "تشابلن" إلى أن الشركة لديها مخزونات كبيرة من اللقاح وأنها جاهزة للشحن للبلدان المحتاجة، لكنه ألمح إلى الاختناقات في إفريقيا التي منعت توزيعه حتى لآن.
وأضاف "تشابلن" أن "بافاريان نورديك هي جزء من الحل ولكنها ليست الحل الوحيد، لذا يتعين على المجتمع الدولي التعاون معها وأن يجد طريقة حقيقية لتوزيع هذا اللقاح واحتواء تفشي المرض.
المصادر: أرقام - فورتشن – سي إن بي سي – فوربس – منظمة الصحة العالمية – بايو بروسس إنترناشونال
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}