نبض أرقام
14:17
توقيت مكة المكرمة

2024/08/27

مارفيل .. كيف تحول الخيال لصناعة ضخمة تدر مليارات الدولارات؟

2024/08/27 أرقام - خاص

كثير منا في صغرنا تمنى أن يمتلك قدرات خارقة مثل تلك التي لدى "سوبر مان" أو "سبايدر مان" كي يتمكن من تحقيق أحلامه وخوض غمار المغامرات التي كان يمر بها كلا الرجلين في قصصهما المصورة.

 

ولم يكن يدر بخيال صانعي القصص المصورة التي أوجدت لنا مثل تلك الشخصيات الخارقة، أنها قد تحصد مليارات الدولارات بعد أن تحولت لأفلام سينمائية تجذب ملايين المشاهدين من مختلف أنحاء العالم.

 

 

فمن بين قائمة أفضل 10 أفلام سينمائية حققت إيرادات في تاريخ السينما، بلغ إجماليها ما يزيد على 21 مليار دولار، كان نحو نصف تلك الإيرادات من خمسة أفلام تنتمي إلى تلك الفئة من القصص المصورة، وكانت جميعها من إنتاج شركة "مارفيل".

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

أفضل 10 أفلام حققت أعلى الإيرادات في جميع أنحاء العالم

الترتيب

 

اسم الفيلم

 

إجمالي الإيرادات (مليار دولار)

 

سنة الإنتاج

1

 

أفاتار

 

2.92

 

2009

2

 

أفنجيرز: إندجيم

 

2.8

 

2019

3

 

أفاتار: ذا واي أوف وتر

 

2.32

 

2022

4

 

تايتانيك

 

2.26

 

1997

5

 

ستار وير- ذا فورس أويكينز

 

2.07

 

2015

6

 

أفنجيرز: إنفنيتي وور

 

2.05

 

2018

7

 

سبايدر-مان: نو واي هوم

 

1.92

 

2021

8

 

جيراسيك ورلد

 

1.67

 

2015

9

 

ذا ليون كينج

 

1.66

 

2019

10

 

ذا أفنجيرز

 

1.52

 

2012

 

مارفيل تتصدر المشهد

 

شركة "مارفل إنترتينمنت"، هي واحدة من أكبر شركات انتاج القصص المصورة وصاحبة شخصيات مثل "هالك مان" (الرجل الأخضر)، و"سبايدر مان" و"كابتن أمريكا"، مرت بمراحل عديدة قبل أن تصل لتصدر مشهد قائمة الأفلام الأعلى إيراداً، إذ تأسست في الأصل باسم "تيملي بابلكيشين" عام 1939 بواسطة "مارتن جودمان".

 

وكانت في البداية ناشراً للمجلات الشعبية والكتب المصورة لتنشر أول قصصها المصورة "مارفيل كوميكس"، وخلال الأربعينيات من القرن العشرين، اكتسبت قصصها المصورة شعبية، وخاصة مع تقديم شخصية "كابتن أمريكا" في عام 1941، والتي أنشأها "جو سايمون" و"جاك كيربي".

 

وفي أوائل الخمسينيات من القرن الماضي، عُرفت الشركة باسم "أطلس كوميكس"، وتميزت هذه الفترة بتنويع القصص، بما في ذلك الرعب والرومانسية، لكنها عانت انخفاض المبيعات.

 

ومع هذا واصلت الشركة نشاطها وجرت إعادة تسمية العلامة التجارية الخاصة بها باسم "مارفل كوميكس" تحت قيادة المحرر والكاتب "ستان لي"، وشهد هذا العصر، الذي يشار إليه غالباً باسم "عصر مارفل للقصص المصورة"، بناء العديد من الشخصيات الأيقونية.

 

 

وشارك "ستان لي"، جنباً إلى جنب مع فنانين مثل "جاك كيربي" و"ستيف ديتكو"، في إنشاء العديد من الأبطال الخارقين المشهورين، بما في ذلك "سبايدر مان"، و"فانتاستك فور"، و"إكس مان"، و"ذا أفنجيرز" (المنتقمون)، وكانت هذه الشخصيات لها طابع خاص بشخصياتها المعقدة وتدخلها في مشكلات العالم الحقيقي، ما ميز مارفل عن منافسيها.

 

وطوال الستينيات والسبعينيات، توسعت مارفل بسرعة، معتمدة على شخصياتها المتنوعة في قصص مصورة مختلفة، وأصبح هذا النهج سمة مميزة لها.

 

المقولة الشهيرة "تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن" تعرضت لها مارفل حينما واجهت في عام 1991 صعوبات مالية، دفعتها إلى تقديم طلب للحماية من الإفلاس في عام 1996، لتخرج من الإفلاس في أواخر التسعينيات، مع استحواذ شركة "تويبيز"، وهي شركة ألعاب مملوكة لـ"إسحاق بيرلموتر" و"أفي أراد"، ما ساعد في استقرارها المادي.

 

أرباح خيالية للأفلام

 

وفي أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، شهدت الشركة تحولاً جذرياً عندما بدأت في إنتاج أفلامها الخاصة، بدءاً من "آيرون مان" (الرجل الحديدي) في عام 2008، وكان هذا بمثابة بداية انطلاق عالم مارفل السينمائي، لتقدم سلسلة ناجحة للغاية من أفلام الأبطال الخارقين، ليصبح نجاح عالم مارفل السينمائي، بقيادة المنتج كيفن فيج، ظاهرة ثقافية.

 

وفي عام 2009، استحوذت شركة والت ديزني على مارفل مقابل نحو 4 مليارات دولار، ما سمح لها بتوسيع نطاقها ومواردها بشكل كبير.

 

وحصدت شركة "مارفل" إيرادات بنحو 29.55 مليار دولار أمريكي من الأفلام التي أنتجتها منذ ذلك الحين وحتى العام الماضي، وكان فيلمها "أفنجيرز: إندجيم" الأعلى ربحاً للشركة بإيرادات عالمية بلغت 2.8 مليار دولار، ليحتل المرتبة الثانية في قائمة أعلى الأفلام من حيث الإيرادات على الإطلاق.

 

 

 كما سجلت سلسة أفلامها "ستار وور" و"هاري بوتر" هي الأخرى أرباح ضخمة، إذ بلغت إيرادات شباك التذاكر لكل منها 10.3 مليار و9.58 مليار دولار على التوالي.

 

وبدأت سلسلة "ستار وور" في أواخر السبعينيات واستحوذت على انتباه المهووسين بالقصص المصورة ورواد السينما بشكل عام منذ ذلك الحين، وسجل أحدث فيلم من الملحمة، "ذا رايس أوف ستاروالكر"، الذي تم إصداره قبل تفشي جائحة كورونا، إيرادات في شباك التذاكر تجاوزت المليار دولار، وهو ما يقرب من أربعة أضعاف تكلفة إنتاج الفيلم.

 

كيف بدأت صناعة الكوميكس؟

 

بدأت صناعة القصص المصورة في أواخر القرن التاسع عشر، وتطورت من أشكال سابقة من السرد المصور مثل الرسوم الكاريكاتورية.

 

 

وظهرت أولى القصص المصورة الحديثة في الصحف الأمريكية في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر، مع ظهور قصة الطفل الأصفر لـ"ريتشارد أوتكولت"، التي غالباً ما يُنسب إليها الفضل باعتبارها أول قصة مصورة رئيسية، لأول مرة في عام 1895، وكانت هذه القصة المصورة مهمة لاستخدامها بالونات الكلام والفن المتسلسل للسرد القصصي، وهي العناصر التي أصبحت نواة لأي قصص مصورة فيما بعد.

 

ونمت شعبية القصص المصورة في الصحف بسرعة، ما أدى إلى إنشاء أقسام مخصصة للقصص المصورة في الصحف الصادرة يوم الأحد، وبحلول ثلاثينيات القرن العشرين، اكتسبت هذه القصص المصورة شعبية كبيرة لدرجة أن الناشرين بدأوا في تجميعها في كتب، ما يمثل ميلاد صناعة القصص المصورة.

 

وفي عام 1933، نُشر أول كتاب مصور حديث، "فيموس فانيز" (Famous Funnies)، جمع فيه القصص المصورة الصحفية المنشورة سابقاً.

 

واتخذت الصناعة منحى جديداً مع إصدار "أكشن كوميكس 1" في عام 1938، والذي تضمن ظهور سوبرمان لأول مرة، من ابتكار "جيري سيجل" و"جو شوستر" حيث يُنظر إلى هذا الحدث على نطاق واسع على أنه بداية لنوع الأبطال الخارقين، والتي أصبحت قوة مهيمنة في صناعة القصص المصورة.

 

وبحلول الأربعينيات من القرن العشرين، أصبحت القصص المصورة قوة ثقافية مهمة، مع ظهور أبطال خارقين مثل باتمان ووندر ومان وكابتن أمريكا، ثم توسعت الصناعة بسرعة أثناء وبعد الحرب العالمية الثانية، حيث استُخدمت القصص المصورة للترفيه والدعاية.

 

وفي الخمسينيات من القرن العشرين حدث انخفاض في شعبية قصص الأبطال الخارقين المصورة وصعود أنواع أخرى، بما في ذلك الرعب والجريمة والرومانسية.

 

ومع ذلك، أدت المخاوف بشأن تأثير القصص المصورة على الشباب إلى إنشاء هيئة قانون القصص المصورة (CCA) في عام 1954، والتي فرضت إرشادات صارمة للمحتوى أدت إلى تباطؤ الصناعة.

 

شهدت ستينيات القرن العشرين عودة قوية لقصص الأبطال الخارقين المصورة، بقيادة شركة "مارفيل كوميكس"، وأسست هذه الفترة، المعروفة باسم العصر "الفضي للقصص المصورة"، العديد من الشخصيات والقصص الأيقونية التي لا تزال تؤثر على الصناعة حتى هذا اليوم.

 

ومنذ ذلك الحين، نمت صناعة القصص المصورة لتصبح ظاهرة عالمية، حيث أثرت على أشكال مختلفة من الوسائط، بما في ذلك التلفزيون والأفلام وألعاب الفيديو، بينما توسعت أيضاً في الروايات المصورة والقصص المصورة الرقمية.

 

 

منافسو مارفل

 

"مارفل" ليست اللاعب الوحيد على الساحة في هذا المجال، إذ يوجد لديها العديد من المنافسين على رأسهم شركة "دي سي انترتينمنت" التي تعتبر منافسا رئيسيا لها في صناعة القصص المصورة، وكانت في سباق معها منذ العصر الذهبي لتلك القصص، وتشتهر دي سي بشخصياتها الأيقونية مثل "باتمان" و"سوبرمان" وغيرها من الشخصيات الخارقة.

 

ومن بين المنافسين أيضاً شركة "إميج كوميكس" والتي أسسها فنانون سابقون في "مارفل"، وشركة "دارك هورس كوميكس"، و"فاليانت إنترتينمنت".

 

لكن تنوع الإنتاج الضخم لـ"مارفل" والعلامة التجارية القوية والتكامل مع موارد ديزني ساعدها في الحفاظ على مكانتها الرائدة في صناعة الترفيه العالمية.

 

المصادر:أرقام-بوكس أوفس موجو-موقع شركة مارفيل الرسمي- شركة والت ديزني- ذا كوميك بوك هوستري أوف كومكس- كوميك بوك ناشين- ستاتيستا

تعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

{{Comments.indexOf(comment)+1}}
{{comment.FollowersCount}}
{{comment.CommenterComments}}
loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.

الأكثر قراءة