بعد 4 أشهر من توقيع اتفاقية بين وزارة الفلاحة والتنمية الريفية الجزائرية وشركة بلدنا القطرية لتنفيذ مشروع متكامل لإنتاج الحليب المجفف في الجزائر بقيمة بلغت 3.5 مليار دولار، تبدأ اليوم – الثلاثاء – أولى مراحل أعمال المشروع بحفر آبار استكشافية في مناطق مختلفة من المساحة المخصصة للمشروع لتغذية استزراع الحبوب والأعلاف اللازمة لتربية قطيع الأبقار.
وقد شهد بدء الأعمال كل من والي ولاية أدرار السيد العربي بهلول، سعادة السيد عبدالعزيز علي النعمة - سفير دولة قطر لدى الجزائر، السيد كمال منصوري – مدير الصندوق الوطني للاستثمار، السيد حميد بن ساعد، الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، والسيدة سعاد عسعوس – مدير الاستثمار والعقار الفلاحيين بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية، كما حضر السيد علي العلي ممثلاً عن شركة بلدنا القطرية، والسيد إيدن تينان عضو مجلس إدارة الشركة.
تهدف أعمال حفر الآبار إلى دراسة طبيعة المياه الجوفية والوصول إلى التصميم الأمثل للآبار، وذلك بهدف ضمان استدامة المياه الجوفية والحفاظ عليها لفائدة المشروع وللأجيال القادمة. كما تعتزم شركة بلدنا استخدام أفضل التقنيات لرصد وتعزيز كفاءة استخدام المياه الجوفية عن طريق دمج البيانات من محطات الأرصاد الجوية وصور الأقمار الصناعية.
وقد صرح السيد حميد بن ساعد – الأمين العام لوزارة الفلاحة والتنمية الريفية قائلاً: "إن السلاسة والسرعة التي ميزت تفعيل اتفاقية الشراكة المبرمة بين شركاء المشروع في شهر إبريل 2024 هي دليل على الجدية والأهمية التي توليها السلطات العليا للبلاد لمسألة ترقية الاستثمار من أجل إنتاج الاحتياجات الوطنية من المواد ذات الاستهلاك الواسع وتقليص الواردات. إضافة إلى أنه ثمرة الشراكة المميزة بين الجزائر ودولة قطر الشقيقة، يعتبر هذا المشروع أيضا نموذجاً حقيقياً لتجسيد الاستراتيجية الموضوعة من طرف الدولة الجزائرية لتعزيز الأمن الغذائي".
كما عقب والي ولاية أدرار – السيد العربي بهلول في تعليقه على انطلاق المشروع قائلاً: "سيشكل مشروع بلدنا انطلاقة حقيقية بالنسبة للقطاعات الغذائية الحيوية، وكذلك المنتجات الخاصة بمشتقات الحليب، ما يجعله خطوة فارقة من أجل تحقيق الأمن الغذائي، إضافة إلى مساهمة المشروع في خفض أسعار المواد الغذائية المصنعة محلياً، مما يساهم في رفع وتطوير الاقتصاد الوطني وتقليص فاتورة الاستيراد".
وخلال مراسم انطلاق الأعمال، ألقى السيد علي العلي كلمة ممثلاً لشركة بلدنا، أعرب فيها عن سعادته ببدء الأعمال التمهيدية للمشروع، وقال: "هذه الصحراء سوف تتحول إلى منارة للتميز والابتكار، باحتضانها أكبر مزرعة رأسية متكاملة في العالم، تضم أكثر من 270 ألف رأس من الأبقار، وتنتج نحو 1.7 مليار لتر من الحليب سنوياً، حيث سنقوم باستخدام أحدث التقنيات والأتمتة الزراعية وأساليب تربية الأبقار وصناعة الألبان، مع الالتزام بأعلى معايير الجودة والاستدامة البيئية.".
وفي هذا الإطار، ستقوم شركة بلدنا بتطبيق أفضل طرق الري مثل الري بالتنقيط والري المحوري، وذلك بهدف الحد من الاستخدام الجائر للمياه خلال جميع مراحل المشروع.
واستكمالاً لجهودها في وضع آليات متكاملة لترشيد استهلاك المياه، سوف تقوم شركة بلدنا باستخدام المجسات التي تقوم بقياس رطوبة وملوحة التربة، وذلك لتحديد كميات المياه اللازمة لكل محصول.
من الدوحة، أكد السيد رامز الخياط رئيس شركة بلدنا على أهمية المشروع الاستراتيجي، وقال: "هذا المشروع السبّاق هو حلقة جديدة تعزز أواصر الترابط والتعاون بين البلدين الشقيقين، ونتاج لشراكتنا مع الصندوق الوطني للاستثمار. ونحن إذ نشهد اليوم انطلاق الخطوات التمهيدية الأولى للمشروع، نؤكد على أهميته الاستراتيجية للشركة، حيث نقوم من خلاله بنقل خبراتنا وريادتنا في قطاع إنتاج الألبان ومشتقاتها تجسيداً لرؤية الحكومة الجزائرية في تحقيق الاكتفاء الذاتي.".
كانت شركة بلدنا قد أعلنت في وقت سابق هذا العام عن توقيعها اتفاقية مع الحكومة الجزائرية ممثلة في الصندوق الوطني للاستثمار لتنفيذ المشروع الذي يتوقع أن يغطي 50% من حاجة الجزائر للحليب المجفف، وهو مشروع من ثلاث مراحل أولها استصلاح مزارع للأعلاف، ثم إنشاء مزرعة لتربية قطيع الأبقار، ثم إنشاء مصنع لإنتاج الحليب المجفف، للحد من اعتماد الجزائر على استيراد معظم احتياجاتها من الحليب المجفف.
هذا فضلاً عن قدرة المشروع الرائد على توفير أكثر من 5000 فرصة عمل، الإسهام في زيادة الإنتاج المحلي من اللحوم الحمراء، وتوطين إنتاج الحليب وصولاً إلى الاكتفاء الذاتي.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}