في كلمات مفاجئة وغير معتادة، حث الملياردير "لاري بيدج" وهو المؤسس المشارك لشركة "جوجل" خريجي جامعة ميتشجان دفعة 2009 خلال خطابه في حفل تخرجهم على البحث عن سبل "الكسل"، وليس النشاط أو الحماس كما يقال عادة في مثل هذه المناسبات.
أسس "بيدج" مع "سيرجي برين" -الحاصلان على الدكتوراه من جامعة "ستانفورد"- شركة البحث عبر الإنترنت في أواخر تسعينيات القرن العشرين، وقالا إن المبدأ الذي دفعهما لتطوير "جوجل" كان تنظيم معلومات العالم وجعلها متاحة للجميع ومفيدة.
وتحدث "بيدج" – البالغ من العمر حاليًا 51 عامًا - أنه عندما تخرج من الجامعة كانت لديه مجموعة من الأفكار الأخرى إلى جانب الفكرة التي أصبحت "جوجل" فيما بعد، وأشاد بنصيحة مستشاره الذي أخبره حينها: لماذا لا تعمل على شبكة الإنترنت لفترة من الوقت؟
ووصف النصيحة بالجيدة للغاية لأن شبكة الإنترنت كانت تزخر بالنشاط والاهتمام والاستثمار في ذلك الوقت في منتصف تسعينيات القرن العشرين، وأضاف: كان ذلك لأن التكنولوجيا وخاصة الإنترنت، يمكن أن تساعدك حقًا في أن تكون "كسولاً".
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
وأوضح وجهة نظره في أنه بإمكان مجموعة من ثلاثة أشخاص فقط تطوير برامج يمكن لملايين الأشخاص استخدامها والاستمتاع بها، ولكن هل بإمكانهم استقبال مكالمات هاتفية مليون مرة؟ لذلك شجع الخريجين على البحث عما يجعلهم أكثر كسلاً.
لكنه اختتم حديثه في حفل التخرج بحثّ الطلاب على اتباع شغفهم وفضولهم وأن يكونوا طموحين قائلاً: لا تتخلوا عن أحلامكم، العالم يحتاج إليكم جميعًا.
هل كان "بيدج" كسولاً في مسيرته المهنية؟
بعد مرور السنين والنجاح الكبير الذي حققته "جوجل" والذي لا يمكن لأحد إنكاره، يمكن التأكيد أن "بيدج" أو أيًا من الفريق المؤسس لم يكن كسولاً.
ومع تطور "جوجل" إلى واحدة من كبرى شركات التكنولوجيا على مستوى العالم ظل "بيدج" على رأس قيادتها في البداية كمدير تنفيذي، على مدار فترتين منفصلتين الأولى بين عامي 1997 و2001، ثم مرة أخرى من عام 2011 إلى 2015.
ثم تولى بعد ذلك قيادة "ألفابت" حتى عام 2019، عندما تولى المدير التنفيذي الحالي "ساندر بيتشاي" إدارة الشركة، والآن لا يزال "بيدج" إلى جانب "برين" مساهمًا مسيطرًا وعضوًا بارزًا في مجلس الإدارة.
شهد هذا العام الذكرى السنوية العشرين لطرح "جوجل" – التابعة للشركة الأم "ألفابت" حاليًا – وكان سعر السهم في أغسطس 2004 يبلغ 85 دولارًا للسهم، وهو الحد الأدنى للنطاق الذي كان متوقعًا، وباعت حينها ما يقرب من 20 مليون سهم، محققة تقييم يزيد على 23 مليار دولار.
وفي العام الماضي، كانت "ألفابت" ثاني أكبر شركة تقنية في العالم من حيث الإيرادات، وتبلغ ثروة "بيدج" حوالي 156 مليار دولار، وفقًا لمؤشر "بلومبرج" للمليارديرات.
المصدر: فورتشن
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}