أمطار متواصلة، وفيضانات قوية، ورياح عاتية استمرت لبضعة أيام في وسط وشرق أوروبا، عطلت شبكة السكك الحديدية وأجبرت الكثير من السكان على إخلاء منازلهم.
علّقت النمسا حركة القطارات في جزء من الخط الرئيسي بين فيينا وسالزبورغ بسبب خطر الفيضانات، وتأثرت خدمات المترو بالعاصمة فيينا في ثلاثة خطوط على الأقل.
كما أُغلِق حوالي 40 خط سكة حديد في جمهورية التشيك اليوم الأحد. وصرّحت سكك الحديد البولندية "بي كي بي إنترسيتي" (PKP Intercity) بأنه تم تعليق حركة الركاب بين جمهورية التشيك وبولندا إلى أجل غير مسمى.
وفي النمسا، سيتم وقف القطارات بين أمشتتين وسانت فالنتين على ما يسمى خط "ويستشتريكه" بمساراته الأربعة، والذي يمثل حوالي ثلث حركة السكك الحديدية في البلاد ويعمل كمحور ربط رئيسي بين ألمانيا وشرق أوروبا.
وفيات جراء الفيضانات
توفر خدمة السكك الحديدية النمساوية "أو إي بي بي" (OeBB) وشركة النقل الخاصة "ويست بان" (Westbahn) حافلات لاستبدال خدمات سكك الحديد البالغ طولها 40 كيلومتر (25 ميل)، بينما سيتم إيقاف حركة الشحن أو تحويلها مع اتخاذ مسارات طويلة بشكل كبير، وفقاً لبيان صادر عن "أو إي بي بي" يوم الأحد.
تسببت الأمطار الغزيرة بفيضانات واسعة النطاق عبر مناطق كبيرة في وسط وشرق أوروبا. ففي رومانيا، تسببت الفيضانات المفاجئة بوفاة أربعة أشخاص، وتم الإبلاغ عن وفاة شخص واحد على الأقل في بولندا، وآخر وهو رجل إطفاء في النمسا. بالإضافة إلى ذلك، أفاد رئيس الوزراء الروماني مارسيل تشيولاكو بأن شخصين آخرين في رومانيا مفقودان منذ يومين.
من المتوقع أن تسبب دوامة منخفض جوي متمركزة فوق شبه جزيرة البلقان مزيداً من الأمطار الغزيرة غالباً، خاصة في شمال ووسط وشرق النمسا، وفقاً لخدمة التنبؤات الجوية "جيو سفير" (GeoSphere).
ولاية النمسا السفلى، والتي تعتبر الأكثر اكتظاظاً بالسكان بعد فيينا، أعلنت حالة الطوارئ ونصحت الناس بتأجيل السفر غير الضروري. كما قامت السلطات بإخلاء حوالي 1100 منزل حتى الآن.
تفاقم الأزمة
يتوقع المسؤولون أن يتجاوز سد أوتنشتاين في النمسا طاقته الاستيعابية رغم تصريف حوالي نصف حجم الماء منه استعداداً للأمطار الغزيرة التي بدأت أواخر الأسبوع الماضي. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى زيادة إضافية في مستويات المياه على طول نهر كامب، أحد روافد نهر الدانوب.
وصرح المستشار النمساوي كارل نيهامر على منصة "إكس": "ستكون الأيام القادمة صعبة للغاية وتحدياً كبيراً للسكان المتضررين وخدمات الطوارئ". وأضاف: "فرق الإطفاء والدفاع المدني والشرطة والجيش الفيدرالي في حالة تأهب قصوى للمساعدة في أي مكان نحتاج فيه المساعدة بشكل عاجل".
بعد تساقط الثلوج الكثيفة على الجبال يومي الجمعة والسبت وانحدارها إلى المناطق الأدنى، بدأت خطوط الثلوج في النمسا في الارتفاع ببطء لحوالي 1200 إلى 1600 متر (3937 إلى5249 قدماً) فوق مستوى سطح البحر خلال يوم الأحد.
قامت السلطات البولندية والتشيكية أيضاً بتعبئة عشرات الآلاف من فرق الطوارئ، وتم إغلاق ما لا يقل عن نقطتي عبور حدوديتين بين البلدين يوم السبت بسبب فيضان الطرق المحلية على الجانب التشيكي.
جهود الإنقاذ
"نحن نقوم بتعبئة المروحيات، ووصلت أول مروحية بلاك هوك مزودة بقدرات إنقاذ إلى فروتسواف" في جنوب غرب بولندا، بحسب رئيس الوزراء دونالد تاسك عبر منصة "إكس"، مؤكداً تسجيل أول وفاة مرتبطة بالفيضانات في البلاد. فيما تم إجلاء حوالي ألف شخص.
كما تفاقم الوضع في جمهورية التشيك بين عشية وضحاها، حيث غمرت الأنهار العديد من البلدات والقرى، وخاصة في الأجزاء الشمالية الشرقية من البلاد.
وأجلت السلطات أكثر من 10 آلاف فردٍ من سكان بلدة أوبافا التشيكية القريبة من الحدود البولندية، وأُجبر آلاف آخرون على مغادرة منازلهم في المناطق المجاورة.
نشرت خدمات الإنقاذ مروحيات عسكرية للمساعدة في إنقاذ الأشخاص المحاصرين في المنازل المغمورة بالمياه. وأصبح أكثر من 250 ألف منزل بدون كهرباء منذ صباح يوم الأحد.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}