نشأ "تيموثي أرمو" في منطقة "ساوث وارك" في لندن، والتي تعد أحد أفقر أحياء العاصمة البريطانية، وأكثرها عنفاً واكتظاظاً بالعصابات الإجرامية.
لكن روح القيادة وريادة الأعمال التي يتمتع بها مكنته من أن يصبح مليونيراً في عمر السابعة والعشرين، بفضل تأسيسه شركة ناجحة في مجال التسويق عبر مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي.
لكن نجاحه لم يتحقق بين ليلة وضحاها، بل سبقه سلسلة من التجارب التي شكلت وجدانه، وأعطته دفعة مالية أولية ساعدته على بدء مشوراه.
قال "أرمو" في مقابلة مع شبكة "سي إن بي سي" إن نشأته في شقة متواضعة بتجمع سكني عام رفقة أبيه، وظروف الفقر والعنف التي عاشها في ضواحي لندن دفعته للسعي وراء تحسين وضعه المادي.
بدأ "أرمو" في عمر الصبا بمساعدة رفاقه في دراسة مادة الرياضيات بمقابل مادي، وحين اكتسب بعض الشهرة، باتت أعداد أكبر من الطلاب يطلبون مساعدته في مواد أخرى، ومن ثم أصبح يُرشحهم لمعلمين آخرين مقابل نسبة من رسوم الحصة.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
حصل "أرمو" على منحة للدراسة بمدرسة داخلية خاصة في عمر 16 عاماً، وكانت هذه نقطة تحول رئيسية في نظرته بشأن الثراء، وذكر أنه ذات يوم، رأى أحد الطلاب يغادر المدرسة على متن طائرة مروحية، حينها أدرك أنه لا بد من وجود سبيل لأن يصبح ثرياً هو الآخر.
أول درجة على سلم النجاح
أنشأ رجل الأعمال الشاب مدونة عبر الإنترنت تُدعى "إنتربرينور إكسبرس"، وأجرى مقابلات مع شخصيات بارزة مثل "ريتشارد برانسون" المؤسس المشارك لـ "فيرجن جروب"، والممثل الأمريكي "جيمس كان".
كان للمدونة في بداية مشوارها نسخة جاهزة للطباعة، لكنها لم تجذب إعلانات كافية لتمويل نشرها وتوزيعها، لذا تطرق "أرمو" إلى فكرة نشر إعلانات رقمية عبر المدونة.
ثم الترويج لمحتوى المدونة عبر حسابات التواصل الاجتماعي واسعة الانتشار في منصات مثل "فيسبوك" و"إنستجرام"، من خلال نشر روابط مقالات على صفحات الرسوم الساخرة، والاقتباسات.
قال "أرمو" أن هذه كانت نقطة الانطلاق لنجاح مسيرته، إذ كانت أرباح المدونة تعتمد على مصدرين، الأول هو عرض الإعلانات الرقمية، والثاني هو بيع مساحات إعلانية لشركات الخدمات الضريبية والمحاسبية والمحاماة.
وفي غضون 11 شهراً فقط من إدارة المدونة، وفي عمر السابعة عشرة، باع "أرمو" مدونته مقابل 110 آلاف جنيه إسترليني (143 ألف دولار).
البدء بفكرة بسيطة لكن مبتكرة
ذكر "أرمو" أن أول عمل ناجح للمرء ليس بالضرورة أن يكون "فكرة بمليار دولار"، بل يتعين أن يُنظر إليه على أنه بوابة للدخول إلى عالم المال.
واستشهد بقول المستثمر الأمريكي الراحل "تشارلي مونجر" النائب السابق لرئيس مجلس إدارة شركة "بيركشاير هاثاواي"، إن جني أول 100 ألف دولار هو الخطوة الأصعب في طريق الثراء.
كان ربح "أرمو" من بيع المدونة هو اللبنة لتأسيس شركة "فان بايتس – Fanbytes" المتخصصة في التسويق عن طريق مؤثري مواقع التواصل الاجتماعي عام 2017، وذلك بالتعاون مع شريكيه "أمبروز كوك" و"ميتشل فاسانيا".
كان الغرض من الشركة هو ربط المؤثرين بالعلامات التجارية التي ترغب في إطلاق حملات دعائية، وكانت هذه الشركات شائعة آنذاك خاصة في الولايات المتحدة، لذا قرر "أرمو" تكرار نفس الفكرة في بريطانيا.
نجحت الشركة الناشئة في جذب عملاء بارزين على غرار شركات "نايكي"، و"سامسونج"، و"أمازون"، وبدأت مشوارها بجمع تمويلات ضئيلة على مراحل مختلفة.
حصلت "فان بايتس" على أول تمويل لها بنحو 15 ألف جنيه إسترليني (19.5 ألف دولار)، وأخذت مبالغ التمويلات ترتفع تدريجياً حتى جمعت مليوني جنيه إسترليني في نهاية المطاف.
بفضل نجاح الشركة، أدرجت مجلة "فوربس" عام 2021 اسم "أرمو" في قائمتها لأفضل 30 رائد أعمال دون 30 عاماً.
وبعد فترة وجيزة، تدفقت على "أرمو" عروض كثيرة شراء للشركة، لدرجة أنه لجأ لتعيين أحد المصارف لتنسيق العروض، واختيار 6 شركات مهتمة بالاستحواذ عليها.
باع "أرمو" وشركاه "فان بايتس" عام 2021 لوكالة تسويق رقمي عالمية تُدعى "برين لابس – Brainlabs" مقابل عشرات الملايين من الجنيهات الإسترلينية، ليصبح مليونيراً وهو في عمر السابعة والعشرين فقط.
المصدر: سي إن بي سي
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}