تعتزم «سبيس 42» إطلاق ثلاثة أقمار اصطناعية جديدة قبل نهاية 2028، هي «الثريا 4» المزمع إطلاقه قبل نهاية العام الحالي، وقمران جديدان هما «الياه 4» و«الياه 5» المقرر إطلاقهما في عامي 2027 و2028 على الترتيب، بحسب حسن الحوسني، الرئيس التنفيذي، بيانات للحلول الذكية في «سبيس 42».
وقال الحوسني لـ«الاتحاد»: «نستهدف من خلال هذه الخطط الاستراتيجية تعزيز قدرات الشركة وبنيتها الفضائية كمشغل للأقمار الاصطناعية ضمن مدارات متعددة». ويشمل أسطول الشركة من الأقمار الاصطناعية خمسة أقمار وهي الياه 1 و2 و3 والثريا 2 و3، وتغطي حالياً 150 دولة و80% من سكان العالم.
وتابع: مع انضمام القمر الاصطناعي فورسايت-1، أول قمر اصطناعي إماراتي برادار الفتحة التركيبية (SAR) والذي سيكون جزءاً من مجموعة أقمار «فورسايت» التابعة لشركة سبيس 42، نسعى إلى تعزيز قدرات دولة الإمارات في مجال رصد الأرض، مما يقلل الاعتماد على المصادر الخارجية، ويعزز الأمن الوطني وقدرات صنع القرار.
خطط التوسع
وأوضح أنه خلال العام الأول كشركة مدمجة تحت اسم سبيس 42، سيتم التركيز على تعزيز القدرات في مجال تقديم حلول مبتكرة ومتطورة للعملاء، وتسعى الشركة لتعزيز عوامل النمو الرئيسة لديها التي تتمثل في القدرة على التوسع في نطاق التغطية والخدمات، إضافة إلى التوسّع في قطاعات سلسلة القيمة، سواء كانت قطاعات حالية أو جديدة، مع الالتزام الراسخ بتقديم ابتكارات مستقبلية تلبي احتياجات العملاء وتعزز استمرارية النجاح.
ونوه بأن هذا الاندماج يتيح للشركة القدرة على توفير حلول متقدّمة للحكومات والشركات والمجتمعات، وتطوير القدرات في مجال إدارة الكوارث، وتقديم خدمات فعالة للقطاع العام، وتعزيز البنية التحتية الحيوية والاتصالات، إضافة إلى المشاركة في مبادرات الاستدامة التي تسهم في تحقيق مستقبل أفضل.
تكامل الأنظمة
وأشار الحوسني إلى أن شركة «سبيس 42» تأسست بهدف تلبية الاحتياجات المتزايدة للحلول التي تجمع بين تقنيات الاتصالات الفضائية والتحليلات الجيومكانية مع دعمها عبر توظيف الذكاء الاصطناعي، ومن خلال دمج العمليات الفضائية والأرضية مع قدرات الذكاء الاصطناعي، تأتي الشركة ضمن أوائل الشركات التي تقدّم حلولاً متطورة تسهم في تحسين عملية اتخاذ القرار.
وأوضح أنه يمكّن الجمع بين الاتصالات عبر الأقمار الاصطناعية والتحليلات الجيومكانية مع الذكاء الاصطناعي من توفير قنوات اتصال آمنة ومرنة، بالإضافة إلى تقديم تحليلات شاملة للمواقف، مما يسهم في دعم فرق الطوارئ خلال الكوارث.
وأضاف: كمثال عملي على ذلك، فقد شهدت دولة الإمارات حالةً جوية وأمطاراً غزيرة في أبريل 2024، وخلال هذه الحالة تم التعاون مع وكالة الإمارات للفضاء لتحديد المناطق الأكثر تضرراً، وأعدت الشركة توقعات وخرائط شاملة للفيضانات، مما ساعد صناع القرار على تقييم المناطق التي تحتاج إلى الدعم بشكل فوري وفعال.
الذكاء الاصطناعي
وأكد الحوسني أن «سبيس 42» تضطلع بشكل مباشر في دعم جهود تنفيذ الاستراتيجية الوطنية للفضاء 2030 والذكاء الاصطناعي 2031، وذلك من خلال الالتزام بتطوير القدرات الفضائية للدولة، بهدف تعزيز الأمن الوطني وتشجيع الابتكار والتوسع في توظيف قدرات الذكاء الاصطناعي وتوسيع آفاق التعاون الدولي، بالإضافة إلى دفع عجلة النمو الاقتصادي والمساهمة في التنمية الحضرية من خلال تقنيات الفضاء المتقدمة.
وأضاف: انطلاقاً من التزام الشركة بدعم مبادرات النمو والتنويع الاقتصادي في دولة الإمارات، نركّز في سبيس 42 على تطوير تقنيات الفضاء التي يمكن تطبيقها على القطاعات الحيوية مثل الزراعة والنفط والغاز وإدارة الكوارث، وعلاوة على ذلك نعمل على بناء وتعزيز القدرات المحلية في مجالات تكنولوجيا الفضاء، والبحث والتطوير، هذا الالتزام يضمن استمرار دولة الإمارات في ريادة الابتكار الفضائي، ويعزز مكانة الدولة في هذا المجال.
نقل المعرفة
أوضح الحوسني أن العالم يشهد تغيرات سريعة في القوى العاملة، نتيجة للتطورات المتسارعة في قطاعي الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة، مما يخلق فرصاً جديدة ويفرض في الوقت ذاته تحديات كبيرة. ونوه بأن «سبيس 42» ملتزمة بالتوسع في تطوير الكوادر الإماراتية المتميزة، بالتعاون مع الشركات والجامعات والجهات الحكومية، كما تحرص في الوقت ذاته على تسخير التقنيات الحديثة لزيادة الإنتاجية وضمان نمو أعمالنا.
وأضاف: لتحقيق ذلك، نستثمر في برامج التعلّم المستمر لضمان بقاء موظفينا على اطلاع دائم على التقنيات الحديثة، مما يمكنهم من إضافة قيمة أكبر إلى أدوارهم، ونتطلع أيضاً إلى دمج الذكاء الاصطناعي مع المهارات الشخصية مثل الإبداع والقدرة على التكيّف لتأسيس قوى عاملة مرنة وقادرة على مواجهة التحديات المستقبلية.
خدمات متطورة
قال حسن الحوسني: تعمل «سبيس 42» على تسهيل الوصول إلى حلولها وخدماتها المتطورة للاتصالات الفضائية، مع التركيز على ربط المجتمعات غير المتصلة بالإنترنت ومن خلال خدمات الأقمار الاصطناعية لدينا، ننشط في مجال ربط المجتمعات المحرومة وغير المخدومة في أكثر من 28 دولة أفريقية.
ونوه بأن أحد أبرز الأمثلة في زيمبابوي، حيث ساعدت الشركة في إيصال المبادرات التعليمية والصحية عبر ربط أكثر من 2.000 مدرسة و500 مستشفى بخدمات الإنترنت، عبر الأقمار الاصطناعية، من خلال خدمات «ياه كليك» (YahClick) والثريا.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}