ريال مدريد يعتزم فتح التملك للمستثمرين الخارجيين

يسعى نادي ريال مدريد، بطل أوروبا في كرة القدم على مدار 15 موسماً، إلى إجراء تغيير جذري في الهيكل المؤسسي يقضي بتحويل الملكية إلى الأعضاء، ما يفتح المجال أمام المستثمرين الخارجيين للتملك في النادي.

وفقاً للمقترح، سيصبح الأعضاء هم المالكون الحقيقيون للنادي، بحسب ما أعلن رئيس النادي فلورنتينو بيريز خلال اجتماع الجمعية العمومية لريال مدريد يوم الأحد، دون الكشف عن مزيد من التفاصيل.

وقال: "لدينا 100 ألف عضو، وبوسعهم أن يكونوا مساهمين في النادي الذي تزيد قيمته عن 10 مليارات يورو (10.5 مليار دولار)"، مشيراً إلى أن المقترح سيُطرح للتصويت من قبل الأعضاء.

حالياً، يعد ريال مدريد نادياً غير ربحي ويتشكّل من مئات المشجعين الذين يدفعون رسوم العضوية، وهو نظام يمنع المستثمرين من امتلاك حصص في النادي حيث لا يملك المشجعون أسهماً. يعد هذا النموذج من الملكية الجماهيرية أمراً نادراً بين كبرى أندية أوروبا، ولكن الغريم التقليدي لريال مدريد، وهو نادي برشلونة، يتبع النظام غير الربحي نفسه.

تمكن النادي تحت قيادة بيريز، الذي يشغل منصب رئيس النادي منذ عام 2009 وتولى المنصب أيضاً بين عامي 2000 و2006، من تعزيز مكانته كأكثر الأندية نجاحاً في تاريخ كرة القدم الأوروبية. لكن خلال فترة رئاسته، دخل بيريز في مواجهات مع مسؤولي كرة القدم في إسبانيا وأوروبا، إضافة إلى الأندية المنافسة، حول كيفية إدارة الأعمال المتعلقة بالرياضة.

يُذكر أن بيريز، رجل الأعمال الملياردير في مجال الإنشاءات، كان أحد العقول المدبرة وراء محاولة باءت بالفشل في عام 2021 من قبل مجموعة من الأندية الأوروبية لإطلاق بطولة جديدة بعيداً عن سيطرة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم. على الرغم من انسحاب معظم الأندية من المشروع بسبب احتجاجات المشجعين، يواصل بيريز الدفاع عن إطلاق تلك البطولة، مؤكداً أنها ضرورية لتحسين طريقة توليد العائدات وتوزيعها بين الأندية.

يضم دوري الدرجة الأولى الإسباني حالياً أربعة أندية يملكها أعضاء، وهي ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيك بيلباو وأوساسونا. في عام 2021، امتنعت هذه الأندية غير الربحية عن الموافقة على اتفاقية دوري الدرجة الأولى الإسباني لبيع حقوق البث لشركة الاستثمار "سي في سي بارتنرز" (CVC Partners) لمدة 50 عاماً.

في حين أن معظم أكبر الأندية الأوروبية مملوكة لمستثمرين من القطاع الخاص، أو شركات، أو صناديق ثروة سيادية، يعتمد النموذج الألماني غالباً على مزيج يجمع بين ملكية الأغلبية للمشجعين وملكية الأقلية للمستثمرين.

لأن بيريز لا يمتلك حصة في ريال مدريد فهو لا يضع أمواله الخاصة في النادي، على عكس المستثمرين الذين يديرون أندية أخرى في أوروبا ويمكنهم تغطية النفقات من أموالهم الشخصية. يتم انتخاب بيريز من قبل الأعضاء، ويجب على النادي تغطية نفقاته من العائدات التي يحققها.