أعلنت "القابضة" ADQ، وهي شركة استثمار سيادية عالمية، تركز على الاستثمار في البنية التحتية الأساسية وسلاسل الإمداد، عن إبرام اتفاقية مع شركة Finnforel، الشركة الرائدة في تقنيات الاستزراع المائي ومقرها فنلندا، بهدف دراسة جدوى إنشاء مزرعة لتربية الأسماك في منطقة برية في دولة الإمارات، بطاقة إنتاجية تصل إلى 3 آلاف طن سنوياً.
وبموجب الاتفاقية، من المتوقع أن تتعاون "القابضة" (ADQ) مع شركة Finnforelبهدف استزراع أسماك السلمون المرقّط التي تعيش في المياه الباردة، من خلال تقنية إعادة التدوير لنظام الاستزراع المائي (RAS).
وتستخدم هذه التقنية أنظمة ترشيح بيولوجي متطورة تساعد على التحكم بجميع العوامل البيئية الأساسية، وتوفر بيئة صحية داخلية مناسبة لعيش السمك، كما تقوم بإعادة تدوير واستخدام المياه ضمن نظام مغلق يضمن جودة المياه وعدم وجود مخلفات عضوية فيها.
وتساهم التقنية في تحسين إنتاج الأسماك طوال العام بغض النظر عن الظروف البيئية الخارجية.
وعند اكتمال الدراسة، سيشكل تطوير مزرعة تربية الأسماك أول تطبيق لتقنية RAS على نطاق واسع في الإمارات، ما يسهم في تعزيز قطاع الأغذية والزراعة في الدولة.
وستعتمد المنشأة على مفهوم الاستزراع المائي الداخلي الفريد الخاص بشركة Finnforel.
يذكر أن شركة Finnforel تأسست عام 2015 وتتخصص في تقنيات الاستزراع المائي المبتكرة، كما تدير حالياً منشأتين تعملان بتقنية RAS في فنلندا بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ 3 آلاف طن سنوياً.
وتعتمد الشركة استراتيجية متكاملة تبدأ من مرحلة التفريخ وصولاً إلى عمليات الاستزراع والتعبئة، كما تتميز بكفاءة عالية وتسعى لمضاعفة قدراتها الإنتاجية عبر التوسع عالمياً بحلول عام 2032.
وبهذه المناسبة، قال منصور الملا، نائب الرئيس التنفيذي للمجموعة في "القابضة" (ADQ): "يعكس تعاوننا مع شركة Finnforel التزامنا بتوظيف أحدث التقنيات التي تساهم في تعزيز الإمكانات المحلية لإنتاج الغذاء في أبوظبي، إذ تلبي الواردات غالبية الطلب المحلي على البروتين في الإمارات، ونحن نعمل على سد الفجوات في سلسلة التوريد عبر اعتماد أساليب جديدة لإنتاج مأكولات بحرية عالية الجودة وذات قيمة غذائية تسهم في تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي."
من جانبه، قال بيكا فيلياكاينين، المؤسس الشريك والرئيس التنفيذي لمجموعة Finnforel: "نتطلع من خلال تعاوننا مع "القابضة" (ADQ) إلى بدء مسيرة جديدة من النمو والنجاح. يؤكد واقع إنتاج الأغذية حول العالم ضرورة تعزيز الأمن الغذائي، حيث سيتعين على جميع الدول في المستقبل القريب إنتاج معظم الأغذية محلياً، بما في ذلك الأسماك الطازجة. وتتمثل مهمتنا في بناء شبكة من المنشآت المحلية القائمة على نهجنا المتكامل والناجح، والتي تضمن إنتاج الأغذية بطريقة مستدامة ومسؤولة".
وكان تقرير نشرته منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة (الفاو) قد أشار إلى أن الأغذية المائية تشكل 15% من البروتينات الحيوانية حول العالم. وبلغت حصة الفرد من الاستهلاك العالمي الظاهري للأغذية المائية 20.6 كلغ في عام 2021، حيث ارتفعت هذه الحصة بنسبة تفوق الضعف خلال السنوات الستين الماضية. وتتوقع "الفاو" أن يرتفع الاستهلاك بنسبة 12% بحلول عام 2032.
وفي عام 2022، تخطت تربية الأحياء المائية لأول مرة في التاريخ مصائد الأسماك الطبيعية كمصدر رئيسي لإنتاج الحيوانات المائية، حيث حققت رقماً غير مسبوق وصل إلى 94.4 مليون طن.
ولتلبية الطلب على المأكولات البحرية بما يتناسب مع النمو السكاني المتوقع بحلول عام 2050، يشير أكاديميون إلى ضرورة زيادة إنتاج الأحياء المائية بنسبة 60% مقارنة بمعدلات الإنتاج في عام 2018.
وتسهم تربية الأحياء المائية اليوم بما يزيد عن 57% من المنتجات الحيوانية المائية المستخدمة للاستهلاك البشري المباشر.
كما تعتبر تربية الأحياء المائية حالياً أسرع القطاعات المنتجة للغذاء نمواً في العالم، حيث بلغت القيمة السوقية العالمية للقطاع 204 مليار دولار في عام 2020، ومن المتوقع أن تصل إلى 262 مليار دولار مع نهاية عام 2026.
يُشار إلى أن دولة الإمارات تستورد حالياً نحو 70% من استهلاكها للمأكولات البحرية، ويبلغ إجمالي حجم الواردات من أسماك السلمون حوالي 10 آلاف طن سنوياً.
وتسهم "القابضة" (ADQ) في دعم الجهود الرامية لتعزيز مرونة قطاع الأغذية في الإمارات عبر الاستثمار في سلسلة القيمة الغذائية بأكملها.
وتعمل الشركة من خلال محفظة شركاتها على تعزيز الزراعة المستدامة في البلاد عبر توظيف أحدث التقنيات التي تدعم وتحسن الإنتاج المحلي، وتساهم في عملية توزيع الأغذية الأساسية محلياً وعالمياً.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}