تمتاز بلجيكا باقتصاد حر يعتمد بالأساس على الخدمات، حيث يرتبط بعمق بالاقتصاد الأوروبي، إذ كانت عضوًا مؤسسًا في العديد من التكتلات الاقتصادية الإقليمية والدولية، بما في ذلك الاتحاد الأوروبي والاتحاد النقدي الأوروبي. وقد ساهمت هذه العضوية في تدويل اقتصادها واعتماد اليورو عملة رسمية بدلًا من الفرنك البلجيكي.
تاريخ الاقتصاد البلجيكي
- على مر العصور، اعتمد الاقتصاد البلجيكي على ازدهار تجارة المواد الخام، حيث كانت تستوردها لتقوم بتصنيعها وإعادة تصديرها كمنتجات نهائية.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
- وفي مطلع القرن التاسع عشر، برزت صناعة الصلب كركيزة أساسية للاقتصاد البلجيكي، وخاصة في منطقة والونيا الجنوبية الغنية بالفحم، مثل وادي سامبر-ميوز.
- وفي أعقاب الحرب العالمية الثانية، ساهم الإصلاح النقدي الحازم في إنعاش الاقتصاد البلجيكي. وقد كانت بلجيكا من أوائل الدول التي استطاعت تحقيق فائض في ميزان تجارتها بعد الحرب.
- غير أن الاقتصاد البلجيكي واجه تحديات كبيرة في أواخر القرن العشرين، نتيجة لاستنزاف احتياطيات الفحم في والونيا وشيخوخة صناعة الصلب وارتفاع تكاليف العمالة.
- كما تراجع الاستثمار الأجنبي المباشر، وسيطرت الشركات متعددة الجنسيات على معظم الأصول الصناعية في البلاد.
إصلاحات الحكومة البلجيكية
- في مواجهة الهزات الاقتصادية المتلاحقة، بادرت بلجيكا إلى إنعاش صناعاتها المتراجعة من خلال حزمة من الحوافز والتسهيلات، ما أفضى إلى عجز مالي كبير.
- وقد استدانت الدولة بكثافة لتغطية هذا العجز، ثم تبنت سياسات تقشفية شملت ضبط الإنفاق العام وتشديد السياسة النقدية.
- وبحلول مطلع الألفية الجديدة، تمكنت بلجيكا من تحقيق الاستقرار المالي، مع التركيز على تنويع مصادر الدخل وتعزيز التنمية الإقليمية، حيث حظيت فلاندرز بنصيب وافر من الاستثمارات، فيما تلقت والونيا دعماً حكومياً لتحفيز اقتصادها.
نظرة على أهم قطاعات الاقتصاد في بلجيكا |
|
الزراعة والغابات ومصايد الأسماك |
- رغم تراجع القطاع الزراعي في بلجيكا، إلا أن الربع تقريبًا من أراضيها ما زال مخصصًا للزراعة.
- وقد تحولت الزراعة في البلاد إلى التركيز على الثروة الحيوانية، لا سيما الألبان واللحوم اللتيّن تشكلان الغالبية العظمى من قيمتها.
- أما المحاصيل الزراعية فتتنوع بين البنجر السكري والهندباء والكتان والحبوب والبطاطس والفواكه والخضروات.
- وبالرغم من مساهمة الغابات المزروعة في آردين وكمبنلاند في صناعة المنتجات الحرجية، إلا أن دور هذه الصناعة يبقى محدودًا في الاقتصاد البلجيكي.
- وقد ساهمت الميكنة بعد الحرب العالمية الثانية في تقليل الاعتماد على الأخشاب المستوردة.
- أما صيد الأسماك في بلجيكا فيقتصر على الأسواق المحلية، وتعتبر موانئ "زيبروج وأوستند" أهم موانئ الصيد في البلاد، حيث يعتمد الصيادون البلجيكيون بشكل أساسي على بحر الشمال.
|
قطاع الموارد الطبيعية والطاقة |
- تاريخياً، شكّل الفحم حجر الزاوية في الصناعة البلجيكية، لاسيما في منطقة وادي سامبر-ميوز، حيث استمر تعدينه منذ القرن الثالث عشر وحتى أوائل التسعينات.
- ومع استنفاد هذه الثروة، تحولت بلجيكا إلى استيراد الفحم لتلبية احتياجاتها الصناعية والمنزلية.
الموارد المعدنية:
- شهد وادي سامبر-ميوز استغلالًا مكثفًا لخامات الحديد والزنك في القرن التاسع عشر، قبل أن تنضب.
- ورغم ذلك، لا تزال صناعة تكرير الخامات المستوردة تلعب دورًا حيويًا في الاقتصاد البلجيكي.
- أما مناطق تورناي ومونس ولييج فتشتهر باستخراج الطباشير والحجر الجيري لصناعة الأسمنت، بينما تزود منطقة كمبنلاند صناعة الزجاج بالرمال، وتستخدم منطقة بوريناج الطين في صناعة الفخار والطوب.
الموارد المائية:
- تتركز معظم موارد المياه العذبة في بلجيكا بالجنوب، وتحديدًا في منطقة الأردن، حيث تنبع معظم الجداول والأنهار الجوفية.
- ومع أن الطلب على المياه يتركز في الشمال، إلا أن شبكة معقدة من القنوات والأحواض تخفف من حدة هذه المشكلة.
- وتجدر الإشارة إلى أن الطاقة الكهرومائية في الجنوب تلعب دورًا محدودًا، في حين تعتمد البلاد بشكل كبير على الطاقة النووية لتلبية احتياجاتها الكهربائية.
|
قطاع التصنيع |
- يمثل قطاع التصنيع نحو سدس الناتج المحلي الإجمالي للبلاد. تسود في بلجيكا صناعات متنوعة، منها صناعة المعادن والصلب، والمنسوجات، والمواد الكيميائية، والزجاج، والورق، ومعالجة الأغذية.
- وتعتبر بلجيكا رائدة عالمياً في مجال معالجة المعادن، مثل الكوبالت والراديوم والنحاس والزنك والرصاص.
- كما تحتل أنتويرب مكانة بارزة كمركز لتكرير النفط الخام وتجارة الماس.
- وقد شهد قطاع الهندسة في بلجيكا نمواً ملحوظاً بفضل الاستثمارات الأجنبية، حيث تم إنشاء مصانع لتجميع السيارات والسلع الكهربائية الثقيلة.
|
قطاع التمويل |
- تزخر بلجيكا، وخاصة العاصمة بروكسل، بالعديد من البنوك المحلية والأجنبية التي تعمل على تلبية الاحتياجات المالية المتزايدة.
- يتولى البنك الوطني البلجيكي، بصفته البنك المركزي للبلاد، مسؤولية حماية الاستقرار المالي الوطني، وإصدار العملة، وتقديم الخدمات المالية للحكومة والقطاع الخاص على حد سواء.
- أما السياسات النقدية فتقع على عاتق البنك المركزي الأوروبي منذ اعتماد اليورو عملة موحدة.
- وتُعد بورصة بروكسل من أقدم البورصات العالمية، وقد شهد عام 2000 اندماجها مع بورصتي أمستردام وباريس لتشكل "يورونيكست"، أول سوق أوروبي للأوراق المالية يتجاوز الحدود الوطنية.
|
قطاع التجارة |
- تتميز واردات بلجيكا بغناها بالمواد الخام، ومجموعة واسعة من المركبات والمواد الكيميائية والمنسوجات والمنتجات الغذائية.
- أما صادراتها فتتنوع بين المركبات والمواد الكيميائية والمنتجات الصيدلانية والآلات والبلاستيك، فضلاً عن الأحجار الكريمة كالألماس، والأغذية والمنتجات النسيجية والصلب.
- ويشكّل الاتحاد الأوروبي، ولا سيما ألمانيا وفرنسا وهولندا والمملكة المتحدة، الشركاء التجاريين الرئيسيين للمملكة البلجيكية.
|
القطاع الخدمي |
- شهد قطاع الخدمات طفرة نمو هائلة في النصف الثاني من القرن العشرين، مدفوعًا بالارتفاع المتزايد في احتياجات القطاعين التجاري الدولي والحكومي، فضلاً عن ازدهار قطاع السياحة في غرب فلاندرز وآردين.
- وقد حظيت فلاندرز بنصيب وافر من هذا النمو الاقتصادي بفضل التوسع المطرد لصناعات الخدمات.
- واليوم، يمثل العاملون في القطاعات الخدمية، سواء كانت خاصة أو عامة، الغالبية العظمى من القوى العاملة في البلاد.
|
قطاع العمالة والضرائب |
- تتصدر شركات التصنيع والبناء قائمة أرباب العمل في البلاد، في حين تتضاءل فرص العمل المتاحة في قطاعي الزراعة والتعدين.
- تفرض الحكومة البلجيكية ضرائب على الدخل وعلى السلع والخدمات على حد سواء.
- وتمثل هذه الضرائب، إلى جانب اشتراكات الضمان الاجتماعي، الركيزة الأساسية للإيرادات العامة للدولة.
|
قطاع النقل والاتصالات |
- تتميز بلجيكا بشبكة طرق متطورة تمتد في أرجاء البلاد، تربط بين مدنها الكبرى عبر طرق سريعة حديثة.
- أما شبكة السكك الحديدية فتشكل نموذجاً لكثافتها وتطورها على الصعيد العالمي، مع وضع العاصمة بروكسل في قلب هذا النسيج الحيوى.
- وتلعب موانئ بلجيكا، وعلى رأسها ميناء أنتويرب، دوراً محورياً في حركة التجارة الخارجية للبلاد.
- ولا تكتمل هذه البنية التحتية المتكاملة إلا بنظام قنوات مائية متشعب كالنهرين ميوز وشيلد، يساهم في تسهيل النقل البحري الداخلي.
- أما في مجال النقل الجوي، فيعتبر مطار بروكسل الدولي البوابة الرئيسية للبلاد، إلى جانب مطارات أخرى في مدن كأنتويرب ولييج وشارلروا.
- وعلى صعيد الاتصالات، تمتلك بلجيكا بنية تحتية متطورة تشمل خدمات الهاتف الثابت والمحمول وخدمات الإنترنت.
- يعتبر الهاتف المحمول والإنترنت من أدوات الاتصال الأكثر شيوعاً، على الرغم من أن نسبة امتلاك أجهزة الكمبيوتر الشخصية قد تكون أقل مقارنة ببعض الدول المجاورة.
|
المصدر: الموسوعة البريطانية
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}