قام سعادة الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد آل ثاني وزير المواصلات، بوضع حجر الأساس لمصنع تجميع الحافلات الكهربائية بمنطقة أم الحول الحرة، بالشراكة بين شركة مواصلات (كروه)، وشركة يوتونج الصينية، وذلك خلال حفل أقيم بهذه المناسبة في منطقة أم الحول الحرة، بحضور عدد من أصحاب السعادة الوزراء، وكبار المسؤولين في الدولة.
وفي بداية الحفل وقع كلاً من سعادة الشيخ محمد بن حمد بن فيصل آل ثاني الرئيس التنفيذي لهيئة المناطق الحرة – قطر، والسيّد أحمد حسن العبيدلي الرئيس التنفيذي لشركة مواصلات (كروه)، والسيّد شين هوي الرئيس التنفيذي لشركة يوتونج الشرق الأوسط، على اتفاقية إطارية معززة متعددة الأطراف تؤسّس لتشييد مصنع متكامل لإنتاج الحافلات الكهربائية في منطقة أم الحول الحرة، بالتعاون بين شركة مواصلات (كروه)، وشركة يوتونج، وهيئة المناطق الحرة – قطر.
سيعمل المصنع على إنشاء مركز إنتاج للحافلات الكهربائية وفقاً لمعايير الاتحاد الأوروبي، ويمتد على مساحة تبلغ نحو 53 ألف متر مربع، ومن المخطط له أن يكتمل تطويره بحلول نهاية عام 2025، ليبدأ في إنتاج الحافلات الكهربائية المخصصة للعمل داخل المدن، والحافلات المساندة للمترو، والحافلات المدرسية، وغيرها من أنواع الحافلات، وبطاقة إنتاجية أولية تبلغ 300 حافلة سنوياً، ومن خطط المصنع المستقبلية زيادة القدرة الإنتاجية لتلبية الطلب المحلي والاحتياجات المتزايدة للأسواق الإقليمية والدولية في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا.
كما سيتضمن المصنع أحدث معدات وتقنيات اللحام، وأجهزة الدهانات، وخطوط التجميع، إلى جانب مسارات اختبار الحافلات، وسيعتمد على تقنيات التنقل الكهربائي المتطورة، مما يضمن عمليات إنتاج فعّالة ومستدامة، وتساهم بذات الوقت في نقل الخبرات وتوطين صناعة الحافلات الكهربائية في الدولة.
يهدف المصنع إلى الاستفادة من الخبرات المتقدمة لكل من شركتي مواصلات (كروه) ويوتونج، بالإضافة إلى توسيع وجود شركة يوتونج التصنيعي في المناطق الحرة في قطر.
الاستدامة
وبهذه المناسبة قال سعادة الشيخ محمد بن عبدالله بن محمد آل ثاني وزير المواصلات: “إن إنشاء مصنع لتجميع الحافلات الكهربائية يعد تطوراً رئيسياً في دعم خطط الوزارة نحو تقديم حلول نقل صديقة للبيئة مزودة بأحدث نظم التشغيل العالمية، بما ينسجم مع تنفيذ أهداف استراتيجية التنمية الوطنية الثالثة التي ترتكز على دعم الاستدامة البيئية وتعزيز التكنولوجيا الحديثة، وصولاً إلى تحقيق رؤية قطر الوطنية 2030”.
وأضاف سعادته: “كما سيعمل المصنع على تحقيق استراتيجية الوزارة في تحويل منظومة حافلات النقل العام إلى حافلات كهربائية بنسبة 100% بحلول عام 2030، مما يضمن تخفيض نسب الانبعاثات الكربونية، وتحسين جودة الحياة”.
وفي سياق متصل، قال سعادة الدكتور المهندس سعد بن أحمد إبراهيم المهندي، رئيس مجلس إدارة شركة مواصلات (كروه): “في إطار التزامنا بتطوير التنقل المستدام، ونجاحنا في تحويل 73% من حافلات النقل العام إلى حافلات كهربائية، تعكس هذه المبادرة الرائدة التزامنا الراسخ لتوطين أحدث التقنيات المبتكرة في الدولة. ومن خلال تأسيس هذه المنشأة الحديثة، نؤكد ريادتنا في مجال النقل الصديق للبيئة، ونسهم بفاعلية في تحقيق رؤية وزارة المواصلات بالوصول إلى قطاع نقل عام كهربائي بالكامل بحلول 2030، ورؤية قطر لمستقبل أكثر استدامة.”
تعزيز الابتكار
ومن جهته قال سعادة الشيخ محمد بن حمد بن فيصل آل ثاني الرئيس التنفيذي لهيئة المناطق الحرة – قطر: “بتوقيع هذه الاتفاقية ووضع حجر الأساس لمصنع تجميع الحافلات الكهربائية في منطقة أم الحول الحرة، نضيف خطوة هامة في سياق تطلعاتنا الدائمة لبناء مستقبل أكثر استدامة وتعزيز الابتكار في مجال التصنيع والنقل في قطر، تفتح لنا سبلاً أوسع للتواجد في طليعة منظومة التحوّل العالمي نحو التقنيات الصديقة للبيئة. فنحن بذلك ندعم مساعي الدولة للتنويع الاقتصادي، ونبرهن بصورة جليّة على التزامنا بإرساء أسس اقتصاد مستدام للمستقبل تماشياً مع رؤية قطر الوطنية 2030 ووفق خطط استراتيجية التحوّل للمركبات الكهربائية.”
وعقب حفل التدشين قام سعادة وزير المواصلات، وسعادة وزير التجارة والصناعة، وسعادة وزير البيئة والتغير المناخي، وعدد من كبار المسؤولين في هيئة المناطق الحرة – قطر، وشركة مواصلات (كروه)، وشركة يوتونج، بجولة في منطقة عرض الحافلات اطلعوا خلالها على نماذج من الحافلات الكهربائية التي سيتم إنتاجها في المصنع.
أكَّدَ السيدُ فيصل النعيمي، مدير أكاديمية «كروه»، أن مصنع تجميع الحافلات الكهربائية بمِنطقة أمّ الحول الحرة، سيكون عصريًا ومُبتكرًا وفريدًا من نوعه من حيث الكفاءة التشغيلية وعناصر الاستدامة، حيث إن المصنع سيساهم في تمكين الشباب وتدريب المهندسين القطريين، وتوطين الصناعات.
وقالَ: إن الطاقة الإنتاجية لمصنع يوتونج قطر في البداية تقدر بنحو 300 حافلة والتي ستصل إلى 1000 حافلة في المرحلة الثانية مع القابلية للزيادة؛ لتلبية الطلب في السوق. وأضافَ النعيمي: خط إنتاج المصنع يمكن تغييره بحسب طلب السوق، وستشهد المرحلة الأولى من 2025 إلى 2028 إنتاج الحافلات المجمعة، ثم المرحلة الثانية من 2028 إلى 2030 ستشهد إنتاج الحافلات المفككة جزئيًا، يتبعها إنتاج الحافلات المفككة كليًا في 2030.
وأوضح أن القيمة المضافة للمصنع تصل إلى 12 إلى 13% في المرحلة الأولى، وتبلغ 22% في الحافلات المفككة جزئيًا، وتصل إلى 50% في 2030.
وأشارَ النعيمي إلى أنَّ المصنع في المرحلة الأولى سيركز على الحافلات الكهربائية لاستدامة البيئة، مبينًا أن شركة مواصلات (كروه) لديها شراكة استراتيجية مع يوتونج في العديد من المجالات.
قالَ السيّدُ بينج شو، المدير العام لشركة يوتونج الدوليّة: «تفخرُ شركة يوتونج بالتعاون مع دولة قطر في هذا المشروع الرائد. ونؤكّدُ من خلال إنشاء هذا المصنع التزامنا بتوفير أحدث التقنيات عالمية المُستوى والحلول المحلية لدعم رؤية المنطقة نحو النقل المستدام».
وأضافَ: إنَّ المصنع هو بداية حقيقية لتأكيد نهج شركة يوتونج بالاتجاه نحو قيادة تصنيع وسائل النقل العام إلى مستقبل أكثر استدامة، مشيرًا إلى أن الإنتاج سيقتصر على الحافلات الكهربائية بمختلف أنواعها وأحجامها، بالإضافة إلى الشاحنات والتي ستدخل الإنتاج في مرحلة لاحقة.
وأوضحَ بينج شو أنَّ حجم الاستثمار المبدئي في المشروع حوالي 20 مليون دولار أمريكي، مبينًا أن الإنتاج لا يقتصر على السوق المحلي فقط بل سيكون نقطة انطلاق نحو أسواق منطقة الشرق الأوسط والخليج، بالإضافة إلى الأسواق الأوروبية.
كما لفتَ إلى أنَّ الطاقة الإنتاجية المقدرة للمصنع بنحو 300 حافلة من مختلف الأحجام سنويًا سيتم رفعها لاحقًا إلى 1000 وحدة من المنتجات المتنوعة. وأكَّدَ بينج شو أن منطقة الخليج تمثل أهمية خاصة بالنسبة للشركة، حيث تتبنى السعودية والإمارات والكويت خططًا طموحة للتوسع في استخدام وسائل النقل الصديقة للبيئة، خاصةً الحافلات الكهربائية، وعليه نسعى للتعاون مع الحكومات والمؤسسات في هذه الدول وتلبية طلباتهم في منطقة تمتلك بنية تحتية متقدمة، وذلك بما يخدم ويعزز رؤيتهم المستقبلية.
وعن اختيار دولة قطر لإقامة أول مصنع خارج الصين، قال بينج شو: إنَّ ما يبحث عنه المستثمر دائمًا هو المناخ الاستثماري الملائم والاقتصاد المستقر وهو ما يتوفر في قطر، بالإضافة إلى الميزات التي تمنحها الدولة للاستثمار الأجنبي، وهو ما يشجّع على المضي قدمًا في هذه الشراكة مع شركة مواصلات التي تربطُنا بها علاقة استراتيجيَّة منذ سنوات.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}