رغم التحديات الجيوسياسية والاقتصادية العالمية واضطرابات أسواق النفط، حققت مؤسسة البترول الكويتية وشركاتها التابعة أداء ماليا قويا خلال السنة المالية 2023/2024، وسجلت المؤسسة ارتفاعا ملحوظا في إجمالي النقد والودائع، الذي بلغ 1.78 مليار دينار مقارنة بـ 1.37 مليار دينار في السنة المالية السابقة، مما يعكس نموا بنسبة 30% تقريبا.
وتظهر البيانات التي حصلت عليها «الأنباء» أن النمو المالي توزع بين النقد والودائع البنكية قصيرة الأجل التي تستحق خلال 3 أشهر في البنوك المحلية كما يلي:
1 - النقد وحسابات البنوك الجارية: ارتفع النقد في الحسابات الجارية من 812.2 مليون دينار في 2023 إلى 998.3 مليون دينار في 2024، بزيادة نسبتها 22.9%، وهذا يعكس قدرة المؤسسة على الاحتفاظ بسيولة نقدية كافية لدعم العمليات التشغيلية وسداد الالتزامات قصيرة الأجل.
2 - الودائع البنكية قصيرة الأجل: زادت من 561.1 مليون دينار في 2023 إلى 781.7 مليون دينار في 2024، محققة نموا بنسبة 39.2%، وتأتي هذه الزيادة كجزء من استراتيجية المؤسسة لاستثمار السيولة الفائضة في ودائع تحقق عوائد تنافسية.
معدلات فائدة جاذبة
وساهمت معدلات الفائدة التنافسية، التي تراوحت بين 5.26% و6.38%، خلال السنة المالية الماضية في تحقيق عوائد مالية جيدة للمؤسسة، كما أن تحسين إدارة السيولة والاستفادة من الفرص المتاحة في السوق البنكية عززا القدرة على تعظيم العائدات من النقد والودائع.
أشارت البيانات إلى أن المؤسسة وضعت بعض أرصدتها المصرفية كضمان لتمويل المشاريع التنموية، ومنها مشاريع ضمن شركة البترول الوطنية الكويتية، ويعد هذا الإجراء مؤشرا على التزام المؤسسة بتمويل مشاريعها الكبرى بطريقة مستقرة دون التأثير على سيولتها العامة، ويؤكد ذلك توجه المؤسسة نحو الاستثمار في المستقبل وتعزيز الاستدامة المالية، بما يدعم دورها الريادي في قطاع النفط والغاز. وقالت مصادر مالية لـ «الأنباء» إن النمو الكبير في النقد والودائع ينعكس إيجابيا على القوة المالية لمؤسسة البترول، حيث يعزز من قدرتها على الوفاء بالتزاماتها المالية وتحمل الصدمات السوقية، حيث إن الملاءة المالية يساعد في الاحتفاظ بمستويات نقدية مرتفعة على تحسين التصنيف الائتماني، مما يمكن المؤسسة من الحصول على تمويل منخفض التكلفة، كما أن الزيادة في السيولة تهيئ المؤسسة للاستفادة من الفرص الاستثمارية المستقبلية، سواء داخل الكويت أو في الأسواق العالمية.
وذكرت أن الأداء المالي القوي لمؤسسة البترول يعكس نجاح استراتيجيتها في إدارة السيولة النقدية وتعزيز عوائد الاستثمارات قصيرة الأجل، وهذا النمو لا يبرز فقط قوتها المالية، بل أيضا يضعها في موقع مثالي للتوسع المستقبلي ودعم التنمية الاقتصادية في الكويت، ومن المتوقع أن تستمر المؤسسة في تحقيق إنجازات مالية مماثلة، مما يعزز مكانتها كأحد أكبر اللاعبين في قطاع النفط والغاز عالميا.
التحديات والفرص
رغم الأداء القوي، تواجه المؤسسة تحديات تتعلق بتقلبات أسعار النفط والضغوط الاقتصادية العالمية، ومع ذلك، فإن تعزيز السيولة يعزز مرونتها المالية وقدرتها على مواجهة هذه التحديات من خلال التركيز على الاستثمارات طويلة الأمد التي تدعم التحول نحو الطاقة المتجددة، وتعزز التنوع في الإيرادات والحاجة إلى الاستمرار في تحسين الكفاءة التشغيلية لخفض التكاليف وتعظيم العوائد.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}