نبض أرقام
07:40 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/01/05
2025/01/04

بوينج تعود لدائرة الضوء بعد واحدة من أسوأ حوادث الطيران

2024/12/30 أرقام

عادت "بوينج" مرة أخرى لدائرة الضوء بسبب حادثة تحطم طائرة شركة الطيران "جيجو إير" أثناء هبوطها الأحد في كوريا الجنوية التي أدت إلى مقتل 179 شخصًا  ممن كانوا على متنها ونجاة اثنين فقط.

 

وانزلقت الطائرة التي كانت متجهة من تايلاند إلى كوريا الجنوبية على مدرج في مطار موان الدولي قبل أن تشتعل فيها النيران، وأوضحت خدمات الطوارئ إن الناجين كلاهما من أفراد الطاقم.

 

 في أخطر كارثة تضرب كوريا الجنوبية منذ عام 1997 -  عندما تحطمت طائرة "بوينج" 747 تابعة للخطوط الجوية الكورية وأسفرت عن مقتل 228 شخصًا - وواحدة من أسوأ حوادث الطيران في العالم.

 

 

ويأتي ذلك الحادث عقب تحطم طائرة ركاب الخطوط الأذربيجانية الأسبوع الماضي، بعد عام مضطرب لصناعة الطيران التي تعافت من الركود الذي شهدته خلال الوباء.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

تجدر الإشارة إلى أن هذا الحادث المأساوي يأتي في الوقت الذي تواجه فيه حكومة كوريا الجنوبية أزمة سياسية متفاقمة ولا تزال قيادة البلاد غير مؤكدة.

 

حادثة "جيجو إير" تعد ضمن حوادث الطائرات التجارية المأساوية منذ عام 2018      

تاريخ الحادث

 

شركة الطيران

 

عدد الوفيات على متن الطائرة

29 أكتوبر 2018

 

ليون إير

 

189

8 يناير 2020

 

الخطوط الجوية الأوكرانية

 

176

10 مارس 2019

 

الخطوط الإثيوبية

 

157

21 مارس 2022

 

خطوط شرق الصين

 

132

22 مايو 2020

 

الخطوط الجوية الباكستانية الدولية

 

97

9 يناير 2021

 

طيران سريويجايا

 

62

25 ديسمبر 2024

 

الخطوط الجوية الأذربيجانية

 

38


سبب وقوع الحادث
 

قبل وقت قصير من الحادث، حذر برج المراقبة في مطار "موان" الدولي من احتمالية الاصطدام بالطيور، وبعد دقيقتين أعلن الطيار عن استغاثة، وبإذن من برج المراقبة، حاولت طائرة شركة الطيران الاقتصادي "جيجو إير" الهبوط، لكنها تحطمت.

 

ذكر "جيف جوزيتي" المحقق السابق بمجلس سلامة النقل الوطني الأمريكي أنه من غير المحتمل أن تسبب ضربة طائر في مثل هذا الحادث الكارثي.

 

بينما ذكر مستشار سلامة الطيران "جون كوكس" أنه إذا تسببت الطيور في إتلاف المحركين، فربما لم يكن لدى الطاقم الوقت للاستعداد بشكل صحيح للهبوط، وأضاف: لقد حدث ذلك، لكنه نادر للغاية.

 

وبشكل عام، تمثل تلك الحادثة نهاية كارثية لعام مزدحم بالأزمات بالنسبة لصانعة الطائرات الأمريكية، وستؤثر نتيجة التحقيق الكوري في الواقعة على مستقبل الشركة.

 

لكن ذكرت وزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل الكورية في إفادة صحفية أن التحقيق في سبب تحطم الطائرة قد يستغرق ما يصل إلى ثلاث سنوات.

 

 

وأضافت أن التحقيقات في الرحلات الجوية التجارية قد تستغرق ما بين ستة أشهر إلى ثلاث سنوات، وأنه نظرًا لأن الطائرة تم تصنيعها خارج البلاد، فإن المحققين بحاجة لاستشارة الشركات المصنعة للأجزاء الرئيسية للطائرة، مما يعني أن التحقيق سيستغرق وقتًا طويلاً.

 

وذكر "كيم يي باي" المدير التنفيذي لشركة "جيجو" الكورية خلال مؤتمر صحفي أن الطائرة التي تحطمت في مطار موان الدولي لم تُظهر أي علامات على وجود مشكلات بها قبل الحادث، وأضاف: في هذا الوقت، من الصعب تحديد سبب الحادث، وعلينا انتظار الإعلان الرسمي عن نتيجة التحقيق من قبل الوكالة الحكومية المعنية.

 

كما أشار "كيم" إلى أن الطائرة المتورطة في الحادثة ليس لها تاريخ من الحوادث، وقدم تعازيه لأسر ضحايا الحادث.

 

أوقات عصيبة

 

بعدما حافظت "بوينج" على دورها كواحدة من كبرى شركات التصنيع الأمريكية على مدار عقود زمنية، أدت المشكلات المتلاحقة التي واجهتها هذا العام إلى تراجع السهم بأكثر من 30%.

 

شهدت "بوينج" عامًا قاسيًا أجبر مديرها التنفيذي "ديف كالهون" على الاستقالة وسط غضب متزايد من الكونجرس والعملاء بشأن تعامل الشركة مع أزمة "737 ماكس" بعدما تم إيقاف الطائرة من قبل إدارة الطيران الفيدرالية لمدة 18 شهرًا بعد حادثين أوديا بحياة 346 شخصًا.

 

وأضرب 33 ألف عامل ميكانيكي لدى "بوينج" عن العمل في الخريف الماضي، مما أدى إلى شل إنتاج طائرة "737 ماكس" – الأكثر مبيعًأ بالنسبة للشركة – وطائرة الركاب "777" وطائرة الشحن "767"، واستمر الإضراب 7 أسابيع حتى وافق العمال على عرض تضمن زيادة الأجور بنسبة 38% على مدى أربع سنوات.

 

 

ومع بدء التحقيقات في حادث الطائرة الكورية فإنه من السابق لأوانه تحديد ما إذا كانت الطائرة المنكوبة طراز "800-737" قد تحطمت بسبب عطل تقني أو لسبب آخر، لكن ستقدم مسجلات الصندوق الأسود التي تم انتشالها من مكان الحادث أدلة حيوية.

 

وتتميز طائرة "800-737" بأحد أفضل سجلات السلامة في مجال الطيران، على الرغم من كونها السلف لطائرات "737 ماكس" التي ابتليت بكوارث أزعجت "بوينج" مؤخرًا.

 

وطرحت "بوينج" طائرة “800-737” في أواخر التسعينيات وسلمت منها أكثر من 5 آلاف وحدة، ويقارن سجلها الأمني بشكل إيجابي مع الطرازات الأقدم.

 

لكنها شهدت واقعة في أبريل هذا العام، عندما فقدت طائرة من نفس الطراز تديرها شركة "ساوث وست إيرلاينز" غطاء المحرك أثناء الإقلاع من دنفر بولاية كولورادو الأمريكية، ليصطدم بجناح مما أجبر الطائرة على العودة بأمان إلى المطار، وركز التحقيق في ذلك الحادث على الصيانة من قبل شركة الطيران، وليس أي نوع من عيوب التصنيع.

 

مصير "بوينج"

 

قدمت "بوينج" تعازيها لأولئك الذين فقدوا أحباءهم في حادث تحطم رحلة رقم 2216 لشركة طيران "جيجو" القادمة من بانكوك.

 

وذكرت صانعة الطائرات الأمريكية على حسابها على موقع "إكس": نحن على اتصال بشركة "جيجو" بشأن الرحلة، ونحن على استعداد لدعمهم.

 

 

لكن أعلنت السلطات الكورية أنها ستبدأ عملية تفتيش خاصة لكافة طائرات "بوينج" من طراز “800-737”  التي يتم تشغيلها في كوريا الجنوبية والبالغ عددها 101 طائرة، وطلبت من "بوينج" وصانعة المحركات "سي إف إم إنترناشيونال" الانضمام للتحقيق.

 

لكن ذكر مسؤولون بوزارة النقل أنهم سيحققون أيضًا في عوامل أخرى، تشمل ما إذا كان أفراد طاقم الطائرة قد اتبعوا كتيبات السلامة بشكل غير صحيح، وإجراءات المطار لمنع اصطدام الطائرات بالطيور.

 

وذكر "آلان برايس" كبير الطيارين السابق لدى "دلتا إير لاينز" أنه سيكون من غير المناسب ربط الحادث الأخير بالحادثتين السابقتين المرتبطين بطائرة "737 ماكس" في عامي 2018 و2019.

 

وأشار إلى أن طائرة "800-737" التي تحطمت في كوريا أثبتت كفاءتها وهي مختلفة عن "ماكس"، أنها طائرة آمنة للغاية.

 

لكن رغم ذلك وحتى ظهور نتائج التحقيقات، فإن الحادثة الكورية تشكل عقبة أخرى أمام مسار "بوينج" للحفاظ على مكانتها الرائدة في صناعة الطائرات، وتعيق جهودها لاستعادة ثقة المسافرين وشركات الطيران والهيئات التنظيمية والمستثمرين وموظفيها.

 

المصادر: فاينانشيال تايمز – أسوشيتيد برس- سي إن إن – بلومبرج – واشنطن بوست

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.