نبض أرقام
04:03 م
توقيت مكة المكرمة

2025/01/11
2025/01/10

سبعة عقودٍ في عالم هوليوود: عاصمة السينما العالمية تقدم دروسًا في الاقتصاد

09:01 ص (بتوقيت مكة) أرقام

- إذا كنت ترغب في تعلم الاقتصاد، فلا تبحث عن غايتك بين كتب التحليل المالي المعقدة، بل أثْرِ مكتبتك بكتب ترفيهية وسير ذاتية لشخصيات مشهورة.

 

- تُقدّم هذه الكتب الحقائق الاقتصادية المُعقّدة بأسلوبٍ شائق وجذّاب، على غرار ما نراه في مُذكّرات تيم ماثيسون الجديدة بعنوان "سعيد جدًا بلقائك: سبعة عقود في عالم هوليوود".

 

- تجمع مُذكّرات ماثيسون بين تفاصيل مسيرته المهنية في هوليوود وتحليلات اقتصادية ضمنية، ممّا يجعلها تتجاوز مُجرّد سرد لتجارب نجم سينمائي.

 

- فبينما تُعرف هوليوود بميلها السياسي نحو اليسار، تكشف التجربة الاقتصادية لنجومها عن حجج تدعم اقتصاد السوق الحرة، وهو ما يُقدّمه ماثيسون بطريقة سلسة وجذّابة.

 

قصص ماثيسون: دروس في الاقتصاد والمنافسة

 

 

- قد تعرف تيم ماثيسون من أعماله المتنوعة مثل فيلم (Animal House) أو المسلسل الدرامي (The West Wing) وغيرها الكثير، لكن مسيرته المهنية لم تكن سلسلة من النجاحات المتتالية فحسب، بل شهدت أيضًا قرارات حاسمة ولحظات مفصلية تُعدّ درسًا في طبيعة السوق وقوانين المنافسة.

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

- عندما عُرض فيلم "Animal House" عام 1978، سطع نجم ماثيسون بفضل أدائه المذهل لشخصية "إريك أوتر ستراتون".

 

- لقد جعل نجاحُ الفيلم منه ممثلًا مطلوبًا بشدة في هوليوود، حتى إن ماثيسون يذكر أن جدوله كان حافلًا بالعمل لسنوات بعد هذا الدور.

 

- ومع ذلك، يُشير إلى أن هذا النجاح لم يكن مضمونًا على الإطلاق. ففي الواقع، رفض النجم الكوميدي الشهير تشيفي تشيس الدورَ نفسه، مُفضِّلًا مشروعًا آخر بدا واعدًا في ذلك الوقت.

 

- يُوضّح هذا القرار طبيعةَ عدم اليقين السائدة في عالم الأعمال، وهو درسٌ بليغ في تقلبات السوق التي لا يُمكن التنبؤ بها.

 

الاختيارات الصعبة في عالم غير مضمون

 

- يُبيّن ماثيسون كيف أن بعض القرارات التي تبدو للوهلة الأولى صائبة قد تُفضي إلى نتائج غير متوقعة. على سبيل المثال، رفض ماثيسون دور البطولة في فيلم إيربلاين! (Airplane!) وفضل العمل مع ستيفن سبيلبرج في فيلم (1941)، فمن الذي يستطيع رفض عرض من سبيلبرج؟!

 

- إلا أن النتيجة جاءت مُخيّبة للآمال، ما يُوضّح صعوبة التنبؤ بالنجاح حتى في الخيارات التي تبدو مُحكمة ومُدروسة.

 

- ولا تقتصر هذه النوعية من القرارات على الممثلين فحسب، بل تنطبق أيضًا على كبار رجال الأعمال وعمالقة الشركات.

 

- ويتجلّى ذلك في الأخطاء التي ارتكبتها شركات كبرى كانت في يوم من الأيام مُهيمنة على السوق، مثل شركة بلاك بيري، التي خسرت حصتها في سوق الهواتف الذكية لصالح آيفون من شركة آبل.

 

الصين ومفهوم المنافسة الاقتصادية

 

 

- يُناقش ماثيسون ضمنيًا مفاهيم أوسع، مثل الهوس الأمريكي بالصين والمخاوف من "سرقة الملكية الفكرية"، مُبينًا أن ما يُسمى بـ "الأسرار التجارية" قد لا يضمن النجاح دائمًا.

 

- ويُشير إلى أن التركيز المُفرط على حماية "الأسرار التجارية" قد يُعيق الابتكار الحقيقي، لأن النجاح الحقيقي يأتي من القدرة على توقع اتجاهات السوق المستقبلية وخلق منتجات جديدة تُغير قواعد اللعبة، بدلًا من مُجرد حماية التقنيات الحالية.

 

- فقضية "سرقة الملكية الفكرية" من الصين تُصبح هنا موضع شك، فلو كانت الصين تسعى حقًا لسرقة التكنولوجيا الناجحة، لكانت استهدفت "بلاك بيري" بدلًا من "آيفون" الذي لم يكن نجاحه مضمونًا في البداية.

 

دروس السوق الحرة في هوليوود

 

- يُبيّن ماثيسون في كتابه كيف أن الشهرة ليست سوى مرآة تعكس الإدمان والمنافسة الشرسة؛ فمجرد الجلوس على "الطاولة الخاطئة" في مطعم فاخر، أو تفويت فرصة الحديث مع أحد كبار المديرين، كان كفيلاً بإحداث تغيير جذري في مسيرة أي نجم.

 

- من خلال سرده لنجاحاته وإخفاقاته، يُقدّم ماثيسون تأملات عميقة في طبيعة عالم الأعمال والمنافسة.

 

- فبعد النجاح الساحق لفيلم مثل "Animal House" الذي أوصله إلى النجومية، أعقب ذلك اختيارات فنية أقل نجاحًا، لكنه يعتبر هذه التقلبات مثالًا حيًا على واقع السوق الحرة، حيث يجذب النجاح الاستثمارات ويُشجع الآخرين على المنافسة.

 

- وهو يؤمن بأن النجاح في هوليوود أو أي مجال آخر يعتمد على الإبداع والمخاطرة، لا على الحماية الحكومية أو التشبث بالوضع الراهن.

 

-  وهو يشدد على أهمية الحرية الاقتصادية في تمكين الأفراد من استغلال مواهبهم، وهو ما يتضح في أمثلة واقعية مثل ستيف جوبز وكيف تجاوز حدود السوق التقليدية بمنتجات مبتكرة.

 

النجومية من منظور جديد

 

 

- يوضح ماثيسون أن النجومية ليست مجرد وهج مصاحب للشهرة، بل هي مسؤولية أخلاقية ومهنية في آن واحد، مسلطًا الضوء على أهمية السلوك المهني الرفيع والعلاقات الإنسانية الطيبة في بناء مسيرة مهنية ناجحة.

 

- ويعقب بقوله إن "العمل يجلب العمل"، بمعنى أن طريقة تعامل المرء مع فريق العمل والممثلين الآخرين والموظفين قد تكون سببًا في منحه فرصًا مستقبلية أو حرمانه منها.

 

- تُسلّط هذه الحكمة الضوء على فلسفته التي تُركّز على أهمية الجهد الفردي والإخلاص في العمل.

 

- ويُشدّد على أن النجاح لا يعتمد فقط على الموهبة الفطرية، بل أيضًا على كيفية تعامل الشخص مع الآخرين، وهو درس قيّم لا يقتصر على عالم هوليوود، بل يصدُق في جميع المجالات والصناعات.

 

هوليوود نموذج مُصغّر للاقتصاد العالمي

 

- يؤمن ماثيسون بأن صناعة الترفيه نموذج مُصغّر للاقتصاد العالمي، فكما تفشل 90% من الشركات الناشئة في وادي السيليكون، فإن 90% من المشاريع التلفزيونية والأفلام في هوليوود لا تُحقق النجاح المنشود.

 

- ومع ذلك، فإن المُخاطرة الكبيرة غالبًا ما تُؤدّي إلى مكافآت أكبر. يروي ماثيسون كيف أن مشروعًا مثل (The Quest) لم يُحقق النجاح المطلوب بسبب تزامن إطلاقه مع إطلاق فيلم (Charlie’s Angels) في توقيت سيئ. ومع ذلك، كانت هذه التجربة درسًا قيّمًا في أهمية المُثابرة والابتكار.

 

- وفي جزءٍ شائق من الكتاب، يتناول المؤلّف موضوع الضرائب والاقتصاد في صناعة الترفيه. ويُشير إلى أنّ الممثّلين ورجال الأعمال في هذا المجال يواجهون واقعًا اقتصاديًا دائم التغيّر، حيث النجاحُ فيه ليس مضمونًا والدخلُ غالبًا ما يكون مُتقلّبًا ومؤقّتًا.

 

- ويطرح الكتاب تساؤلاتٍ عميقة حول السياسات التي تفرض ضرائبَ باهظة على الأثرياء، مُؤكّدًا أنّ هذا النهج قد يُثبّط الاستثمار ويضرّ بالاقتصاد برمّته.

 

- والرسالةُ التي يُمكن استخلاصها هنا هي أنّ الحرّية الاقتصادية تُشكّل أساسًا لازدهار الأعمال والإبداع في هذا القطاع.

 

الخلاصة: دروس من هوليوود للسوق الحرة

 

- لا تقتصر مُذكّرات تيم ماثيسون على استعراض مسيرته في هوليوود، بل هي بمثابة نافذة تُطلّ على مفاهيم أعمق حول المنافسة والسوق الحرة والطبيعة غير المضمونة للنجاح.

 

- لقد نجح الكتاب في رسم صورة شاملة لحياة النجم، مقدماً للقارئ دروساً اقتصادية بأسلوب سلس وغير مباشر.

 

- وبفضل أسلوب ماثيسون الشائق وتجاربه الغنية، يُقدّم الكتاب قراءة مُمتعة لكل من يهتم بفهم العلاقة بين الفن والسوق والابتكار.

 

المصدر: فوربس

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.