نبض أرقام
05:47 م
توقيت مكة المكرمة

2025/02/01
2025/01/31

الميراث والاستثمار .. كيف يجهز الأثرياء أبناءهم لمستقبل مالي واعد؟

09:55 ص (بتوقيت مكة) أرقام

اضطر رجل الأعمال إريك مالكا إلى تغيير طريقة تفكيره جذريًا عندما تحول من مالك شركة إلى مستثمر؛ ومنذ ذلك الحين، اكتسب دروسًا قيّمة ينقلها اليوم إلى أبنائه.

 

- فعندما استحوذت شركة بروكتر آند جامبل على شركته "ذا آرت أوف شيفنج" (The Art of Shaving)، التي أسسها مع زوجته ميريام زاوي عام 1996، مقابل 60 مليون دولار عام 2009، أدرك مالكا أهمية التثقيف المالي.

 

- صرح مالكا في مقابلة مرئية مع شبكة سي إن بي سي إنه عندما يحالف الحظ رواد الأعمال ويُحقّقون سيولة مالية، فإنهم يواجهون تحديًا يتمثل في إدارة الأصول دون تأهيل كافٍ.

 

- لذا ينبغي على المستثمرين التحلي بالصبر وتحقيق عوائد طويلة الأجل، في حين يميل مؤسسو الشركات غالبًا إلى التخطيط قصير الأجل، وهي عقلية مُعاكسة تمامًا.

 

- أخذ مالكا دورات تدريبية في إدارة الثروات، وقرأ كتبًا عن الاستثمار، وبات يمتلك الآن محفظة استثمارية متنوعة تشمل الأسهم والسندات والأسهم الخاصة والعقارات، مع تخصيص نحو 10% منها لاستثمارات ذات مخاطر أعلى.

 

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

كيف يجهز الأثرياء أبناءهم لمستقبل مالي واعد

الدروس المستفادة عندما تخسر أكثر قيمة من تلك التي تتعلمها عندما تنجح.

 

 

- عندما أراد مالكا تعليم أبنائه، الذين تتراوح أعمارهم بين الرابعة عشرة والسادسة عشرة، مبادئ التعامل مع المال، اعتمد منهجية التعليم بالتجربة منذ البداية.

 

- يروي مالكا أن أحد التحديات المبكرة التي واجهها مع أبنائه المراهقين تمثلت في اعتقادهم بسهولة جني المال عن طريق الاستثمار من خلال منصات التواصل الاجتماعي وما يتناقله الأصدقاء.

 

- كان ابنه الأكبر يظن أنه قادر على تحقيق عائد شهري بنسبة 20%، وهو ما وصفه مالكا بأنه "مثير للقلق الشديد".

 

- لذلك، سمح له باستثمار جزء يسير من مدخراته، أملاً في أن يتيح له ذلك فرصة للتعلم من التجربة.

 

- وبالفعل، خسر الابن 40% من استثماره بعد تداول العقود الآجلة للعملات. يقول مالكا إنه يكره أن يعرّض ابنه للفشل، لكن في بعض الأحيان، تكون الدروس المستفادة من الخسارة أثمن من تلك التي تُكتسب من النجاح.

 

تعليمُ الأبناءِ أُسسَ الاستثمار

 

 

- ترى دايزي أولارتي دي كانافوس، رئيسة وشريكة مؤسِّسة شركة التطوير العقاري "فلاج لاكشري جروب"، أنَّ تعليم الأطفال مبادئ التعامل مع المال في سنٍّ مُبكرةٍ أمرٌ بالغُ الأهمية.

 

- خصَّصت هي وزوجُها مبلغًا ماليًّا لكلٍّ من أبنائِهما الثلاثةِ في المرحلةِ المتوسطةِ ليختاروا بأنفسِهم الشَّركاتِ التي يرغبون في الاستثمارِ فيها.

 

- اختارَ الأبناء شركاتِ آبل، وأمازون، وجوجل، وعلي بابا، وقد حقَّقَت جميعُها أداءً ممتازًا باستثناءِ شركةٍ واحدة.

 

- طالما احتفظوا بأموالِهم في السوقِ وواصلوا التفكيرَ مليًّا في نهجِهم الاستثماري، فإنَّهم يضيفون كلَّ عامٍ مبلغًا إلى رصيدِهم.

 

- وأضافت دايزي أنَّ تجربتَها في الاستثمارِ العقاريِّ علَّمتها قيمةَ الصبر، موضحةً أن هذه التجربةُ أثرت في نهجها التِّجاريِّ من خلالِ التركيزِ على الاستراتيجيةِ طويلةِ الأجلِ بدلًا من السَّعيِ وراءِ المكاسبِ السَّريعة.

 

- ووصفت الأم لثلاثةِ أطفالٍ استثماراتِها الخاصَّةَ في سوقِ الأوراقِ الماليةِ بأنَّها "مُحافظةٌ للغاية"، وذلك لإدارةِ المخاطرِ الكبيرةِ التي تتحمَّلُها في أعمالِها العقاريةِ على نحوٍ أفضل.

 

- اقترحت دايزي أن يوضّح الأطفالُ أسبابَ رغبتهم في شراء أسهم مُعيّنة، مُعلّلةً ذلك بأنّ هذا الإجراء يُمكن أن يُزيلَ الغموضَ عن الاستثمار ويجعله جزءًا مُثيرًا ومُتكاملًا من تعليمهم.

 

- عقبت دايزي بقولها إنها تتحدث مع أطفالها الصغار حول المفاضلات المُترتّبة على الاستثمار بلغة يفهمونها.

 

- وتقترح دايزي أن نسأل الأطفال أسئلة من قبيل: "إذا استثمرنا 100 دولار وهبطت قيمتها 70 دولارًا في العام التالي، فما هو شعوركم؟ هل تُفضّلون إنفاقَ هذه المئة دولار اليوم على لعبة، أم تُفضّلون تحويلَها إلى 200 دولار بعد 10 سنوات عندما تُصبحون في سنّ السادسة عشرة؟".

 

- وأضافت أن تحليهم بالعقلانية والصبر وحرصهم الدائم على تأجيل الإشباع يثير دهشتها.

 

- يُذكر أن ديزي وزوجها يحتفظان بمحافظ استثمارية لكل من أطفالهما، تتكوّن في الغالب من الهدايا التي يتلقونها في المناسبات كأعياد رأس السنة.

 

- وتوضّح ديزي أنه نظرًا لأفقهم الاستثماري الطويل، فإنّ محافظهم تتكوّن من أسهم مُتنوّعة للغاية، وتخضع لإدارة مُتعدّدة، وتتميز بتكاليفها المُنخفضة.

 

- وتُطلِعُ ديزي أطفالَها على أداء محافظهم، سواءً كان إيجابيًا أم سلبيًا، كلّما طلبوا ذلك.

 

تعليم الأطفال إعداد الميزانية والادخار

 

 

- أكد مالكا أهمية تقديم النصح المالي المناسب لكل مرحلة عمرية. وهو يركز حاليًا على تعليم أطفاله كيفية وضع ميزانية شخصية، من خلال تزويدهم بمخصص شهري ثابت.

 

- في البداية، كانوا ينفقون المبلغ المخصص لشهر كامل في غضون عشرة أيام فقط.

 

- ولكن بعد المواظبة على هذا النهج لمدة ثمانية أو تسعة أشهر، أصبحوا الآن يديرون أمورهم المالية بشكل جيد، واكتسبوا مهارة قيّمة دون أن يدركوا ذلك بالكامل.

 

- يوصي مالكا بكتاب "تربية أطفال لائقين ماليًا" (Raising Financially Fit Kids) لجولين جودفري، الذي يقدم إرشادات مالية مصنفة حسب الفئة العمرية.

 

- ويقترح منح الأطفال مصروفًا شخصيًا بدءًا من الصف الأول على أبعد تقدير، والهدف من المصروف هو تمكينهم من تعلم اتخاذ قراراتهم المالية الخاصة وتحمّل تبعات هذه القرارات.

 

- ومع تقدمهم في العمر، يجب تعليمهم مفاهيم الادخار والفائدة والتمييز بين الديون الجيدة والديون السيئة.

 

مصارَحة الأبناء بشأن ميراثهم

 

 

- يُعدّ موضوعُ كيفية مُصارَحة الأبناء بشأن ميراثهم وموعدِه من بين الشواغل التي تُؤرّق الأعضاء الأثرياء في شبكة "تايجر 21" (Tiger 21) الاستشارية.

 

- يقول مايكل سونينفيلدت، مؤسس ورئيس مجلس إدارة الشبكة، إن هؤلاء الأعضاء يحرصون بالدرجة الأولى على أن ينعمَ أبناؤهم بحياة مُنتِجة ومُستقلّة، ولا يرغبون في أن تُشتّتَ معرفةُ الثروة التي سيَرِثونها انتباهَهم أو تُعيقَ مسيرتَهم.

 

- وأضاف سونينفيلدت أن نحو 70% من أعضاء الشبكة يُفضّلون الانتظار حتى يقترب أبناؤهم من سنّ الثلاثين ويُرسّخوا حياتَهم المهنية قبل الخوض في تفاصيل ما سيَرِثونه، وموعدِ ذلك.

 

- بيدَ أن نحو 30% منهم يُفضّلون البدءَ في مُصارَحة أبنائهم في أواخر سنوات المراهقة أو أوائل العشرينيات لتعليمهم كيفيةَ إدارة الثروة التي سيَرِثونها بمسؤولية وأمانة.

 

- وأكّد سونينفيلدت أن كلا النهجين مُناسب. ولكنه يقترح على الآباء تشجيعَ الحوارات المفتوحة والقائمة على القيم بشأن المال والاستثمار.

 

 

المصدر: سي إن بي سي

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.