نبض أرقام
06:45 م
توقيت مكة المكرمة

2025/02/01
2025/01/31

استطلاع: تأثير ديب سيك على أسهم العظماء السبعة سيكون محدوداً

01:30 م (بتوقيت مكة) اقتصاد الشرق

أثارت شركة الذكاء الاصطناعي الصينية الناشئة "ديب سيك" (DeepSeek) اضطراباً في الأسواق المالية في وقت سابق من هذا الأسبوع، لكن المستثمرين لا يتوقعون أن يكون لها تأثير يُذكر على أداء "العظماء السبعة"، وفقاً لأحدث استطلاع أجرته "بلومبرغ ماركتس لايف بالس" (Bloomberg Markets Live Pulse).

 

من بين 260 مشاركاً في الاستطلاع، قال 88% إن إطلاق أحدث نموذج للشركة، الذي أدى إلى محو 784 مليار دولار من مؤشر "إس آند بي 500" يوم الاثنين الماضي، سيكون له تأثير ضئيل أو معدوم على أسهم عمالقة التكنولوجيا الأميركيين في الأسابيع المقبلة. ولم يُقدِم سوى قلة من المستثمرين على تقليص تعرضهم لمؤشر "إس آند بي 500"، الذي تهيمن عليه هذه الشركات العملاقة. وفي المقابل، يرى 59% من المشاركين في الاستطلاع، الذي جرى بين 28 و30 يناير، أن سياسات الرئيس دونالد ترمب ستكون المحرك الرئيسي لتقلبات الأسهم هذا العام.

 

هيمنة التكنولوجيا واستمرار التقلبات

 

مع وصول تركز الأسهم القيادية في مؤشر "إس آند بي 500" إلى أعلى مستوى له منذ أكثر من 20 عاماً، حذر المستثمرون والاستراتيجيون مراراً من أن التقلب في الشركات ذات القيمة السوقية الضخمة، والتي كانت المحرك الأساسي لارتفاع المؤشرات، قد يؤثر سلباً على الأسواق الأوسع نطاقاً. وشهدت موجة البيع يوم الاثنين تحركات حادة، كان أبرزها انخفاض القيمة السوقية لشركة "إنفيديا" (Nvidia)، المفضلة لدى مستثمري الذكاء الاصطناعي، بمقدار 589 مليار دولار، مسجلةً بذلك أكبر خسارة يومية لأي شركة مُدرَجة في التاريخ.

 

ومع ذلك، وبعيداً عن أسهم التكنولوجيا، كان التأثير على السوق الأوسع في نطاق محدود. فقد انخفض مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.5% في ذلك اليوم، وهو أكبر تراجع له خلال 10 جلسات فقط. وارتفع المؤشر القياسي بنسبة 0.5% يوم الخميس، مقلصاً مكاسبه السابقة بعد إعلان ترمب عزمه تنفيذ تهديداته بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على كندا والمكسيك اعتباراً من الأول من فبراير. وبذلك، استعاد المؤشر معظم الخسائر التي تكبدها خلال هبوط يوم الاثنين.

 

المبتكرون في مواجهة التحدي

 

قال ستيف سوسنيك، كبير الاستراتيجيين في شركة "إنترأكتيف بروكرز" (Interactive Brokers LLC)، إن إزاحة "العظماء السبعة" عن عرشهم لن يكون سهلاً، إذ نجحت هذه الشركات في بناء حواجز تنافسية كبيرة حول أعمالها.

 

ومع ذلك، أشار إلى أن موجة البيع التي شهدتها الأسواق يوم الاثنين تُذكر وول ستريت بأن "حتى الشركات الأكثر ابتكاراً معرضة لخطر أن يتم تجاوزها". وأضاف: "عندما تحقق الشركات أرباحاً ضخمة، فمن الحتمي أن يظهر منافسون يسعون للاستفادة من جزء من هذه المكاسب".

 

لا تزال شركات التكنولوجيا الكبرى، التي أعلنت عن أرباحها هذا الأسبوع، متفائلة بشأن قدرتها التنافسية في سباق الذكاء الاصطناعي. فقد صرح مارك زوكربيرغ، الرئيس التنفيذي لشركة "ميتا بلاتفورمز" (Meta Platforms)، أن عام 2025 سيكون "عاماً مهماً حقاً" لاستراتيجية شركته في مجال الذكاء الاصطناعي. وجاءت تصريحاته بعد أن كشفت الشركة الأسبوع الماضي عن نفقات رأسمالية أعلى من المتوقع، مما أثار مخاوف بشأن قدرتها على تحقيق عوائد مالية من استثماراتها في الذكاء الاصطناعي.

 

في الوقت نفسه، قالت شركة "مايكروسوفت" إن أعمالها في الحوسبة السحابية ستواصل النمو بوتيرة بطيئة خلال الربع الحالي، حيث تكافح الشركة العملاقة لبناء مراكز بيانات كافية لتلبية الطلب على منتجات الذكاء الاصطناعي. أما "إنفيديا"، فمن المقرر أن تعلن عن نتائجها المالية في 26 فبراير.

 

رد فعل مبالغ فيه

 

عندما سُئل المشاركون في الاستطلاع عن تأثير ظهور "ديب سيك" على استثماراتهم، أفاد 63% منهم بأنهم لا يخططون لتغيير تعرضهم لمؤشر "إس آند بي 500". كما اعتبر أكثر من نصف المشاركين أن الخسائر التي شهدها السوق هذا الأسبوع كانت مبالغاً فيها، لا سيما وسط تساؤلات حول كيفية تمكن "ديب سيك" من تطوير نموذج ذكاء اصطناعي يُقال إنه كلف جزءاً بسيطاً مما أنفقه قادة الصناعة في الولايات المتحدة على نماذجهم.

 

وبالنظر إلى أن المشاركين في الاستطلاع يرون إدارة ترمب كمحفز رئيسي لحركة الأسهم هذا العام، مقارنة بالذكاء الاصطناعي، يظل الغموض قائماً حول تأثير تهديداته بفرض رسوم جمركية جديدة حتى الآن.

 

في هذا السياق، قال جو جيلبرت، مدير المحفظة في شركة "إنتجريتي أسيت مناجمنت" (Integrity Asset Management): "لا نعتقد أن تأثير السياسات سيكون محسوساً بشكل خطي، بل سيكون بشكل عرضي".

 

ومع ذلك، يتوقع مدير المحفظة الاستثمارية أن يكون عام 2025 حافلاً بالتقلبات، مع احتمال تطبيق السياسات الداعمة للأسواق، مثل تخفيض الضرائب وإلغاء الرسوم الجمركية، بشكل أكبر في النصف الثاني من العام.

 

ملاذ جديد؟

 

أدت موجة البيع التي شهدتها أسهم عمالقة التكنولوجيا الأميركيين هذا الأسبوع إلى توجه المستثمرين نحو بدائل جديدة، وكان أبرزها أسهم القيمة الأميركية، التي اختارها 39% من المشاركين في الاستطلاع كملاذ مفضل، مقارنةً بـ23% فضلوا سندات الخزانة الأميركية، و12% لجأوا إلى الدولار الأميركي.

 

اتجه المستثمرون نحو أسهم القيمة، التي تشمل كل شيء من الشركات المالية إلى أسهم الرعاية الصحية والصناعات، وهي قطاعات عادةً ما تكون أكثر تأثراً بالتقلبات الاقتصادية. وقد أدى هذا إلى دعم صناديق مثل "فانغارد إس آند بي 500 فاليو إندكس فاند إي تي إف" (Vanguard S&P 500 Value Index Fund ETF)، الذي يضم شركات رائدة مثل "جونسون آند جونسون" (Johnson & Johnson) و"بروكتر آند غامبل" (Procter & Gamble) و"كوكا كولا" (Coca-Cola).

 

يُظهر أداء الصندوق تفوقاً طفيفاً على نظيره "فانغارد إس آند بي 500 جروث إندكس فاند إي تي إف" (Vanguard S&P 500 Growth Index Fund ETF) بفارق أقل من نقطة مئوية واحدة خلال يناير، بعد أربعة أشهر متتالية من الأداء الضعيف، بحسب بيانات جمعتها "بلومبرغ". وإذا استمر هذا الاتجاه حتى يوم الجمعة، فسيكون أكبر فارق شهري بينه الصندوقين منذ أغسطس.

 

لا يزال المشاركون في الاستطلاع متفائلين بشأن مؤشر "إس آند بي 500"، حيث يتوقعون ارتفاع المؤشر في المتوسط إلى 6,500 نقطة بحلول نهاية العام، ما يمثل ارتفاعاً بنسبة 7.1% مقارنة بإغلاق يوم الخميس.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.