- يعتمد الاقتصاد المعرفي على فكرة أساسية مفادها أن المعرفة هي المحرك الرئيسي للنمو الاقتصادي؛ فهو نظام يعتمد على الإنتاج والاستهلاك القائمين على "رأس المال الفكري"، من خلال تسخير من الاكتشافات العلمية والأبحاث التطبيقية لتحقيق التنمية.
- ويُعد هذا النوع من الاقتصاد عنصراً هاماً في معظم الدول المتقدمة، إذ تُشكّل الأصول غير الملموسة، مثل قيمة المعرفة والخبرات التي يتمتع بها العاملون وحقوق الملكية الفكرية، جزءاً كبيراً من القيمة الإجمالية.
فهم اقتصاد المعرفة
- تركز الاقتصادات النامية بشكل كبير على قطاعيِ الزراعة والصناعة، بينما تتمتع الدول المتقدمة بحصة أكبر من الأنشطة الخدمية، بما في ذلك الأنشطة الاقتصادية القائمة على المعرفة، كالبحث والدعم التقني والاستشارات.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
- ويُعد اقتصاد المعرفة سوقًا لإنتاج الاكتشافات العلمية والهندسية وبيعها، إذ يمكن تحويل هذه المعرفة إلى سلع ملموسة في شكل براءات اختراع أو غيرها من أشكال حماية الملكية الفكرية.
- كما يُعدّ منتجو هذه المعلومات، كالخبراء العلميين ومختبرات الأبحاث، جزءًا لا يتجزأ من هذا الاقتصاد.
- ومع تأثير العولمة، التي حملت في طياتها أفضل الممارسات من مختلف الاقتصادات، بات الاقتصاد العالمي يعتمد بشكل متزايد على المعرفة.
- كما تُوجد العوامل القائمة على المعرفة اقتصادًا عالميًا مترابطًا، حيث تُعتبر الخبرة البشرية والأسرار التجارية موارد اقتصادية قيّمة.
- إلا أن المبادئ المحاسبية المقبولة عمومًا لا تسمح للشركات بإدراج هذه الأصول في ميزانياتها العمومية.
- ويُعزى التوجه الحديث نحو تسويق البحوث الأكاديمية والعلوم الأساسية إلى دوافع حكومية لتحقيق تفوق عسكري.
اقتصاد المعرفة ورأس المال البشري
- يستكشف اقتصاد المعرفة الكيفية التي يمكن بها توظيف التعليم والمعرفة و"رأس المال البشري" بوصفها أصول إنتاجية أو منتجات تجارية تُباع وتُصدَّر لتحقيق مكاسب للأفراد والشركات والاقتصاد الوطني.
- يعتمد هذا الجانب من الاقتصاد بشكل كبير على القدرات الذهنية بدلًا من الموارد الطبيعية أو المدخلات المادية.
- وتُسهم المنتجات والخدمات القائمة على الخبرة الفكرية في تطوير المجالات التقنية والعلمية ضمن اقتصاد المعرفة، مما يُحفِّز الابتكار في الاقتصاد ككل.
- ويُعرِّف البنك الدولي اقتصادات المعرفة بالاستناد إلى أربع دعائم أساسية، هي:
1- الأُطر المؤسسية: التي تُوفِّر الحوافز لريادة الأعمال وتوظيف المعرفة.
2- توافر القوى العاملة المُدرَّبة: ونظام تعليمي ذي جودة عالية.
3- إمكانية الوصول إلى البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات.
4- بيئة ابتكارية حيوية: تشمل الأوساط الأكاديمية والقطاع الخاص والمجتمع المدني.
مثال على اقتصاد المعرفة
- تُعد المؤسسات الأكاديمية، وشركات البحث والتطوير، والمبرمجون الذين يُطورون برامج ومحركات بحث للبيانات، والعاملون في القطاع الصحي الذين يستفيدون من البيانات الرقمية لتحسين العلاجات، عناصرَ أساسية في اقتصاد المعرفة.
- ينقل هؤلاء "السماسرة" المعرفيون نتائج أبحاثهم إلى العاملين في القطاعات التقليدية، كالمزارعين الذين يستخدمون التطبيقات والحلول الرقمية لإدارة محاصيلهم بكفاءة أكبر.
- كما تشمل هذه القطاعاتُ أيضاً الإجراءات الطبية المتقدمة القائمة على التكنولوجيا، مثل الجراحات بمساعدة الروبوت، والمدارس التي تُقدم مساعدات تعليمية رقمية ودورات تدريبية عبر الإنترنت لطلابها.
ما هو حجم اقتصاد المعرفة؟
- يصعب تحديد قيمة دقيقة لاقتصاد المعرفة العالمي، نظراً لعدم وجود تعريف واضح ومحدد له على غرار قطاع الصناعة.
- ومع ذلك، يمكن تقدير حجمه بشكل تقريبي من خلال قياس بعض مكوناته الرئيسية.
- ففي عام 2023، بلغ إجمالي سوق الملكية الفكرية في الولايات المتحدة 62.18 مليار دولار، وفقاً لغرفة التجارة الأمريكية، بينما وصل حجم سوق مؤسسات التعليم العالي في البلاد إلى 818.6 مليار دولار.
ما هي المهارات الأكثر قيمة في اقتصاد المعرفة؟
- يُعد التعليم العالي والتدريب المهني من الركائز الأساسية لاقتصاد المعرفة، إلا أن مهارات التواصل والعمل الجماعي لا تقل أهمية، كما تؤكد منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية.
- فمن النادر أن يتمكن فرد بمفرده من تحقيق ابتكارات رائدة، لذا فإن هذه الكفاءات الشخصية ومهارات العمل ضرورية للنجاح في بيئة عمل تعتمد على المعرفة.
أي الدول تتصدر اقتصادات المعرفة؟
- يُقاس أداء اقتصاد المعرفة من خلال مؤشر المعرفة العالمي الذي يُصدره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والذي حل محل مؤشر اقتصاد المعرفة التابع للبنك الدولي عام 2012.
- يُقيّم هذا المؤشر أداء كل دولة بناءً على "العوامل المُعزِّزة" لاقتصاد المعرفة، والتي تشمل: مستويات التعليم، والتدريب التقني والمهني، والابتكار، وتكنولوجيا الاتصالات.
- وقد تصدرت سويسرا قائمة اقتصادات المعرفة، مُحرِزةً نسبة 69.1% عام 2023، تلتها السويد بنسبة 68.0%، ثم الولايات المتحدة بنسبة 66.9%.
خلاصة القول
- يُشير مصطلح "اقتصاد المعرفة" إلى تسويق الجهود الفكرية، حيث يستفيد هذا النوع من الاقتصاد من الأبحاث والاكتشافات العلمية.
- ويُعدّ عنصراً هاماً في الاقتصادات المتقدمة، كسويسرا والسويد والولايات المتحدة، ولكنه ليس حِكراً عليها، بل يشمل جميع دول العالم. وتلعب الملكية الفكرية دوراً محورياً في هذا الاقتصاد.
- لسوء الحظ، لا تعترف مبادئ المحاسبة المقبولة عموماً بهذه الأصول في الميزانيات العمومية للشركات، مما يجعل تحديد ملكيتها أمراً متعذراً عن طريق التحليل المحاسبي.
المصدر: إنفستوبيديا
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}