بعد توقف طويل .. واشنطن ولندن تستأنفان المحادثات التجارية

قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة استأنفتا المحادثات التجارية المتوقفة منذ فترة طويلة، في حين أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن "صفقة اقتصادية جديدة" بين البلدين.

ترمب قال خلال مؤتمر صحفي مشترك الخميس في واشنطن، إن الصفقة يمكن أن تتم "بسرعة كبيرة" لمساعدة المملكة المتحدة على تجنب التعريفات الجمركية التي هدد بها ترمب كثيراً.

وبينما لم يوضح أي من الزعيمين نوع الاتفاق، قال ترمب إن مسؤولي الإدارة بما في ذلك نائب الرئيس جيه دي فانس، بدأوا بالفعل العمل عليه.

وقال ترمب للصحفيين في البيت الأبيض: "سنحصل على اتفاقية تجارية رائعة بطريقة أو بأخرى". "سننتهي باتفاقية تجارية جيدة جداً لكلا البلدين، ونحن نعمل على ذلك أثناء حديثنا".

جاء استئناف المحادثات التجارية بين الولايات المتحدة والمملكة المتحدة بينما أثنى ترمب بشدة على ستارمر خلال زيارته الأولى إلى البيت الأبيض، واصفاً إياه بأنه "مفاوض صعب" بعد محادثة شملت أيضاً إمكانية التوصل إلى اتفاق سلام في أوكرانيا. وأضاف ترمب مازحاً: "لست متأكداً إن كنت أحب ذلك، لكنه لا بأس به"، مما أثار ضحك ستارمر.

تخفيف الضغوط عن المملكة المتحدة

من المحتمل أن يكون هذا الاستقبال موضع ارتياح لرئيس الوزراء البريطاني، الذي كان يستعد لمواجهة تعريفات جمركية أميركية محتملة على السلع البريطانية، والتي قد تزيد من الركود الاقتصادي الذي تعاني منه البلاد.

في المقابل، يواجه الاتحاد الأوروبي الآن هذا التهديد، بعد أن ألمح ترمب إلى فرض تعريفات جمركية بنسبة 25% على دول التكتل، وذلك بعد لقائه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في وقت سابق من الأسبوع.

العلاقات مع كندا لم تكن أفضل حالاً، حيث أصر ترمب على أن التعريفات المؤجلة بنسبة 25% على السلع من كندا، ستدخل حيز التنفيذ في 4 مارس.

بريطانيا تسعى إلى اتفاق تجاري منذ "بريكست"

سعت الحكومات البريطانية المتعاقبة إلى التوصل إلى اتفاق تجاري مع الولايات المتحدة، منذ أن قررت المملكة المتحدة مغادرة الاتحاد الأوروبي في عام 2016. فقد عُد إبرام اتفاق مع أكبر اقتصاد في العالم، ميزة رئيسية للتصويت على "بريكست".

خلال ولايته الأولى، وعد ترمب رئيسة الوزراء آنذاك تيريزا ماي باتفاق تجاري "رائع"، وعقدت الحكومات المحافظة اللاحقة عدة جولات من المحادثات.

لكن المفاوضات تعثرت بسبب رفض المملكة المتحدة خفض معاييرها الزراعية، ثم تم تعليقها لاحقاً من قبل الرئيس جو بايدن الديمقراطي، ضمن تراجع عام عن مفاوضات التجارة الحرة.

اتفاق محتمل رغم الخلافات السياسية

بينما دعا ستارمر إلى علاقات أوثق مع الاتحاد الأوروبي، قد يرى بعض مؤيدي "بريكست" أن اتفاقاً تجارياً مع الولايات المتحدة يمكن أن يعزز انفصال بريطانيا عن بروكسل.

ومع ذلك، فإن دور جي دي فانس، الذي دخل في جدال مع ستارمر داخل المكتب البيضاوي بشأن القيود البريطانية على حرية التعبير، قد يثير قلق المسؤولين البريطانيين الذين يخشون أن تسعى الولايات المتحدة إلى إدراج تنظيمات وسائل التواصل الاجتماعي في المفاوضات.

كان ترمب واضحاً في أنه لم يتم التوصل إلى اتفاق بعد، لكنه قال: "أعتقد أننا قد نتوصل إلى شيء متفق عليه قريباً جداً، حتى لو كان على سبيل الإمكانيات المشتركة".

كما مازح قائلاً إن ستارمر "يعمل بجد" لإقناعه بعدم فرض تعريفات جمركية على الواردات البريطانية. وأضاف ترمب: "أعتقد أننا قد ننتهي باتفاق تجاري حقيقي حيث لن تكون هناك حاجة للتعريفات".

ستارمر يحاول تحقيق التوازن

يحاول ستارمر المناورة بحذر للحفاظ على علاقات قوية مع كل من الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وهما أكبر شريكين تجاريين للمملكة المتحدة.

وضع ترمب أوكرانيا في موقف صعب مؤخراً بعد وصفه الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بـ"الديكتاتور"، مما أدى إلى تصاعد التوترات، لكن خلال المؤتمر الصحفي يوم الخميس، بدا أن ترمب قد نسي الحادثة.

ستارمر يدعو لدور أكبر في أوكرانيا

تعهد ستارمر بوضع "جنود على الأرض وطائرات في الأجواء" كجزء من اتفاق لحفظ السلام في أوكرانيا، ويأمل أن تكون الولايات المتحدة بمثابة "ضامن أمني" لهذا الاتفاق.

من جهته، من المقرر أن يلتقي ترمب بالرئيس زيلينسكي يوم الجمعة لمناقشة صفقة للمعادن الاستراتيجية، والتي قد تكون بمثابة تعويض عن استمرار الدعم الأميركي لأوكرانيا.

يأمل ستارمر أن تساهم المفاوضات الجارية بين المملكة المتحدة والولايات المتحدة في تعزيز التعاون الدفاعي، مع إبقاء بريطانيا خارج دائرة التعريفات الحمائية التي يسعى ترمب إلى فرضها.

اتفاق يركز على التكنولوجيا

قال ستارمر: "لقد قررنا اليوم المضي قدماً في العمل على اتفاق اقتصادي جديد يتمحور حول التكنولوجيا المتقدمة".

وأضاف: "سنعمل أيضاً لتحقيق بعض الإنجازات الاقتصادية الكبرى، التي يمكن أن تعود بالفائدة على كلينا".