نبض أرقام
02:06 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/04/02
2025/04/01

البقاء للأذكى: استراتيجيات التكيف السريع في مواجهة الأزمات

2025/03/21 أرقام

لا توجد شركة محصنة ضد الأزمات؛ فسواء كانت كارثة طبيعية، أو أزمة اقتصادية، أو حتى تحولات طارئة في السوق، فإن القدرة على التأقلم السريع تُعد ضرورة حتمية للبقاء واستدامة الأعمال.

 

يميل رواد الأعمال الناجحون إلى التركيز على المشكلات قبل التفكير في الحلول. ويُعزى ذلك إلى أن الانشغال المفرط بحل مُعين قد يُفضي إلى إغفال الاحتياجات الحقيقية والمُتغيرة للعملاء؛ أما التفكير في المشكلة، فيُتيح إجراء تقييم مستمر للأولويات والسعي نحو تحقيق التأثير الأكبر.

 

ويتجلى ذلك بوضوح في تحوّل منصة "زووم" من مجرد أداة تواصل مُخصصة للشركات إلى وسيلة أساسية للمدارس والأفراد على حد سواء خلال جائحة كوفيد-19، الأمر الذي عزز مكانتها في السوق على المدى الطويل من خلال الاستجابة الفعالة لمشكلة عالمية مُلحة.

 

أيضًا عندما داهمت حرائق الغابات مدينة لوس أنجلوس، تحول تركيز شركة "ريلم" من تقديم خدمات تجديد المنازل القديمة وترميمها إلى معالجة الأزمة الطارئة ومساعدة المتضررين في إعادة بناء منازلهم من الأساس.

ومن صميم هذه التجربة، استنبط صاحب الشركة 3 دروس جوهرية حول أهمية التكيف السريع في خضم الأوقات العصيبة.

 

وهنا ينبغي الإشارة إلى أن القدرة على التكيف السريع لا تعني التخلي عن الهوية الأساسية للشركة، بل تتمحور حول إعادة توجيه نقاط القوة الكامنة لمواجهة الاحتياجات المُلحّة.

 

 

للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام

 

استراتيجيات التكيف السريع في مواجهة الأزمات

1- تحديد الاحتياجات الناشئة ومواءمتها مع نقاط القوة الأساسية لعلامتك التجارية

 

 

- عند مجابهة الأزمات، ينبغي للمرء أن يطرح 3 أسئلة جوهرية: ما مكامن قوتنا؟ وأين تكمن خبرتنا؟ وما الجهة التي نخدمها؟

 

ولنأخذ مثال شركة "ريلم" أعلاه:

 

أولاً: ما مكامن قوة الشركة؟

 

لطالما دأبت الشركة على مساعدة أصحاب المنازل في إدارة المشاريع المعقدة وطويلة الأمد.

 

ثانيًا: أين تكمن خبرتها؟

 

- لقد كانت مدينة لوس أنجلوس على الدوام أكبر أسواقها ومركزًا لعملياتها.

 

ثالثًا: ما الجهة التي تخدمها الشركة؟

 

- هنا طرأ التغيير الجوهري؛ فبدلًا من خدمة العملاء الذين ينوون تجديد منازلهم، وجهت الشركة جلّ جهودها لمساعدة أولئك الذين فقدوا منازلهم على نحو مفاجئ.

 

- والشاهد هنا أن هذا التحول لم يكن مجرد استجابة طارئة للأزمة، بل كان بمثابة فرصة سانحة لإعادة تحديد دور الشركة في السوق.

 

- لقد لجأت الشركة إلى تكييف خدماتها لتلبية الاحتياجات المستجدة، مثل مساعدة العملاء في مطالبات التأمين، والحصول على تراخيص إعادة البناء، وإيجاد مقاولين موثوقين في ظل انتشار عمليات الاحتيال التي تعقب الكوارث.

 

- وبالمثل، بادرت شركة "إير بي إن بي" أيضًا بالتحرك بعد حرائق الغابات، التي شردت الآلاف من الأشخاص، من خلال توسيع برنامج "المنازل المفتوحة" لتقديم سكن مؤقت مجاني للمهجرين من حرائق الغابات وفرق الاستجابة الأولية.

 

إشراك فريق العمل والعملاء في عملية التحول

 

 

- بعد تحديد الوجهة الاستراتيجية الجديدة، يتطلب الأمر ضمان توافق فريق العمل والعملاء مع هذه الرؤية المُستجدة.

وتحقيقًا لهذه الغاية، يُنصح بانتهاج 3 خطوات محورية:

 

- توضيح الرؤية: يجب التوضيح بأن هذا التحول ليس مجرد فكرة عابرة، بل هو قرار استراتيجي مُحكم يستوجب التنفيذ العاجل.

 

- وينبغي أن يُدرك فريق العمل أن الشركة ليست بصدد التفكير في إجراء ما، بل هو قيد التنفيذ الفعلي، وأنكم ستحددون مساره معًا.

 

- ولا تنس أن السرعة والمرونة أمران أساسيان، لذا كن صريحًا بشأن وتيرة التغيير المطلوبة من جميع أعضاء الفريق.

 

- شرح الأسباب: من الضروري أن يستوعب الجميع أن الهدف الأسمى يتمثل في تلبية احتياجات العملاء المتضررين، الأمر الذي سيُعزز بدوره قيمة أعمال الشركة ومكانتها.

 

- الوضوح بشأن المهام الضرورية: من الأهمية بمكان في وقت الأزمات، تحديد الأولويات والتركيز على المهام ذات الأثر الأكبر، مع تجنيب الفريق الانشغال بمهام ثانوية أو غير ضرورية.

 

- أما فيما يتعلق بالعملاء، فتقتضي الضرورة بناء جسور من الثقة عبر التواصل الشفاف والصريح.

 

- ففي الأوقات العصيبة، يزداد حذر العملاء خشية الوقوع ضحية للاستغلال، لذا يجب على الشركة أن تُبين لهم بصدق وشفافية أسباب كونها مؤهلة لتقديم العون والمساعدة، استنادًا إلى خبراتها الراسخة وسوابق أعمالها.

 

3- سرعة التكيف مع ضمان الاستدامة

 

 

- يستلزم التعامل مع الأزمات استجابةً فورية وسريعة، بيد أنه من الضروري تحقيق ذلك دون المساس بمبدأ الاستدامة.

 

- يقتضي التكيف الناجح وضع خطط زمنية محددة المعالم واتخاذ قرارات حاسمة مع الاستعداد لإجراء التعديلات اللازمة عند الاقتضاء.

 

- وينبغي أن يكون هناك إيمان راسخ بأن وتيرة التحول يجب أن تُقاس بالأيام والساعات، لا بالأسابيع والأشهر.

 

وعليه، يصبح من الضروري وضع جدول زمني واضح يحدد التوجيهات والنتائج المنشودة.

 

- ولا يخفى على أحد أن التأقلم مع الأزمات يتطلب قدرا من المجازفة وخوض غمار التجارب في ميادين لم يتم خوضها من قبل.

 

- وإذا ما أقدمت على ذلك دون فهم واضح لمعنى النجاح والأمد الزمني اللازم لتحقيقه، فقد ينتهي بك المطاف إلى مبادرات مُطولة تُعيق سير الأمور.

 

- عوضًا عن ذلك، حدد أُطرًا زمنية واضحة المعالم: كيف يمكنك اختبار فكرة ما في غضون 24 ساعة بدلًا من أسبوعين؟ تقبل حقيقة أنه قد يتم التضحية ببعض الدقة لصالح السرعة.

 

- وعندما يطرأ التغيير بوتيرة متسارعة، قد يُحدث ذلك شيئًا من الارتباك والفوضى، لذا يصبح من الضروري إسناد مسؤوليات واضحة ومُحددة.

 

- تأكد من أن أعضاء الفريق على دراية تامة بمسؤولياتهم وأنهم يشعرون بالتمكين اللازم لتجاوز العقبات.

 

 

خلاصة القول:

 

- لا تقتصر القدرة على التكيّف في وجه الأزمات على مجرد الاستجابة الفورية، بل تتعداها لتشمل امتلاك القدرة على تحديد المشكلات الحقيقية بهدف إيجاد حلول استباقية لها، والتواصل بوضوح وشفافية مع الفريق والعملاء على حد سواء، وتحقيق موازنة دقيقة بين سرعة الإنجاز واستدامة النتائج.

 

- فالشركات التي تنجح في تحقيق هذه الغاية لا تتجاوز الأزمات فحسب، بل تخرج منها أكثر قوة ومرونة، وعلى استعداد لتحويل التحديات إلى فرص جديدة.

 

المصدر: إنتربرينير

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.