تتمتع جنوب إفريقيا بواحد من أفضل أنظمة التعليم في إفريقيا، حيث توفر لطلابها تعليمًا عالي الجودة يزود الجيل القادم بالأدوات اللازمة للنجاح، لكن يبرز التساؤل هنا وهو: كيف تغلب النظام على تعدد اللغات الرسمية؟
مدارس مختلفة
تضم الدولة مجموعة من المدارس منها الحكومية التي تتلقى دعمًا جزئيًا من الدولة، لكن لا يوجد سوى عدد قليل من المدارس المجانية منها والتي تقتصر على أفقر المناطق، أما المدارس الخاصة فهي أغلى كثيرًا وغالبًا ما تقدم مستوى تعليميًا أعلى.
للاطلاع على المزيد من المواضيع والتقارير في صفحة مختارات أرقام
التعليم المنزلي
بعد جائحة كوفيد-19، أصبح التعليم المنزلي خيارًا أكثر شيوعًا للطلاب الباحثين عن تجربة تعليمية فريدة ومخصصة، وغالبًا ما يكون أرخص من التعليم التقليدي، إلا أنه يتطلب المزيد من الاهتمام والدعم، إلى جانب الاهتمام بالأنشطة اللامنهجية والرحلات الميدانية والتواصل الاجتماعي.
اللغات
لطالما استخدمت اللغة كأداة سياسية في جنوب إفريقيا، ويعود ذلك للمستعمرين الإنجليز والهولنديين المتنافسين من القرن السابع عشر إلى أوائل القرن العشرين، مع سعي كل مجموعة إلى فرض سيطرتها اللغوية والاقتصادية والاجتماعية.
لغة التدريس
تعد الإنجليزية هي لغة التدريس في معظم مدارس جنوب إفريقيا، رغم أن هناك 12 لغة معترفًا بها رسميًا في البلاد، لكن يمنح القانون الحق لكل فرد في الحصول على التعليم باللغة الرسمية أو اللغات التي يختارها، وتسعى الحكومة لتغيير هذا الوضع.
سياسة جديدة
في مايو 2024، أعلنت وزارة التعليم الأساسي سياسة جديدة تمكن المدارس من التدريس بلغات التلاميذ الأم حتى الصف الثالث، ثم التحول كليًا للإنجليزية في الصف الرابع، أي استخدام اللغة الإنجليزية إلى جانب اللغات الأم في التعلم، مع تدريس الإنجليزية كمادة دراسية من الصف الرابع إلى السابع.
أيهما أفضل التعلم
هناك أبحاث واسعة من جنوب إفريقيا وأماكن أخرى في العالم تظهر أن المتعلمين يستفيدون أكثر من التعلم باللغة الأم مع تعلم اللغة الإنجليزية كمادة دراسية وأداة لتعزيز تعليم اللغة الأم.
تجارب فعلية
تستخدم بالفعل اللغات الأم كأساس للتعلم إلى جانب لغة أو لغات أخرى بصورة غير رسمية في العديد من الفصول الدراسية في جنوب إفريقيا، حيث تُدرس المواد الدراسية بلغات أو أنواع مختلفة تسمى أحيانًا باللهجات، وكثير منها ليس من اللغات الرسمية الاثنتي عشرة في البلاد.
حتى الاختبارات
في عام 2020، أصبح بإمكان طلاب الصف الثاني عشر في مقاطعة كيب الشرقية اختيار أداء امتحاناتهم التجريبية -التي تُمهد لامتحانات نهاية الدراسة- في الرياضيات والعلوم باللغة الخوسية، وهي الأكثر شيوعًا بالمقاطعة.
نموذج ناجح
تعد فيتنام نموذجًا جيدًا آخر لنجاح هذا النهج، حيث يتحدث العديد من المتعلمين لغات الأقليات، ويتم تعليمهم بهذه اللغات في سنوات تكوينهم أثناء تعلمهم اللغة الفيتنامية كجزء من نهج ثنائي اللغة قائم على اللغة الأم، ما أدى لتحسين النتائج التعليمية للبلاد بشكل كبير.
الخلاصة
السياسة الجديدة التي تتبعها جنوب إفريقيا ليست فريدة من نوعها، لأن العديد من الدول اعتمدت على التعليم ثنائي اللغة الذي يعتمد في الأساس على اللغة الأم منها فرنسا واليابان والصين ونيوزيلندا، وحتى ويلز التي منحت الأولوية للغة الويلزية إلى جانب الإنجليزية.
المصادر: ذا كونفرزيشن – موقع "وايز موف"
كن أول من يعلق على الخبر
تحليل التعليقات: