انتقد المهندس عبد الله الحصين وزير المياه والكهرباء استهلاك مدينة حائل الكبير من المياه، وذلك خلال كلمة ألقاها في حفل تدشين مشاريع شركة «المراعي»، حيث قال: «إن ما تستهلكه منطقة حائل لإنتاج محاصيلها الزراعية قرابة مليارين وثلاثمائة متر مكعب سنويا، وللأعلاف وحدها مليار وأربعمائة مليون متر مكعب سنويا، وإذا قارنا ذلك باستهلاك المنطقة لمياه الشرب، وهو 32 مليون متر مكعب سنويا، لوجدنا أن ما تستهلكه المنطقة زراعيا في السنة الواحدة يعادل الاستهلاك السنوي لـ70 سنة وللأعلاف 45 سنة».
جاء ذلك خلال حفل افتتاح شركة «المراعي» لمشاريع الدواجن في منطقة حائل، أمس، برعاية الأمير سعود بن عبد المحسن أمير منطقة حائل، وبحضور عدد من الوزراء والمسؤولين ورجال الأعمال.
وبيّن الحصين أن الاستمرار على هذا المعدل من الاستهلاك لمياه أحفورية غير متجددة، يعني تهديدا صارخا مباشرا لأهم مقومات المنطقة ونمائها للقطاع السكني.
وأوضح أن صناعة الألبان مستهلك مباشر لهذه المياه عند زراعة الأعلاف محليا، بمعدل 500 لتر ماء لكل لتر حليب، مبينا أن صناعة الألبان الطازجة تنمو بمعدل يتجاوز 10 في المائة سنويا، وهو ما سيضاعف كمياتها في أقل من سبع سنوات، مما سيضاعف حاجة إنتاج هذا الكم من الأعلاف والماء.
ودعا وزير المياه والكهرباء الشركات الزراعية إلى إيقاف زراعة الأعلاف، وأن تحذو حذو قرار شركة «المراعي» بإيقاف زراعة الأعلاف محليا بالكامل، آملا أن يكون ذلك في أسرع وقت وعاجلا.
وأوضح أمير منطقة حائل أن مثل هذه المشاريع تزيد من فرص العمل بالمنطقة، وأن موقع حائل الجغرافي جاذب، آملا أن تكون حائل المركز الارتكازي للصناعة الزراعية بالسعودية.
وقال الأمير سلطان بن سعود الكبير رئيس مجلس إدارة شركة «المراعي»: «إن افتتاح المراعي لأحد أهم مصانع إنتاج الدواجن في العالم باستثمار تجاوز خمسة مليارات ريال يعزز من مشاركتنا في عملية التنمية المستدامة في السعودية، ونسعى من خلال أعمالنا إلى رفع سمعة الصناعة السعودية لتنافس على المستوى الدولي».
وأشار إلى أن مشروع الدواجن يوفر ثلاثة آلاف فرصة عمل، لافتا إلى أن طاقة المصنع الإنتاجية تبلغ 200 مليون طائر سنويا.
وقال الدكتور محمد الجاسر وزير الاقتصاد والتخطيط إنه من المهم زيادة إسهام القطاع الخاص وتعزيز دوره كوسيلة من أهم وسائل تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تستهدفها الدولة، فالقطاع الخاص يمثل أهم المحاور التي ترتكز عليها استراتيجية التنمية بعيدة المدى، خاصة في تحقيق أهداف تنويع القاعدة الاقتصادية وخلق فرص العمل والمساهمة في تحقيق التنمية المتوازنة.
وكشف أن نسبة الاكتفاء الذاتي المحققة من الإنتاج المحلي للدواجن نحو 45 في المائة، مما يعني وجود فرصة لزيادة الإنتاج المحلي من قبل المنتجين والمستثمرين، وولوج شركة «المراعي» في هذا الإنتاج يدل على وعي ودراية بمكامن الاستثمار المجدي المتعدد المنافع والإيجابيات.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}