وضعت شركات الاتصالات الثلاث المشغلة للهاتف الجوال في السعودية موسم الحج لهذا العام ميدانا جديدا للمنافسة على كعكة السوق المحلية، في ظل ارتفاع عدد حجاج الخارج، الذين يبلغ عددهم نحو 1.7 مليون حاج سنويا، مما يعطي شركات الاتصالات المزودة للخدمة في البلاد فرصة تسويق أكثر من مليون شريحة اتصال جديدة خلال تلك الفترة.
وحسب معلومات خاصة حصلت عليها «الشرق الأوسط» أمس فإن شرائح الاتصال مسبقة الدفع التي يجري تسويقها في موسم الحج باتت سببا كبيرا في زيادة حدة المنافسة بين شركات الاتصالات المشغلة لخدمات الهاتف الجوال، وسط سعي شركات الاتصالات السعودية إلى الاستفادة من تسويق شرائح الاتصال، بالتزامن مع رفع مستوى جودة خدمات الإنترنت في المشاعر المقدسة.
وفي هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» أمس أن شركة «زين» السعودية ستسعى خلال الفترة القريبة المقبلة إلى زيادة حدة منافستها على خدمات النطاق العريض والإنترنت في المملكة، وحسب مصادر مطلعة فإن الشركة تنوي ضخ مزيد من المنتجات الجديدة المبتكرة للمنافسة على أكبر قدر ممكن من حصة السوق المحلية.
وفي هذا السياق، من المتوقع أن تقدم شركات الاتصالات المشغلة للهاتف الجوال في السعودية أكثر من مليون شريحة اتصال جديدة مسبقة الدفع خلال موسم «الحج» المقبل، إذ سيجري تسويق 70 في المائة من هذه الشرائح على الحجاج وقاصدي المملكة من زوار الخارج، بينما ستكون النسبة الأخرى موجهة إلى بقية أسواق المملكة، وسط توقعات بأن تكون هناك حزمة من العروض الجديدة التي تستهدف الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من السوق المحلية.
وفي هذا السياق أكد الدكتور غانم السليم الخبير الاقتصادي لـ«الشرق الأوسط» أمس أن شركات الاتصالات السعودية عادة ما تحقق مستوى ربحية أعلى في الأشهر الأخيرة من كل عام، وقال: «مستويات الربحية هذه ترتفع بشكل ملحوظ بسبب موسمي الحج والعمرة، حيث يجري بيع حجم كبير من شرائح الاتصال، وسط منافسة عريضة على تقديم خدمات الإنترنت».
وأشار السليم إلى أن ارتفاع حدة المنافسة في قطاع الاتصالات الجوال أصبح يمثل فرصة مناسبة للمستهلك، موضحا أن ارتفاع حجم المنافسة بين الشركات المشغلة لخدمات الهاتف الجوال يزيد فرصة انخفاض مستويات الأسعار، وتحسن معدلات الجودة.
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي دشنت فيه هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية قبل أسبوعين حملة جديدة تستهدف إيقاف الرسائل الاختراقية التي تجتاح مشتركي الهواتف الجوالة في البلاد، ويأتي ذلك في الوقت الذي يشكو فيه مشتركو الهواتف الجوالة من رسائل دعائية واختراقية تقتحم هواتفهم في أوقات متفرقة.
ودعت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات السعودية مشتركي الهواتف الجوالة في البلاد إلى ضرورة تقديم شكوى «إزعاج» على موقع الهيئة الإلكتروني ضد مصدر الرسالة الدعائية، موضحا من خلال الشكوى المقدمة البيانات المطلوبة لإتمام هذه العملية، وذلك لمعاقبة الجهة المسؤولة عن هذه الرسالة.
وكشفت مصادر مطلعة لـ«الشرق الأوسط» حينها أن الشركات الثلاث المشغلة لخدمة الهواتف الجوالة في البلاد أشعرت هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات بعدم مسؤوليتها عن الرسائل الاختراقية التي تقتحم الهواتف الجوالة، وسط تأكيدات المصادر ذاتها أن مصدر هذه الرسائل عادة ما تكون شركات تسويقية تستهدف الهواتف الجوالة للمشتركين، من خلال الحصول على قوائم معينة لأرقام الهواتف المستهدفة.
وتسعى السعودية إلى ضبط عملية الرسائل الدعائية التي تقتحم الهواتف الجوالة في البلاد، إذ تمثل هذه الرسائل سوقا سوداء غير منظمة من جهة، وتتسبب في كثير من الإزعاج لمشتركي الهواتف الجوالة من جهة أخرى، حيث لا يراعي مصدرو هذه الرسائل أوقات الإرسال، التي كثيرا ما تكون في ساعات متأخرة من الليل.
جدير بالذكر أن ثلاث شركات مشغلة للهواتف الجوالة تقدم خدماتها في السوق السعودية خلال هذه الفترة، وهي كل من: شركة الاتصالات السعودية «إس تي سي»، وشركة «موبايلي»، وشركة «زين السعودية»، بينما تعد هيئة الاتصالات وتقنية المعلومات الجهة المشرعة لهذه الشركات.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}