من دواعي الفخر الوطنية تلك الوجوه النسائية التي تحمل اسمه في المحافل الدولية، وأريج السليمان واحدة من السيدات السعوديات ممن برزن في مجال الاقتصاد، وشكلن علامة فارقة في مدى الاستعداد النسائي لقيادة الدفة العملية في مجال يحتكره الرجال، ويعتبرونه ميدانهم وساحتهم الخاصة بهم.
* من هي أريج عبد العزيز السليمان؟
- أعمل في المجموعة المصرفية للأفراد بالبنك السعودي للاستثمار منذ ما يزيد على عشر سنوات, وأتولى حالياً منصب رئيسة مبيعات كبار العملاء في البنك.
أفتخر بأنني كنت أول سيدة تعمل في البنك, حيث عملت كرئيسة لجميع الفروع النسائية المصرفية للأفراد، وبلغت حالياً نسبة السيدات العاملات في البنك ما يزيد على 15% من إجمالي العاملين بالبنك وهو ما يدعو للفخر والاعتزاز لما وصلت إليه مكانة المرأة السعودية في البنك.
وما يتميز به البنك السعودي للاستثمار من وجهة نظري أنه يوفر أفضل بيئة عمل للمرأة السعودية العاملة، وأنا أدعو جميع المنشآت في المملكة إلى التعرف على بيئة العمل في البنك، كونها تشكل مثالاً يمكن الاقتداء به، حيث تحرص إدارة البنك على تقديم الدعم اللامحدود للمرأة في التعليم والتأهيل والتدريب وتشجعها على التميز وحرية الإبداع، فيما يُعد احترام كيان المرأة من أساسيات سياسة البنك على جميع الأصعدة.
* من خلال عملك في البنك السعودي للاستثمار أصبح لك حضور دولي في الفعاليات الاقتصادية المنعقدة خارج حدود الوطن.. هل لك الحديث عن تلك التجربة؟
- حدث ذلك عندما تم ترشيحي من قبل اللجنة التأسيسية لاتحاد اللجان العمالية للمشاركة كأحد أعضاء فريق العمال المشارك ضمن وفد المملكة في الدورة 103 لمؤتمر العمل الدولي بجنيف.
وكما هو معروف فان منظمة العمل الدولية هي إحدى وكالات الأمم المتحدة المتخصصة، وهي المنظمة الوحيدة ضمن منظومة الأمم المتحدة التي تتميز بتركيبتها الثلاثية والتي تضم – في آنٍ واحد – كلا من الحكومات ومنظمات العمال وأصحاب العمل في الدول الأعضاء فيها في جهدٍ مشترك من أجل وضع معايير وسياسات العمل للنهوض بالعمل اللائق وتحقيق العدالة الاجتماعية في مختلف أنحاء العالم.
ولهذا فان وفد المملكة المشارك في المؤتمر الدولي تكون من أعضاء يمثلون أطراف الإنتاج الثلاثة، مثل جميع وفود جميع الدول المشاركة، ويُعد الهدف الأساسي لمنظمة العمل الدولية - كما تعلن دائماً- هو توفير العمل اللائق ليجسّد تطلّعات الأفراد في مختلف أنحاء العالم في حياتهم المهنية وآمالهم المعلّقة على الفرص والمداخيل والحقوق والاستقرار العائلي والتطور الشخصي والعدالة والمساواة بين الجنسين بالإضافة إلى رغبتهم في إيصال صوتهم والاعتراف بدورهم.
ومن أهم الأهداف الأخرى التي تسعى المنظمة إلى تحقيقها دعم النمو المستدام والانتعاش الاقتصادي، إرساء أنظمة حماية اجتماعية ملائمة وحماية الأفراد، تعزيز معايير العمل الدولية وحقوق العمّال، وكذلك الحوار الاجتماعي، إضافة إلى تعزيز استدامة المشاريع من أجل استحداث فرص العمل والمحافظة عليها.
* من خلال الاحتكاك المباشر بمنظمة العمل الدولية، كيف ترون الروزنامة الخاصة بموضوعاتها الرئيسة للعام الحالي؟
- تتمثل الموضوعات الرئيسية للمنظمة في لجان المؤتمر الخاصة بالعمل الجبري والتحول من الاقتصاد غير المنظم إلى الاقتصاد المنظم والتنمية والتوظيف إضافة إلى التحقق من تطبيق الدول للاتفاقيات الدولية التي تمت المصادقة عليها ضمن لجنة يطلق عليها لجنة تطبيق المعايير.
وبالنسبة لي فقد كنت من المشاركين ضمن فريق العمل في لجنة الانتقال من الاقتصاد غير المنظم إلى الاقتصاد المنظم.
ودورنا كان لمناقشة هذا الاقتصاد غير المنظم وأثره على العامل في كل دولة والتأكد من أن النصوص في عقد العمل تحمي حق العامل الذي يعمل في هذا النوع من الاقتصاد.
وللتوضيح فإن الاقتصاد غير المنظم عبارة عن: جميع الأنشطة الاقتصادية التي يمارسها العمال الذين لا تشملهم كل أو بعض الترتيبات النظامية في القانون أو في الممارسة، أي كافة الأعمال التي لا تشملها قوانين العمل السائدة في مختلف الدول.
وتبلغ نسبة الاقتصاد غير المنظم في المملكة العربية السعودية ما يقارب 11% من حجم سوق العمل حسب ما رصدته دراسات منظمة العمل الدولية, وهي نسبة ليست بسيطة ويجب تداركها لتقليصها.
* من وجهة نظرك.. كيف يمكن الانتقال من الاقتصاد غير المنظم للاقتصاد المنظم؟
- يمكن أن يتم ذلك من خلال إيجاد بيئة عمل تضمن للعمال العدالة والحماية الاجتماعية, والمساواة وتعمل على توفير التدريب والتأهيل وتوفير الدعم والقروض لهم.
أيضاً يجب العمل على إيجاد فرص عمل لائقة، تكون كفيلة بتقليص العاملين في القطاع غير المنظم وانتقالهم للعمل في القطاع المنظم.
* نعود إلى الوراء قليلاً.. كيف ترشحت لعضوية اللجنة العمالية بالبنك السعودي للاستثمار؟ وماذا تمثل هذه اللجنة لأنشطة البنك وتعاملاته؟
- ترشحت لعضوية اللجنة العمالية بالبنك في دورتها الأولى رغبة مني في خدمة زميلاتي وزملائي منسوبي البنك ووجدت لديهم القبول ولله الحمد، وتعتبر هذه اللجنة صوت الموظفين، وهي تعمل عن طريق الحوار الجاد والمتحضر مع إدارة البنك في سبيل تذليل أية عقبات تواجه العاملين، وتحد من تقديم أقصى مجهود لهم.
كما تسعى اللجنة بالشراكة مع الإدارة العليا بالبنك إلى إيجاد بيئة عمل صحية على كافة الأصعدة ترفع من إنتاجية الموظفين وتزيد من ولائهم للبنك بما يحقق النجاح للبنك والعاملين على حد سواء.
* وماذا عن عضويتك في اللجنة الوطنية للجان العمالية؟
- أصدر وزير العمل المهندس عادل فقيه قراراً بإنشاء اللجنة الوطنية للجان العمالية بالمملكة وشمل هذا القرار الوزاري إنشاء لجنة تأسيسية تتكون من مجموعة من أعضاء اللجان العمالية من مختلف الشركات برئاسة الأستاذ نضال رضوان.
وأفخر أنني كنت إحدى عضوات هذه اللجنة، حيث عملت اللجنة التأسيسية على وضع الأطر النظامية والقانونية واللوجستية للجنة الوطنية، التي سيتم تغيير اسمها إلى (اتحاد اللجان العمالية).
كما شاركت اللجنة التأسيسية في جميع الفعاليات المحلية والإقليمية والدولية وساهمت في تعديل وتطوير العديد من السياسات في سوق العمل السعودي مثل تخفيض ساعات العمل وزيادة الراحة الأسبوعية في القطاع الخاص وتحديد حد أدنى للأجور من خلال المشاركة بالحوار الاجتماعي الذي يجمع أطراف الإنتاج الثلاثة: (الحكومة – العمال – أصحاب الأعمال).
* كلمة أخيرة ل أريج السليمان؟
- أحمد الله عز وجل على كل ما قُدم لي من دعم سواء من وزير العمل المهندس عادل فقيه، وكذلك مدير عام البنك السعودي للاستثمار مساعد المنيفي، وأيضاً رئيس اللجنة التأسيسية للجان العمالية الأستاذ نضال رضوان، وفي المقدمة دوماً والدتي حفظها الله.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}