أراسكو بعد التوسعة: توفير 3 بلايين م3 من المياه سنوياً ما يعادل سُدس استهلاك المملكة

تعد شركة أراسكو من الشركاء الاستراتيجيين لصندوق التنمية الصناعية السعودي، وضمن تعاونها مع الصندوق الذي اسهم بتمويل جانب من مشاريعها الاستراتيجية، أنجزت أراسكو توسعتها الضخمة في صناعة الأعلاف المركبة والتي دخلت حيز التشغيل التجريبي، حيث ارتفعت الطاقة الإنتاجية للشركة من 1.8 مليون إلى 4 ملايين طن في السنة، لتصبح بذلك في مصاف أكبر 10 شركات منتجة للأعلاف المركبة على مستوى العالم.

الصندوق، كان قد منح أراسكو قرضاً آجلاً لتمويل مشاريعها التوسعية، في خطوة يعتبرها الرئيس التنفيذي لأراسكو الدكتور عبدالملك الحسيني تأكيداً لدوره في دعم التنمية الصناعية ورفع مستوى الأداء في المشاريع الوطنية القائمة وتعزيز قدراتها الربحية.

ويرى الدكتور الحسيني إن مثل هذه الاتفاقيات التي تبرمها أراسكو مع الصندوق وغيره من الممولين، تؤكد الثقة التي تحظى بها خطط الشركة على أعلى المستويات وكذلك قدرتها وملاءتها المالية، كما يفتح لها المزيد من الآفاق لدى مؤسسات التمويل المحلية التي قد تلجأ اليها الشركة متى ما رغبت في ذلك.

وأراسكو كما يقول الحسيني بفضل مثل هذا الدعم والثقة من جانب الصندوق وغيره من القطاعات الفاعلة، تمكنت من تعزيز دورها في جانب سلسلة إمداد الغذاء محلياً ولعب دور مهم واستراتيجي على صعيد الاقتصاد الوطني، مؤكدة ما يمكن أن يضطلع به القطاع الخاص السعودي إذا توفرت لديه الظروف المواتية على صعيد التوجهات الاستراتيجية للدولة. والقطاع كما يشير انه يحظى بقدرات كامنة يمكن تفعيلها أكثر من خلال تحقيق المزيد من التعاون والتناغم مع الجهات الحكومية.

ويضيف الحسيني قائلاً: (حتماً الوطن والمواطن هما المستفيدان من تكامل القدرات بين القطاعين العام والخاص بما يحقق الاستغلال الأمثل لكافة الامكانيات والموارد المتاحة في بلادنا الحبيبة).

ونوه الرئيس التنفيذي لأراسكو بدور صندوق التنمية الصناعية السعودي على كافة الصعد، موضحاً أن ذلك لا يقتصر على الاقراض وتمويل المشروعات فحسب، بل يتعداها إلى دعم شركات القطاع الخاص في المملكة بالقدرات البشرية المؤهلة والمدربة القادرة على إدارة تلك الشركات وتحمل المسؤوليات فيها بجدارة.

وقال إن أراسكو وضمن خططها التوسعية الطموحة، تمكنت بفضل تعاونها مع شركائها الاستراتيجيين وفي مقدمتهم صندوق التنمية الصناعية السعودي من استكمال ثلاثة مشاريع ضخمة أولها تأسيس مصنع للأعلاف جديد بطاقة 1.1 مليون طن في السنة في مجمع الشركة الصناعي في الخرج، وثانيها تأسيس مصنع آخر بنفس الطاقة الانتاجية في مجمع الشركة الصناعي في الدمام. أما المشروع الثالث فهو توسعة محطة الحبوب التابعة للشركة في ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام لزيادة الطاقة التخزينية من 150 ألف طن إلى 450 ألف طن من الحبوب والاكساب والمحاصيل الزراعية السائبة.

هذه المشاريع مجتمعة وفقاً للدكتور الحسيني، عززت تميز أراسكو في سلسلة الإمداد باعتبارها المقاول والمشغل الرئيس لميناء الملك عبدالعزيز الجاف في الدمام للمواد السائبة، حيث تقوم أيضاً بتشغيل نظم الصوامع بالميناء وتفريع الشحنات الضخمة بمرسى 37 بالميناء.

كما أن هذه الشراكات الاستراتيجية دعمت أيضاً جهودها في التناغم مع توجهات الدولة لإيجاد بدائل مستدامة لعلف الماشية التقليدي المكون من الشعير والأعلاف الخضراء، حيث أصبحت أراسكو قادرة على تخصيص 75% من طاقة مصانعها لإنتاج 3 ملايين طن من العلف المركب الكامل للماشية الذي تسوقه الشركة تحت العلامة التجارية "وافي" كبديل اقتصادي للشعير والأعلاف الخضراء.

ويمضى الحسيني قائلاً: (إن كل ما تقوم به أراسكو ينبع من رسالتها النبيلة التي تتمحور حول دعم الأمن الغذائي بشكل مستدام، وهذه رسالة نبيلة نعتز بها ومن الإنصاف الاشارة إلى شركاء لنا لم نكن لنتمكن من دون دعمهم من أداء هذه الرسالة وعلى رأس هؤلاء صندوق التنمية الصناعية).

وأوضح الرئيس التنفيذي لشركة أراسكو، إن مثل هذا التوجه ساعد الشركة كثيراً في جهودها لتعزيز الأمن الغذائي وترشيد استهلاك المياه في البلاد، مشيراً إلى أن 3 ملايين طن من علف وافي يستبدل 4 ملايين طن من علف الماشية التقليدي وبواقع 2 مليون طن شعير و2 مليون طن أعلاف خضراء تقريباً.

وقال: (سيتيح هذا الواقع الجديد في أراسكو إمكانية خفض احتياجات المملكة من الشعير بنسبة 30% من 7 ملايين إلى 5 ملايين طن فقط).

لكن الجانب الأهم في هذه الشراكة مع الصندوق وغيره من شركاء النجاح في مختلف المجالات كما يشدد الحسيني فهو ما سيتحقق على صعيد الأعلاف الخضراء حيث أن استبدال 2 مليون طن من الأعلاف الخضراء سيوفر3 بلايين متر مكعب من المياه الجوفية، أي ما يزيد عن سدس استهلاك المملكة من المياه.

ثمرات مثل هذا التعاون بين الشركة من جهة والصندوق وشركاء أراسكو من جهة أخرى، لا يتوقف حسب الدكتور الحسيني عند هذا الحد، حيث إن أراسكو بإنتاجها 4 ملايين طن من الأعلاف المركبة لكافة قطاعات الثروة الحيوانية، تدعم وبشكل مباشر ما يقارب 35% من الإنتاج المحلي، كما أصبحت بذلك قادرة على تعزيز القدرة التنافسية للشركات المتوسطة والصغيرة في قطاع الثروة الحيوانية والتي لا تستطيع بمفردها الاستثمار في قطاع صناعة الأعلاف.

وفيما أشاد بدور الصندوق وأنشطته التمويلية، رأى الدكتور الحسيني إن تعاون الصندوق مع أراسكو يفيد أيضاً قطاعات أخرى مثل مربي الماشية حيث أصبح بمقدورهم تحقيق عائد اقتصادي أفضل من خلال الاعتماد على علف وافي الأقل تكلفة، ما يعني تحقيق إنتاجية أعلى مقارنة بالاعتماد على العلف التقليدي.

يشار إلى أن "وافي"، علف كامل ومتوازن في محتوياته من حيث الطاقة والبروتين والفيتامينات والأملاح والألياف، ويتكون من محتوى مركز ويشتمل على عدد من محاصيل الحبوب واكساب البذور الزيتية، وآخر مالئ ويشمل البرسيم وغيره من مصادر الألياف النباتية. ويتكون هذا العلف من خلطة متوازنة ولا يحتاج الى مصدر ألياف من الأعلاف المحلية و بالتالي يحل مشكلة توفير الجزء المالئ من العليقة والتي تستهلك قدرا كبيرا من المياه لزراعتها.

ويؤكد الدكتور الحسيني أن تكامل محتوى "العلف الكامل" الغذائي مقارنة بالشعير والبرسيم يساعد على تحسين صحة الحيوان وسرعة نموه وقوة مقاومته للأمراض وزيادة خصوبته، وبالتالي ينعكس على المستهلك من حيث التأثير الايجابي على أسعار اللحوم البيضاء والحمراء على حد سواء.

واختتم الدكتور الحسيني تصريحه بالقول إن استمرار التعاون بين أراسكو وصندوق التنمية الصناعية السعودي وغيره من شركاء النجاح، يتيح إنجاز المزيد من عمليات التوسعة وفقاً لحاجة السوق المحلية والاقليمية، وبالتي امكانية توفير المزيد من فرص العمل للشباب السعودي وهو ما دأبت عليه الشركة في جميع مراحل تطورها.

وأضاف: (ومن المؤكد أن أراسكو ستواصل كما تفعل الآن دعمها لقطاع الثروة الحيوانية وتعزيز نموه المستدام بعيداً عن الاضرار بالبيئة أو استنزاف الموارد المائية المحدودة وغير المتجددة بالبلاد).

جدير بالذكر أن أراسكو شركة مساهمة مقفلة تتخذ من الرياض مركزاً رئيساً لها برأس مال 650 مليون ريال سعودي وملكية وطنية 100% .

وبدأت الشركة التي تأسست عام 1983، عملها في مجال تقديم الخدمات الزراعية ثم تطورت ونمت بشكل مطرد حتي أصبحت ضمن مصاف أكبر 60 شركة في المملكة ، فيما يقترب عدد منسوبيها حالياً من 3.000 فرد.