الرئيس التنفيذي للعمليات في «الزامل للصناعة»: السعوديون يستهلكون ثلاثة أمثال المعدل العالمي للكهرباء
2014/07/07
الشرق السعودية
أكد الرئيس التنفيذي للعمليات في شركة الزامل للاستثمار الصناعي(الزامل للصناعة) ، أسامة فهد البنيان، أن معدل استهلاك الفرد السعودي للكهرباء في زيادة مستمرة عاما بعد عام، وتشير دراسات إلى أن استهلاك المواطن السعودي من الكهرباء يفوق المعدل العالمي بثلاثة أضعاف، وكشفت دراسات أن استهلاك السعودية للكهرباء ارتفع بنسبة 9 % في عام 2012 مقارنة بعام 2011، كما أن 70 % من المباني في المملكة غير معزولة، وهي نسبة مرتفعة جداً وتتسبب في هدر الطاقة، ويعتبر القطاع السكني حالياً أعلى القطاعات من حيث استهلاك الكهرباء، حيث سجّل استهلاكه نحو نصف استهلاك المملكة في عام 2012، والقطاع الثاني هو الصناعي، بتراجع نسبته 1 %، حيث تبلغ نسبة استهلاك القطاع من إجمالي استخدام الكهرباء في السعودية حوالي 17 % ، فيما يأتي القطاع التجاري بنسبة ارتفاع قدرها 21 % في المرتبة الثالثة، حيث بلغت نسبة استخدام القطاع للكهرباء مقارنة ببقية القطاعات 16 %، وأشار البنيان في حديث مع (الشرق) إلى أن العزل الحراري للمباني في السعودية يعد واحداً من أبرز الاهتمامات في الوقت الراهن، بسبب دوره الإيجابي في توفير الطاقة والحفاظ على البيئة، وفيما يلي نص الحوار.
*بدايةً، ما المقصود بالعزل الحراري في المباني؟
- العزل الحراري هو عملية منع انتقال الحرارة من مكان إلى آخر كلياً أو جزئياً، وذلك بالاستفادة من خصائص بعض المواد التي تتميز بخواص عازلة للحرارة ومقاومة للتوصيل الحراري وامتصاص السعة الحرارية، بحيث تساعد في الحد من تسرب وانتقال الحرارة من خارج المبنى إلى داخله صيفاً، ومن داخله إلى خارجه شتاءً.
*كيف يمكن تحقيق العزل الحراري للمبنى؟
- يمكن تحقيق العزل الحراري للمبنى قبل بداية البناء أو بعده، وتصنع المواد العازلة للحرارة من مواد مختلفة، منها مواد تكونت في الطبيعة مثل الصخور البركانية الخفيفة الوزن كحجر الخفاف، والفيرميكيولايت، والبيرلايت المعالج بالحرارة، ومنها ما يصنع بواسطة الحرارة كالصوف الصخري، والألياف الزجاجية (الفيبرجلاس)، وأخرى تصنع من مواد كيميائية كالبوليسترين، والبولي يوريثان.
*ما دور المواد العازلة في توفير الطاقة؟
- تحتل المواد العازلة دوراً بارزاً في قطاع البناء والتشييد من حيث التحكم في مستوى الراحة والأجواء داخل المباني وتحسين كفاءة استخدام الطاقة، ومع ظهور تقنيات البناء الحديثة التي تراعي النواحي البيئية، فقد أصبح استخدام المواد العازلة في المجالات الإنشائية والهندسية للحد من استهلاك الطاقة أمراً أساسياً في السنوات الأخيرة، حيث إن من خواص الخرسانة المسلحة التوصيل السريع للحرارة، مما يجعل استخدامها في بناء المباني بدون عوازل حرارية أمراً غير مريح للمستخدم، لذا فإن عدم عزل المباني جيداً يؤدي إلى ارتفاع في معدل تشغيل أجهزة التكييف والأجهزة الميكانيكية الأخرى، مما يؤدي إلى زيادة الأعباء المادية على الساكن، ومن هنا برزت أهمية تطبيق العزل الحراري للمباني لما في ذلك من إيجابيات على تقليل عدد ساعات تشغيل أجهزة التكييف، وبالتالي تقليل استهلاك الطاقة الكهربائية.
*ما دور المواد العازلة في توفير الطاقة ؟ مواد تستخدم في العزل؟
- دلت عديد من الدراسات المنجزة على كافة القطاعات المستهلكة للطاقة، أنه يمكن توفير حوالي 60 % من إجمالي الكمية المستهلكة للطاقة عند تطبيق تقنيات العزل الحراري في الأبنية بشكل عملي، كما أن العزل الحراري يحقق ما يعرف بالارتياح الحراري في المنزل، بحيث تكون الحرارة في المنزل متوازنة ككل، وضمن هذا التصور يظهر الأثر الكبير لتنفيذ مضمون قرار استخدام العزل الحراري وتطبيقه على كافة الأبنية الحديثة، لترشيد استهلاك الطاقة ولتحقيق وفورات تساعد في مواجهة نمو الطلب المستقبلي على الطاقة.
*ما هي طبيعة ومزايا هذه المنتجات؟
- تستخدم المواد العازلة من الصوف الصخري على نطاق واسع في مشاريع بناء المنشآت الصناعية كعوازل متينة للحرارة والصوت، كما تتميز بخصائصها الفيزيائية الفعالة في مقاومة الحريق، أما الأنابيب المعزولة فتستخدم لنقل المياه المبردة والساخنة والغاز والمواد الأخرى المستخدمة في إنشاء المباني الصناعية والتجارية والسكنية، كما يعمل العزل الحراري أيضاً على حماية وسلامة المبنى من تغيرات الطقس والتقلبات الجوية، لأن فرق درجات الحرارة الناتجة عن ارتفاع الحرارة بسبب أشعة الشمس نهاراً وانخفاضها ليلاً يؤدي إلى إحداث إجهادات حرارية تجعل طبقة السطح الخارجي لأجزاء المبنى تفقد خواصها الطبيعية والميكانيكية، ما يؤدي إلى حدوث تشققات بها وتصدعات وشروخ في هيكل المبنى.
*وماذا عن البرامج والمبادرات الحكومية بهذا الشأن؟
- هناك أمر سام يدعو إلى تطبيق العزل الحراري إلزامياً على جميع المباني الجديدة السكنية أو التجارية أو الصناعية، أو أي منشأة أخرى أسوة بالمنشآت الحكومية في المدن الرئيسة في السعودية، وقد ألزمت وزارة الشؤون البلدية والقروية مؤخراً عديدا من المدن في السعودية بتطبيق نظام العزل الحراري في جميع المباني السكنية والتجارية أو أي منشآت أخرى.
وقد أشار وزير المياه والكهرباء بالمملكة إلى أهمية العزل الحراري وأثره في توفير 50 % من أحمال أجهزة التكييف، ومن أهم ما تضمنته آلية الإلزام باستخدام العزل الحراري في المباني ومراقبة التنفيذ أثناء البناء، الذي ستتولاه الشركة السعودية للكهرباء بناء على الاتفاق مع وزارة الشؤون البلدية والقروية، هي عدم توصيل الكهرباء للمباني التي تخالف قرار استخدام العزل الحراري في المباني، ولأهمية هذا الموضوع في المنطقة أيضاً، فقد شدد وزراء الإسكان خلال الاجتماع الثاني عشر للمعنيين بشؤون الإسكان في دول المجلس، الذي عقد في العاصمة البحرينية المنامة في أكتوبر الماضي، على ضرورة ترشيد الطاقة واستخدام العزل الحراري في المشاريع الإسكانية.
*ما هي التوقعات الحالية بخصوص استهلاك الكهرباء في المملكة؟
- تشير توقعات وزارة المياه والكهرباء إلى بلوغ حجم الطلب على الكهرباء في المملكة خلال السنوات الـ 10المقبلة إلى نحو 90 ألف ميجاواط، الأمر الذي يتطلب استثمارات تبلغ نحو 500 مليار ريال، وذلك لمواجهة معدلات النمو على الطلب الكهربائي بالمملكة التي بلغت نحو 9% سنويا، وبالتالي فإن ترشيد الاستهلاك من خلال استخدام أنظمة العزل الحراري في المباني السكنية والتجارية، إلى جانب استخدام أجهزة تكييف ذات كفاءة عالية في استهلاك الطاقة، يعتبر من أفضل السبل وأقلها تكلفة للتغلب على تحدي توفير الطاقة، هذا بالإضافة إلى العمل على تشريع سياسات مناسبة وتفعيل وإصدار التشريعات وتبني تطبيقات ملائمة لكبح النمو الكبير السنوي على الطاقة الكهربائية في المملكة والعمل على رفع كفاءة استخدامها وترشيد استهلاكها وتوعية المستهلكين، وسيؤدي تطبيق العزل الحراري في المباني واستخدام مكيفات عالية الكفاءة إلى خفض نحو 40 جيجاوات ساعة سنوياً، ينتج منه خفض في فواتير المستهلكين يقدر بنحو ملياري ريال في السنة، وسيوفر على الاقتصاد ما لا يقل عن 7 مليارات ريال سنويًا، كما سيؤدي إلى خفض استهلاك الوقود بما يعادل 30 مليون برميل سنوياً.
*ما دور شركتكم في قطاع المواد العازلة بالمملكة؟
- انطلاقاً من كونها منتجاً ومورداً رئيساً للمنتجات والمواد الأساسية لقطاع البناء والتشييد، قامت شركة الزامل للصناعة بتوسيع أنشطتها في قطاع المواد العازلة على الصعيد الإقليمي بعد اندماجها وشراء حصة سيطرة في شركة مجموعة العزل الخليجية، التي تهدف للجمع بين القدرات الهندسية والتصنيعية والتقنية للشركتين لتوفير منتجات وحلول بيئية متطورة للمشاريع في جميع أنحاء المنطقة، وقد مكنت اتفاقية اندماج بعض مصانع قطاع المواد العازلة من العمل مع شركات الزامل للصناعة الأخرى في هذا القطاع، لتزويد العملاء بمجموعة متكاملة من منتجات المواد العازلة، بدءاً من المواد العازلة من الألياف الزجاجية أو ما يعرف بالفيبرجلاس إلى المواد العازلة من الصوف الصخري والمنتجات العازلة المطاطية والأنابيب المعزولة، مع التركيز على حلول توفير استهلاك الطاقة في قطاع البناء والتشييد، ونظراً لأهمية الدور الذي تلعبه المواد العازلة في توفير الطاقة والحفاظ على بيئة مستدامة، فإن الشركة تخطط للتوسع مستقبلاً في هذا المجال من خلال إنشاء مصانع جديدة لها، إلى جانب توسعة مرافقها التصنيعية الحالية لزيادة حجم الإنتاج من المواد العازلة المختلفة بما فيها الأنابيب المعزولة باستخدام أحدث التقنيات، لإنتاج منتجات عالية الجودة بمواصفات عالمية لتلبية الطلب المتزايد في المنطقة.
*هل لديكم أرقام وبيانات خاصة حول استخدام المواد العازلة في المملكة والمنطقة؟
- بيّنت الدراسات والأبحاث التي أجريناها أن إجمالي إنفاق دول الخليج على المواد العازلة خلال الأعوام من 2007 إلى 2012 قد بلغ حوالي 720 مليار دولار أمريكي، حيث بلغ متوسط الإنفاق السنوي 144 مليار دولار، وقد شكلت قطاعات البناء والتشييد والطاقة والنفط والغاز المحرك الرئيس لزيادة الطلب على هذه المواد، ومن المتوقع أن يزيد حجم الإنفاق على المواد العازلة بشكل كبير خلال السنوات المقبلة نظراً لأهمية ودور هذه المواد في المباني المختلفة كما ذكرت سابقاً، لاسيّما مع زيادة الإنفاق الحكومي على مشاريع البناء وتطوير البنى التحتية في المنطقة.
ويقدر معدل النمو السنوي المركب الحالي لمنتجات العوازل في قطاع البناء والتشييد بالمملكة بحوالي 12 %، ومن المتوقع أن يؤدي الامتثال للتطبيق الإلزامي الجديد للعزل الحراري للمباني إلى ارتفاع الطلب على هذه المنتجات بنسبة 25 % في الأعوام الثلاثة المقبلة.
*أخيراً، يدّعي بعض مقاولي مشاريع البناء أن العزل الحراري للمباني عملية مكلفة جداً، فما صحة هذه الادعاءات؟
- في الحقيقة، تبيّن الدراسات العالمية أن التكاليف الإضافية لعزل جدران وسقف وأرضية المبنى تتراوح بين 3 و 5% من الكلفة الأساسية لإنشائه، وأن التكاليف الإضافية لاستعمال النوافذ المزدوجة لا تتجاوز 1% من الكلفة الأساسية للإنشاء، في حين أن عزل الجدران والأسقف يساعد في توفير حوالي 35% من الطاقة المستعملة للتكييف، كما تشير الدراسات المحلية بالمملكة إلى أن الحرارة التي تنتقل عبر الجدران والأسقف في أيام الصيف تقدر بنسبة تتراوح بين 60 و70% من الحرارة المراد إزاحتها بأجهزة التكييف، وأما البقية فتأتي من النوافذ وفتحات التهوية، وهنا يأتي دور المواد العازلة في توفير الطاقة وتقليل الحرارة في المبنى.
وقد بيّنت الدراسات المحلية أيضاً أن تكاليف مواد العزل الحراري للمباني الجديدة تمثل حوالي 5 إلى 7,5% من إجمالي تكاليف كامل المبنى، كما أن استخدام العزل الحراري في الجدران بسماكة 4 – 6 سم والسقف بسماكة 6 – 7 سم يؤدي إلى توفير الطاقة المستهلكة سنوياً بحدود 45%، بالإضافة إلى تقليل التشققات في المبنى، وتخفيف الأحمال الإنشائية، ومقاومة الحريق، وتقليل الضجيج من خلال عزل الصوت، والمساهمة في حماية البيئة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}