تعمل البنوك المركزية في العديد من الدول على مستوى العالم بنفس الأدوات تقريباً، ولكن ربما تركز على البيانات الخطأ، وسلطت صحيفة "فاينانشيال تايمز" الضوء على اختلاف تعامل البنك المركزي الأوروبي مع انكماش الأسعار الذي ألقى بظلاله على اقتصاد منطقة اليورو عن تعامل نظيره الأمريكي.
وواجه المركزي الأوروبي وقوع منطقة اليورو رسمياً تحت براثن انكماش الأسعار عن طريق إطلاق برنامج التيسير الكمي بشراء سندات حكومية وخاصة بقيمة 60 مليار يورو شهرياً بدايةً من التاسع من مارس/آذار الجاري حتى سبتمبر/أيلول من العام المقبل.
أما الاحتياطي الفيدرالي، فبعد أن أظهرت بيانات أسعار المستهلكين انكماشاً، لا يزال الحديث ينصب فقط على توقيت قرار أول رفع لمعدل الفائدة منذ عام 2006 من أدنى مستوياتها التاريخية الحالية.
ويظهر هذا الاختلاف في طريقة تعامل البنكين المركزيين جلياً وذلك بسبب اختلاف الظروف في كلا الجانبين، فإن معدل البطالة مرتفع للغاية في منطقة اليورو وهناك قلق بالغ حيال التوقعات الانكماشية، في حين يتحسن سوق العمل الأمريكي بقوة، ولكن انخفاض معدل التضخم ظهر على السطح في ظل هبوط أسعار النفط.
ويعمل البنكان المركزيان الأوروبي والأمريكي على نفس الافتراض، وهو أن الانكماش أمر سيئ، ويجب التنويه أن تاريخياً هناك فترتين شهيرتين شهدتا انكماشاً، وهما الركود الكبير في ثلاثينيات القرن الماضي والفقاعة التي تعرضت لها اليابان عام 1990.
وعلى الرغم من ذلك، ربما يراقب المركزي الأوروبي والفيدرالي البيانات الخطأ، وفقاً لدراسة نشرتها الصحيفة، حيث إن أسعار المستهلكين التي تقاس بواسطة معايير التضخم لها آثار طفيفة على النمو المستقبلي، والأكثر أهمية من ذلك، هو أسعار الأصول، لا سيما الإسكان.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}