نبض أرقام
10:19 م
توقيت مكة المكرمة

2024/11/25
2024/11/24

نائب وزير البترول والثروة المعدنية يفتتح "الملتقى الدولي للخبراء حول إدارة الكربون وانعكاساتها"

2015/04/27 واس

افتتح صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سلمان بن عبدالعزيز نائب وزير البترول والثروة المعدنية، اليوم الملتقى الدولي للخبراء حول إدارة الكربون وانعكاساتها، وملتقى ومعرض مبادرة الميثان الدولية لقطاع النفط والغاز، الذي تنظمه المملكة في مدينة الخبر .

وأكد سموه في كلمته الافتتاحية للملتقى أن المملكة تعي تمامًا أن التنمية الاقتصادية المستدامة يجب ألا تحدث دون أخذ مسألة التغير المناخي بعين الاعتبار، لافتًا إلى أن إدارة الكربون تمثل حجر أساس في إستراتيجية المملكة في مجال الطاقة، مشيراً إلى أن المملكة انضمت للمبادرة منذ يناير 2014، حيث ستتبادل مع الآخرين خبراتها في مجال مشاريع استخلاص غاز الميثان وإعادة استخدامه، إلى جانب خبراتها في مجال إدارة حرق الغازات في المداخن والتحكم في الانبعاثات الصادرة عن خطوط الأنابيب والخزانات، مؤكدًا على أنه في إطار الجهود المبذولة في مجال إدارة الكربون، ركزت المملكة بشكل خاص على غاز الميثان، إدراكًا منها بأن خفض انبعاثات غاز الميثان يمكنه أن يسهم في إحداث خفض سريع في معدل التغير المناخي.

وكشف سموه أن المملكة تعكف حاليًا على إعداد الإسهامات المحددة على المستوى الوطني الخاصة بالمملكة، والمقرر تقديمها قبل مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ لعام 2015 (مؤتمر الأطراف 21) في باريس، مشيرًا إلى أن هذه الإسهامات تتناول مجالين رئيسيين، أولهما من خلال التنويع الاقتصادي لزيادة قدرتنا على التحمل ومواجهة التبعات الاجتماعية والاقتصادية التي يمكن أن تنجم عن الإجراءات المتخذة للتقليل من استخدام المواد الهيدروكربونية، وفي إطار ضمان التنمية بعيدة المدى للمملكة في ظل التصورات المتعلقة بتفاقم آثار ظاهرة الاحتباس الحراري في العالم، فسيتم العمل على تحقيق الفوائد المصاحبة في مجال تخفيف الآثار في هذا البرنامج من خلال مساندة الجهود في مجالات رفع كفاءة استهلاك الطاقة، واستغلال مصادر الطاقة المتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وتطوير تقنيات وطرق استخلاص الكربون واستخدامه وتخزينه، إلى جانب تقنية استخدام ثاني أكسيد الكربون في تحسين استخلاص البترول، والانتقال من استهلاك الوقود السائل إلى الغاز، والابتكار وتنفيذ أنشطة البحث والتطوير في مجال الطاقة النظيفة.

وأضاف سموه أن المجال الآخر من هذه الإسهامات يتضمن إجراءات التكيف التي تحقق فوائد مصاحبة في مجال تخفيف الآثار، في مجالات ترشيد استهلاك المياه مما يقلل الانبعاثات الصادرة عن عمليات التحلية ويقلل الحاجة للمياه المنتجة من محطات التحلية المطلوبة لتلبية الطلب على المياه، والتخطيط العمراني الذي سيقلل الانبعاثات ذات الصلة بوسائل النقل، وحماية البيئة البحرية وتقليل الانبعاثات من خلال الاستعانة بالنباتات الساحلية أو ما يُعرف بالكربون الأزرق، وخفض معدلات التصحر، مما سيؤدي إلى زيادة دور الغابات والنباتات في حجز الكربون ، فيما تدعم أرامكو السعودية جهود المملكة في مجال إدارة الكربون بشكل كبير، وباعتبارها واحدةً من أكبر شركات النفط والغاز في العالم، فإنها تسَخِّر جلَّ جهودها لزيادة الاستفادة من الموارد الهيدروكربونية التي تزخر بها المملكة وحماية البيئة من خلال تقليل ممارسات حرق الغاز وتدابير الحد من انبعاثات الغازات الأخرى.

من جانبه أكد رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح في كلمته التي ألقاها خلال الجلسة الرئيسة لافتتاح الفعاليات، أن تحقيق التوازن بين توفير إمدادات طاقة موثوقة ومتاحة لتلبية احتياجات البشرية التي يزداد عددها يوماً بعد يوم، وبين المحافظة على البيئة الطبيعية الثمينة هو أعظم تحد يواجه العالم في هذه المرحلة من القرن الحادي والعشرين، لافتا إلى أنه حينما يتعلق الأمر بقضية انبعاثات غاز الميثان، فإن لأرامكو السعودية سجلاً مشرفًا في هذا المضمار، وبرنامج عمل يتضمن مجموعة عناصر تسهم جميعها في الحد من أعمال الحرق.

واستعرض الفالح العناصر التي تسهم في الحد من أعمال الحرق وتشمل استخلاص الغاز المصاحب للنفط ومعالجته عبر شبكة الغاز الرئيسية التي جرى تطويرها قبل أكثر من 30 سنة لتوفيرها لمجموعة كبيرة من الصناعات والمرافق العامة، حيث بات الغاز الطبيعي، الذي كان في فترة من الفترات منتجاً ثانوياً غير مرغوب فيه، مورداً قيّماً في حد ذاته يسهم في دفع عجلة اقتصاد المملكة ويقوده نحو التطور والتنوع، وفي الوقت نفسه يسهم في الحد من الآثار البيئية لأعمالنا الأساسية.

وأضاف أن أرامكو السعودية أعدت خارطة طريق الحد من أعمال الحرق في عام 2006م، التي رسخت المبادئ الإرشادية الرامية إلى تقليل أعمال الحرق اليومية والحد منها بشكل أكبر، وتركيب أنظمة استخلاص غازات أعمدة الحرق علاوة على تقنية الحرق اللادخاني، لذلك تراجعت معدلات حرق الغاز في الشركة إلى أقل من 1% من إجمالي إنتاج أرامكو من الغاز سنويًا، على الرغم من نمو هذا الإنتاج حجماً وتعقيداً.

وأكد الفالح في ختام كلمته أن الشركة تستثمر الكثير للإسهام في مواجهة تحديات البيئة والتغير المناخي، وتشارك في إطار سياسات المملكة وبالتحالف مع شركاء وطنيين وإقليميين وعالميين للتعاون والخلاق في هذا المجال.

كما شملت الجلسة الافتتاحية كلمة لسفير الولايات المتحدة الامريكية لدى المملكة جوزيف يستفال، وأخرى للأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ كريستينا فيغيريس .

تجدر الإشارة إلى أن الملتقى الذي يستمر يومين يتضمن عروضًا وشروحات يقدمها نخبة من الخبراء تتناول استخدام غاز الميثان في أنظمة النفط والغاز، وسيسلط الضوء على الجهود الرائدة التي تبذلها المملكة في مجال إدارة انبعاثات غاز الميثان، الذي يعتبر لقيماً مهماً لصناعة البتروكيماويات التي ساعدت المملكة على المضي قدماً نحو التنويع الاقتصادي، كما سيشكل الملتقى فرصة طيبة لتجمع رواد تقنيات خفض انبعاثات الميثان على مستوى العالم لتبادل أحدث الخبرات التقنية مع متخصصي أرامكو السعودية ومهندسيها وفنييها.

ويأتي تنظيم المملكة هذا الملتقى في إطار شراكة تجمع بين وزارة البترول والثروة المعدنية وأرامكو السعودية ومبادرة الميثان الدولية وتحالف المناخ والهواء النظيف المنبثق عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة والوكالة الأمريكية لحماية البيئة، وتعدّ مبادرة الميثان السعودية الدولية التي تنظمها المملكة في ملتقى ومعرض قطاع النفط الغاز واحدة من المبادرات العديدة التي أطلقتها وزارة البترول والثروة المعدنية بالتعاون مع مؤسسات وشركات سعودية أخرى، من بينها أرامكو السعودية، بهدف تسليط الضوء على الجهود التي تقوم بها المملكة في التعامل مع ظاهرة التغير المناخي وتحقيق الاستدامة الاقتصادية.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.