نبض أرقام
02:27 م
توقيت مكة المكرمة

2025/04/28
2025/04/27

ما أهمية الرياح الموسمية بالنسبة لاقتصاد الهند ؟

2015/10/05 أرقام
ذكرت مجلة "الإيكونومست" أن هبوب الرياح الموسمية الممطرة في الهند يعد أحد أهم الأحداث المناخية على مستوى العالم، فنصف سكان الدولة الآسيوية (حوالي 600 مليون نسمة) يعتمدون بصورة مباشرة على الأمطار التي تحملها تلك الرياح.
 

 
ما هي الرياح الموسمية الهندية:

تهب الرياح المحملة بالأمطار من المناطق الجنوبية والجنوبية الغربية للمحيط الهندي في اتجاه الشمال، ومع اصطدامها باليابسة خاصة جبال "الهيمالايا" يفرغ الهواء شحنته الهائلة من المياه والتي تمثل ثلاثة أرباع إجمالي الأمطار الساقطة على الهند خلال الموسم الممتد من يونيو/حزيران وحتى سبتمبر/أيلول.
 
الأهمية الاقتصادية

وتمثل هذه الرياح أهمية بالغة للاقتصاد الهندي، فنحو ثلثي النشاط الزراعي بالهند ما زال يعتمد بشكل مباشر على الأمطار وليس الري، وفي حالة ضعف الأمطار يعاني ملايين المواطنين وهو ما حدث بالفعل خلال الموسم الأخير، فتراجع كمية الأمطار نتج عنه ضعف كمية المحاصيل بل وتلفها نهائيا في بعض المناطق وجفاف الأراضي الزراعية وانخفاض منسوب المخزون بخزانات المياه، وشهدت بعض المناطق نقصا حادا في مياه الشرب هذا العام.

تغير حاد

أوضح الخبراء أن الرياح الموسمية تشهد كغيرها من الظواهر المناخية تغيرات واسعة، لكن العام الجاري سجل تغيرا حادا حيث تراجع منسوب الأمطار بنسبة 14% مقارنة بمتوسط كمية الأمطار على مدار الخمسين عاما الماضية، وهو تغير استثنائي يجب ألا يتكرر أكثر من مرة كل 18 عاما.

ولم يقتصر التغير على منسوب الأمطار فقط بل شمل كذلك نسبة توزيعها، حيث سجلت المناطق الهندية تباينا واسعا في كم سقوط الأمطار، فعانت السواحل الشمالية والشرقية من انخفاض بـ 40% مقارنة بالمتوسط المعتاد بينما سجلت مناطق أخرى مثل ولاية "جوجارات" في غرب البلاد هطولا غزيرا أكثر من المعتاد للأمطار مما أدى لمصرع العشرات.
 

 
أسباب وجدل

وكان العلماء قد حذروا في السابق من تداعيات التغيرات المناخية على الرياح الموسمية، وتوقعوا تراجع منسوب الأمطار وتفاوت توزيعها الجغرافي، لكن من الصعب تحديد الآلية التي تتسبب من خلالها التغيرات المناخية في خفض الرياح بدقة، وتثير تلك العلاقة جدلا واسعا بين علماء المناخ.

وربط الكثير من العلماء طوال العقود الماضية بين ضعف الرياح الموسمية وظاهرة "النينو" (ارتفاع درجة حرارة المسطحات المائية في وسط وشرق المحيط الهادي)، فزيادة درجة حرارة المحيط الهادي تؤدي إلى ارتفاع الهواء الساخن الأقل كثافة، وتنقله الرياح حتى يهبط مرة أخرى إلى اليابسة، لكنه يكون أكثر سخونة من المعتاد وهو ما يجعله أكثر ضغطا وأقل رطوبة، وتكون المحصلة في النهاية ضعف موسم الأمطار.
 
 
ووفقا لخبراء المناخ فإن ظاهرة "النينو" سجلت أقوى تأثير لها منذ عام 1997/ 1998 خلال العام الجاري، ومن المتوقع أن يشتد تأثيرها إلى الذروة بنهاية العام.

لكن فريق آخر من العلماء لفت إلى عدم تحقق تلك العلاقة خلال الثمانينيات والتسعينيات، فعلى الرغم من بلوغ ظاهرة "النينو" مستويات قياسية غير مسبوقة خلال عام 1997 جاء موسم الأمطار طبيعيا في النطاق المعتاد.

حل اللغز

وهناك فريق ثالث من الخبراء حاول شرح أسباب هذا التباين، وأوضحوا أن السر يكمن في موقع أجزاء المحيط الهادي التي تتعرض لارتفاع حرارتها خلال ظاهرة "النينو"، فإذا تأثرت الأجزاء الشمالية فسينزل الهواء الساخن على كل من "إندونيسيا" و"جنوب شرق آسيا" فتصبح هذه المناطق أكثر جفافا، وستكون "الهند" أقل تأثرا.

أما إذا أثرت الظاهرة على وسط المحيط كما حدث هذا العام فسيتكون الضغط الجوي الأكبر فوق الهند مما يؤدي لضعف الرياح وقلة الأمطار، لكن هذه الملاحظة ما زالت قيد التحليل والدراسة.

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.