نبض أرقام
07:13 م
توقيت مكة المكرمة

2024/10/15

كيف أصبح مؤسس "علي بابا" أول رائد أعمال عالمي من الصين؟

2015/10/31 أرقام

قرر مؤلف كتاب " Discover Your True North" إضافة مؤسس "علي بابا" وأغنى رجل في الصين "جاك ما" إلى النسخة الجديدة من كتابه التي تضم خمسين من أنجح الشخصيات التي يراها المؤلف معبرة عن المعنى الحقيقي للقيادة وتعد مثالا يستحق أن يُحتذى به مثل مؤسس فيسبوك "مارك زوكربيرج" والملياردير الشهير "وارين بافيت".

 

ويعتمد الكتاب منذ بدء نشره منذ بضع سنوات على الحوارات الشخصية التي يجريها المؤلف مع مجموعة من أنجح المدراء حول مشوار نجاحهم ليثبت أن هناك طرقا متعددة للنجاح، ويهدف اسم الكتاب إلى تشجيع القراء على اكتشاف الاتجاه الأمثل الذي يقودهم إلى هذا النجاح، ويعد الملياردير "جاك ما" أول شخصية صينية تُضاف إلى الكتاب.

 

 

ولفتت "علي بابا" أنظار العالم العام الماضي بأكبر عملية طرح عام أولي للأسهم في التاريخ، وتحتل حاليا المركز الـ 18 عالميا من حيث رأس المال السوقي، كما يعتبر "ما" أغنى رجل في الصين بثروة تقدر بـ 20 مليار دولار.

 

الاحترام أهم من الثروة
 

ويؤمن "ما" أن كسب احترام الناس أهم من جمع الثروة، وهو شخص ودود ومنفتح وصادق، وعلى الرغم من نجاحه الباهر فهو متواضع يؤمن بأن هدف الاستثمار يتجاوز مجرد جمع المال ويمتد لخدمة المجتمع وتحسين أحوال أكبر عدد من البشر، فهو يهدف إلى تقديم أفضل خدمة للعملاء وخلق المزيد من الوظائف والمساهمة في دعم اقتصاد الصين.

 

تحول حقيقي
 

وقد نجح "ما" بالفعل من خلال تلك الرؤية في تحقيق تحول كبير في مفهوم الشركات الصينية، فالنمو الاقتصادي الجامح الذي شهدته الصين جعلها قوة اقتصادية كبرى خلال العقدين الماضيين، لكنه لم يفرز شركات عالمية، فجميع الشركات ركزت على السوق المحلي أو الإنتاج لصالح شركات عالمية داخل الصين للاستفادة من انخفاض تكاليف الإنتاج، لكن "ما" كان يرى أن "الانترنت" أصبح ظاهرة عالمية لا تعرف الحدود، وعزم على الاستفادة من ذلك.
 

وبالفعل نجح مشروعه نجاحا باهرا وأصبحت شركته تخدم 600 مليون عميل في 240 دولة، كما يعتزم التوسع بقوة في الولايات المتحدة وأوروبا والأسواق الناشئة.

 

 

بداياته
 

وواجه "ما" العديد من الصعوبات في بداية حياته، فقد ولد لأسرة متواضعة، ورفضت جميع المدارس بلا استثناء قبوله كطالب لديها لضعف أدائه في اختبارات القبول الخاصة "بالرياضيات"، لكنه لم ييأس وأصر على تحسين لغته الإنجليزية، فكان يقود دراجته لأربعين دقيقة يوميا إلى أحد الفنادق التي تستقبل الكثير من الأجانب خلال المرحلة العمرية من 12 إلى 20 عاما، وكان يعمل كمرشد سياحي مجاني لهم لتحسين لغته.

 

ويرى "ما" أن تلك الفترة غيرته بالكامل فقد أصبح تفكيره "أكثر اتساعا وعالمية" من بقية الصينين، فقد تعلم من الثقافات الأجنبية المختلفة الكثير من الأشياء التي لم يتعلمها في الكتب.

 

ولم يستطع الحصول على وظيفة في البداية لرفضه من جميع الشركات التي تقدم لها قبل أن يعمل أخيرا كمعلم للغة الإنجليزية في احدى المدارس، وقام بأول رحلة له إلى الولايات المتحدة في عام 1999، وكان لها تأثيراً بالغاً عليه إذ انبهر بثقافة الأعمال في "كاليفورنيا" وتمنى أن ينقل تجربتها إلى الصين.

 

وبمجرد عودته قرر تأسيس "علي بابا" في شقته المتواضعة، واختار هذا الاسم لارتباطه في أذهان الجميع بفتح الباب أمام الكنوز، وهدف من خلالها مساعدة الشركات والعملاء على إيجاد الكنوز الخفية التي لا يجدون القنوات المناسبة للوصول إليها، ولم ينجح في جمع الكثير من الأموال من المستثمرين الأمريكيين، لكنه نجح في النهاية في جمع تمويل بـ 20 مليون دولار لمشروعه من "جولدمان ساكس" و"سوفت بنك" الياباني.
 

 

أهداف سامية
 

وتعتمد فلسفة "ما" في إدارة الشركة منذ اليوم الأول على مساعدة الآخرين بكل صورة، وتستند على ست قيم رئيسية وهي "العميل أولا" و"فريق العمل" و"تشجيع التغيير" و"التكامل" و"الحماس" و"الالتزام"، ويحاول غرس تلك الفلسفة في مؤسسته لتكون جزءاً لا يتجزأ منها، ففي بداية تأسيس الشركة قدم عروض سخية بخيارات مساهمة للموظفين الجدد لتحسين مستوى معيشتهم.

 

وتتعدد أهداف الملياردير الصيني ما بين "مصالحه الذاتية" إلى "المصالح الوطنية" بل والعالمية، فهو يريد خلق نظام الكتروني يسمح للعملاء والشركات بإتمام جميع الصفقات عبر الانترنت، كما يطمح لخلق مليون وظيفة وتغيير الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية في الصين وجعلها أكبر سوق للإنترنت في العالم، فهو يركز على كيفية تسخير الشبكة العنكبوتية لخدمة الناس ولا يركز على المنتج التكنولوجي ذاته على غرار رواد التكنولوجيا "لاري بيدج" ــ مؤسس "جوجل" ــ أو مؤسس "فيسبوك" "مارك زوكربيرج".

 

 

تحديات
 

وحدد "ما" ثلاثة تحديات أمام تحقيق هذه الطموحات وهي القدرة على خلق "قيمة حقيقية" لعملائه، والتعاون البناء مع الحكومة الصينية، وبناء فريق من قادة الأعمال، وفي هذا الصدد يطمح "ما" إلى تأسيس جامعة تهدف لإنتاج الجيل القادم من رواد الأعمال الصينيين، فذلك سيساعد المزيد من الناس على إيجاد مصادر مستقرة للدخل من جهة ويخدم المجتمع ويطوره من جهة أخرى.

 

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.