أكد عصام كاظم الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري أن دبي تسير بخطوات ثابتة نحو تحقيق رؤيتها الاستراتيجية السياحية مشيراً إلى أن عدد زوار الإمارة منذ بداية العام الجاري وحتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول ارتفع بنسبة 8.4% ليصل إلى 11.7 مليون زائر مقارنة مع 10.8 مليون عدد زوار دبي خلال نفس الفترة من العام الماضي.
وقال كاظم في حوار صحفي مع «الخليج» إنه على الرغم من المخاوف الناشئة عن هبوط أسعار النفط وارتفاع قيمة عملة الدولار إلا أن دبي قادرة على تحقيق هدفها المتمثل في الوصول إلى 20 مليون سائح بحلول 2020 مشيراً إلى أن دبي نجحت في تنويع أسواقها السياحية الأمر الذي وفر لها مرونة وسهل عليها التعامل مع الأزمات التي حدثت في بعض الأسواق المصدرة للسياحة من خلال التعويض عبر أسواق بديلة.
واكد أن دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي ستستضيف نوعاً آخر من السياح يتمثل في السياحة الثقافية والتراثية، إضافة إلى تركيزها على سياحة الأعمال.
18 % زيادة الزوار من السعودية
أوضح كاظم أن عدد الزوار من السعودية واصل تحقيق مستويات نمو قياسية حيث ارتفع منذ بداية العام وحتى نهاية أكتوبر/تشرين الأول بنسبة 18% ليصل إلى 1.31 مليون زائر مشيراً إلى أن السعودية بشكل خاص والخليج بشكل عام من أهم الأسواق المصدرة للسياح إلى دبي ويمتلك السائح الخليجي قوة شرائية كبيرة ويعتبر من أكثر السياح إنفاقاً بالإضافة إلى حجم السوق والقرب في العادات والتقاليد ما يجعل دبي مفضلة لدى العائلات الخليجية.
وعن التدفق السياحي الصيني إلى دبي قال كاظم ان عدد السياح الصينيين إلى دبي ارتفع بنسبة 32% خلال الشهور العشرة الأولى من العام الجاري ليصل إلى 379 ألف سائح مقارنة مع 286 ألف سائح خلال نفس الفترة من العام الماضي مؤكدا ان دبي تعتبر الوجهة الأمثل للزوار الصينيين الذين ينشدون التسوق وارتياد المعالم السياحية، وهي تعد بالنسبة لرجال الأعمال بوابة منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وجنوب آسيا، ونقطة الانطلاق نحو أسواق إفريقيا وأمريكا الجنوبية؛ وتمتلك دبي أضخم مركز تجاري للبضائع الصينية خارج الصين وهو دراجون مارت الذي يخضع حالياً لعملية توسعة جديدة.
وقال كاظم ان دائرة السياحة والتسويق التجاري تعمل وفق خطط عدة لاستقطاب الزوار من مختلف الأسواق التقليدية والجديدة من خلال دراسة هذه الأسواق وفترة الإجازات والعطلات فيها، إلى جانب البحث في متطلباتهم والعوامل التي تشجعهم على زيارة دبي مشيراً إلى أن دبي تمتاز بأنها وجهة يسهل الوصول إليها من خلال موقعها الجغرافي بين الشرق والغرب، إذ يعيش نحو ثلث سكان العالم ضمن مناطق تبعد أربع ساعات طيران عن دبي، في حين يعيش ثلثا العالم ضمن نطاق ثماني ساعات طيران من الإمارة.
ازدياد أعداد السياح
وأضاف كاظم أن عدد الزوار الهنود ارتفع بنسبة 25% إلى 1.26 مليون زائر خلال الشهور العشرة الأولى من العام الجاري وهناك نمو في عدد الزوار من المملكة المتحدة بنسبة 12% إلى 974 ألف زائر بينما وصل عدد الزوار من عمان خلال نفس الفترة إلى 830 ألف زائر بنمو 18% ومن الولايات المتحدة 490 ألف زائر بنمو 4%.
وقال كاظم إن عدد الزوار الباكستانيين إلى دبي وصل إلى 421 ألف زائر والإيرانيين 396 ألف زائر بينما وصل عدد الزوار الألمان 379 ألف زائر ومن الكويت وصل عدد الزوار إلى 361 ألف زائر.
وفيما يتعلق بدور السياحة البحرية في تحقيق رؤية دبي السياحية أكد كاظم ان السياحة البحرية والسياحة العلاجية وسياحة المعارض كلها تلعب أدواراً متكاملة في تحقيق رؤية دبي السياحية 2020 بنسب متفاوتة.
وقال الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للتسويق السياحي والتجاري إنه تم تسجيل أكثر من 455 ألف سائح في إطار سياحة الرحلات البحرية كما استقبلت دبي 107 سفن في موسم 2014 / 2015 مشيرا إلى ان مكانة دبي تتجلى بوصفها مركزاً إقليمياً لستة خطوط للرحلات البحرية، كما أدرج أكثر من 22 خطاً من خطوط الرحلات البحرية الرائدة في العالم دبي بوصفها «ميناءً لا بد من زيارته» في مسارات الرحلات البحرية للركاب العابرين بها أو المقيمين فيها.
السياحة البحرية
وأضاف أن هناك العديد من التطورات التي شهدتها السياحة البحرية خلال الموسم الحالي منها إعلان رويال كاريبيان عن استئناف عملياتها في موسم 2015/2016 بالإضافة إلى نشر سفن إضافية أكبر حجماً من خطوط الرحلات البحرية الحالية التي اختارت دبي لتكون ميناءً لسفنها، ويشمل ذلك خطوط عايدة، وكوستا، وإم إس سي، وتي يو آي ووصول خطوط طومسون للرحلات البحرية في موسم 2016/ 2017 والتي تُعد هذه هي المرة الأولى التي تتخذ فيها خطوط للرحلات البحرية من المملكة المتحدة من إحدى دول المنطقة ميناءً لسفنها.
وفيما يتعلق بالسياحة العلاجية قال كاظم إن دبي تسعى إلى تعزيز مكانتها الإقليمية والعالمية في قطاع السياحة العلاجية عبر توفير عناصر البيئة السياحية الإقليمية والدولية المتمثلة في وجود منتجعات متخصصة بمعايير عالمية، إضافة إلى وجود تشريعات متطورة ومتفقة مع المنظمات المختصة عالمياً في هذا القطاع.
وأشار إلى أن دبي تسعى للحصول على شريحة من هذه السوق النامية بسرعة من خلال مرونتها في تشريع القوانين الحامية لحقوق المرضى، وقدرة النظام الصحي على علاج الحالات المختلفة ضمن المعايير الحديثة، واحتضانها للعديد من المؤتمرات والمبادرات الطبية والإنسانية مشيراً إلى ان دائرة السياحة تنسق مع هيئة الصحة في دبي للترويج للسياحة العلاجية مشيرا إلى ان توقعات هيئة صحة دبي تشير إلى أن عدد السياح بغرض العلاج في دبي سيصل إلى 150 ألفا مع نهاية العام الجاري وسيرتفع هذا العدد إلى 170 ألفاً في 2016 مع عوائد قدرها 1.1 مليار درهم.
وقال كاظم ان سياحة دبي تستهدف طرق جميع الأبواب لتحقيق رؤية دبي السياحية مشيراً إلى أن سياحة الترانزيت تعتبر من الأبواب التي تحاول دبي اختراقها من خلال التنسيق مع جميع الأطراف سواء الفنادق أو شركات الطيران أو منظمي البرامج السياحية خاصة ان النسبة الأكبر من مستخدمي المطار هم من مسافري الترانزيت.
سياحة الترانزيت
وأكد على وجود إمكانات كبيرة للاستفادة من سياحة الترانزيت من خلال تنظيم جولات سياحية قصيرة في الوقت وقريبة من المطار خاصة أن موقع دبي الجغرافي المتوسط بين الشرق والغرب وتطور البنية التحتية السياحية وتوافر عنصر الأمن تؤدي دوراً أساسياً في تنمية هذه السياحة.
واضح كاظم أن وسائل التواصل الاجتماعي باتت وسيلة فعالة للترويج السياحي مشيرا إلى أن الاستراتيجية الجديدة لدائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي تستهدف الترويج للإمارة عبر التركيز على وسائل التواصل الاجتماعي بهدف الوصول إلى جميع الشرائح الاجتماعية في مختلف الأسواق العالمية إلى جانب استخدام الطرق التقليدية في الترويج للإمارة.
وفي إطار الترويج للإمارة أضاف كاظم أن دائرة السياحة تواصل استضافة أعداد متزايدة من قادة ورواد قطاع السياحة والسفر من مختلف أنحاء العالم، لأننا نسعى إلى تشجيع العالم بأسره على زيارة إمارة دبي.
وقال إن الدائرة تواصل جهودها في كل الأسواق المتنوعة، بما في ذلك أوروبا والولايات المتحدة والصين وماليزيا، حيث نتطلع إلى زيادة عدد زوّار الإمارة في عام 2016، من خلال تنظيم هذه الجولات التعريفية التي تركز على مختلف جوانب دبي.
الحملات الترويجية
قال عصام كاظم: إن دبي تعتبر من الوجهات القليلة التي كثفت حملاتها الترويجية في السوق الروسي عقب التباطؤ الذي حدث نتيجة الأوضاع الاقتصادية وتراجع سعر الروبل الذي انعكس على أسعار البرامج السياحية مشيراً إلى أن دبي كثفت جهودها من خلال التنسيق مع مختلف الشركاء من فنادق وشركات سياحية وشركات طيران وتشجيعها على تقديم أسعار وعروض تتناسب مع السائح الروسي في ظل الوضع الحالي.
وأوضح ان دبي حققت مكانة رائدة كوجهة تزخر بالفنادق الفاخرة المتنوعة وتحرص دائماً على تقديم كل ما من شأنه أن يخدم القطاع وفق أرقى المعايير والممارسات العالمية، ولكنها في المقابل تتطلع أيضاً إلى تلبية حاجات زوارها من أصحاب الميزانيات المحدودة، وذلك من خلال تأسيس محفظة متنوعة من الفنادق الاقتصادية عالية الجودة.
وقال إن استراتيجية دائرة السياحة والتسويق التجاري تقوم على جذب المزيد من الاستثمارات إلى الفنادق المتوسطة مشيراً إلى أن دبي اكتسبت سمعتها من خلال الفنادق الفاخرة وهذا سينطبق أيضاً على الفنادق المتوسطة، فدبي تسعى دائماً إلى أن تفوق توقعات السياح، وما نطلق عليه الفنادق المتوسطة في دبي، يعادل الفنادق الفاخرة في مدن كثيرة حول العالم.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}