لماذا يقع عدد كبير من الزلازل المدمرة في الهند ونيبال؟

تعرضت مناطق شمالي الهند لهزة أرضية بقوة 6.7 على مقياس "ريختر" صباح الإثنين الموافق 4 يناير/كانون الثاني، وأسفر عن مصرع 11 شخصاً وإصابة 200 آخرين.

وذكر أحد العاملين في ولاية "مانيبور" الهندية – إحدى المناطق التي تعرضت للزلزال – أن هذه الهزة الأرضية هي أقوى ما شعر به في حياته، وفي ضوء ذلك، تناول "كريستيان ساينس مونيتور" في تقرير أسباب تعرض الهند ونيبال لعدد كبير من الزلازل القوية.

مدى قوة الزلازل

- مهما كانت قوة الهزة الأرضية التي تتعرض لها منطقة ما، فإن هناك بعض العوامل التي تقلل من تداعيات آثارها المدمرة مثل ضعف الكثافة السكانية – مما يقلل من الخسائر البشرية – وانخفاض مستوى المباني.

- غالباً ما يتبع زلزال ما وقوع هزات ارتدادية، وتم تسجيل هزة بقوة 3.6 على مقياس ريختر بعد خمس ساعات من الزلزال الذي ضرب شمالي الهند مؤخراً.

- اشتهرت هذه المنطقة بوقوع زلازل متوسطة إلى قوية، بحسب تقارير نشرها المسح الجيولوجي الأمريكي.

- في 25 أبريل/نيسان الماضي، تعرضت نيبال لزلزال مدمر قوته 7.8 ريختر تبعه هزة أخرى بقوة 7.3 ريختر في 12 مايو/أيار وتسببا في مصرع 9 آلاف شخص على الأقل.

ما السبب وراء وقوع هذه الزلازل؟

- يوجد على الحدود الهندية والأوراسية صفائح وتكوينات واضحة لقوى نظرية "التكتونية"، كما تمتد جبال "الهملايا" لمسافة تتجاوز 3200 كيلو متر بين التبت والهند، وتعد "الهملايا" دليلاً واضحاً على هذه النظرية. 
تعتمد نظرية التكتونيات على الانجراف القاري حيث ينقسم غلاف كوكب الأرض إلى عدد من الصفائح التكتونية (7 أو 8) الكبرى.

- هناك أنواع من هذه الصفائح منها ما هي متحولة وأخرى تباعدية وثالثة تقاربية، وعندما تلتقي الصفائح، فإن تحركاتها هي السبب الرئيسي في وقوع الزلازل والبراكين، كما تتشكل الخنادق والجبال – مثل الهملايا – على حدود الصفائح التكتونية.

- منذ ما يتراوح بين 40 و50 مليون عام، تحولت جزيرة الهند إلى موقعها الحالي المتاخم للصفائح الأوراسية.
 

- تتشابه الطبيعة الأرضية والجيولوجية للصفائح الهندية والأوراسية من حيث الكثافة الصخرية، ولا يمكن أن تنسحب واحدة تحت أخرى، وبالتالي تحول الضغط إلى أعلى ونتج عنه تشكيل أعلى سلسلة جبال في العالم "الهملايا".

- عملياً، تحدث تصادمات لصفائح القشرة الأرضية تحت السطح باستمرار في الخنادق المحيطية نظراً لانزلاق قشرة قارية كثيفة تحت أخرى أقل كثافة، ولا تزال الصفائح الهندية والأوراسية تتحرك في اتجاه بعضها البعض، وهو ما ينتج عنه نمو جبل "إفرست" بحوالي 6 سنتيمترات سنوياً.

- مع استمرار تحرك صفائح القشرة الأرضية تجاه بعضها البعض، يتزايد الضغط، وتم تسجيل بعض أقوى الزلازل على مر التاريخ منذ 50 مليون عام حينما التقت الصفائح الهندية مع الأوراسية لأول مرة، بحسب المسح الجيولوجي الأمريكي.

- في عام 1934، تعرضت الهند لهزة أرضية عنيفة أسفرت عن مصرع أكثر من 30 ألف شخص وإصابة آخرين.

كيفية مواجهة الهزات الأرضية
 

يرى العالم الجيولوجي في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا "جان-فيليب أفواك" أن القشرة الأرضية تكون مفعمة بالطاقة، وتحتاج لإطلاقها في لحظة ما.

تعمل منظمة "GeoHazards International" غير الربحية على تقليل الآثار المدمرة للزلازل في المجتمعات الأكثر تعرضاً لها على مستوى العالم، وتزعم أن هناك إجراءات محتملة يمكن عن طريقها إيجاد حلول لمجابهة هذه الكوارث الطبيعية.

أشارت المنظمة إلى أنه من الضروري تكثيف وعمل الدراسات التي يمكن من خلالها توقع الزلازل مع تطوير أجهزة إنذار دقيقة.

طالب خبراء حكومات دول العالم بتقييم المباني السكنية ومنشآت البنية التحتية ومدى خطورة تدميرها بهزات أرضية مع التركيز على المدارس والمستشفيات على وجه الخصوص في المناطق المعروفة بوقوع زلازل بها.
 

من الضروري أيضاً وضع آليات لمكافأة وتحفيز القطاع الخاص من أجل تعزيز والالتزام بقواعد البناء.