كشف خالد الفالح رئيس أرامكو السعودية، عن أن أرامكو بصدد تكرير 8 ملايين برميل يوميا من الزيت الثقيل في السنوات العشر القادمة، موضحا، أن عملية تكرير هذه الكمية ستكون من خلال المصافي الثلاث التي تم إنشاؤها في ينبع بالإضافة إلى الإنتاج في رأس تنورة، مشددا على أن أرامكو السعودية منفتحة على الاستثمارات المشتركة المربحة.
وقال إن رؤية أرامكو في الدخول في شراكات استراتيجية مع الشركات العالمية في مجال صناعة البتروكيماويات تتمثل في قدرة الشركاء على توفير أسواق عالمية للإنتاج، مؤكدا، أن أرامكو تمتلك القدرة المالية لتمويل مثل هذه المشاريع الضخمة، وأضاف: «أنشأنا العديد من المشاريع الضخمة مثل خريس ومصفاة جازان.» لافتا إلى أن مشروع «ياسرف» الذي وقع مؤخرا، يدخل ضمن استراتيجية أرامكو في عملية إدخال الشريك الأجنبي في توفير الأسواق اللازمة للإنتاج، لاسيما أن هذه المشاريع أنشئت للتصدير بالدرجة الأولى.
وبشأن تنامي الطلب المحلي على الطاقة، ومدى قدرة أرامكو على مواكبة التزايد المطرد في الطاقة، أوضح، أن الطلب المتنامي وصل لمرحلة يصعب معها الاستمرار في الوضع الراهن، مؤكدا وجود مبادرات مع جهات منها مركز طاقة بمدينة الملك عبد العزيز للتقنية لرفع الطاقة الاستهلاكية، بالإضافة لذلك فإن الشركة تعمل مع جهات لاستبدال الديزل بالغاز، مما يخفف العبء على الطاقة ويجعل الاقتصاد الوطني أكثر كفاءة.
وقال إن أرامكو السعودية تسعى لتكون من أفضل ثلاث شركات عالمية في صناعية البتروكيماويات، مضيفا، أن الشركة ستمضي قدما في مجال صناعة البتروكيماويات، من خلال تعزيز المشاريع المشتركة ودراسة الفرص المتاحة في هذا المجال، مشيرا إلى أن الشركة تسير في الاتجاه الصحيح، حيث كانت وستبقى الشركة الأولى في استخراج الموارد الطبيعية، من أجل خدمة الأجيال القادمة، مؤكدا، أن عمليات التنقيب والتكرير تشهد نموا كبيرا.
من جهتهم، اعتبر خبراء اقتصاديون أن اتجاه أرامكو السعودية للدخول بقوة في صناعة البتروكيماويات بالإضافة إلى إنتاج النفط والغاز خطوة مهمة في طريق التحول التدريجي نحو التوسع في الاستثمارات الصناعية، مشيرين إلى سعي أرامكو من خلال إبرام العديد من الاتفاقيات مع الشركات العالمية في صناعة البتروكيماويات، إلى جانب استغلالها للميزة النسبية للمملكة بما ينسجم مع التوجه العام للدولة لتنويع مصادر الدخل وتقليل الاعتماد على النفط كسلعة وحيدة في دعم الاقتصاد الوطني.
وأكد الخبراء أن دخول أرامكو السعودية في الصناعات البتروكيماوية، لا يمثل منافسة لسابك بقدر ما يمثل دورا مكملا، مستبعدين أن يكون لدى أرامكو أدنى تفكير في منافسة سابك لافتين إلى أن الشركتين تعملان ضمن نسق واحد يدعم الاقتصاد الوطني.
وأوضح الدكتور تيسير الخنيزي «خبير اقتصادي» أن دخول أرامكو السعودية في صناعة البتروكيماويات جاء بعد إعطاء الدولة للشركة متسعا للبحث عن الفرص الاستثمارية الصناعية، عوضا من التركيز على إنتاج النفط والغاز، بالإضافة لمحاولة الاستفادة من ما تمتلكه أرامكو من قوة اقتصادية وقدرة كبيرة على مساندة «سابك» في استغلال الميزة النسبية بالمملكة، خاصة ان الدولة بدأت في استغلال الموارد الطبيعية في ترسيخ صناعة البتروكيماويات بالمملكة منذ 35 عاما تقريبا، مضيفا، أن عملية استغلال القيمة المضافة من الصناعات النفطية تتطلب دخول أكثر من لاعب كبير، ما يجعل أرامكو السعودية في مقدمة الشركات القادرة على مساندة سابك في دعم الصناعات البتروكيماويات، مشيرا إلى أن تجربة سابك أعطت نتائج إيجابية خلال العقود الثلاثة الماضية، فقد تمكنت من استغلال الغاز الذي كان يتخلص منه في الهواء في إنشاء قاعدة صناعية ضخمة، موضحا، أن دخول أرامكو السعودية في صناعة البتروكيماويات يمثل تجسيدا عمليا للاستراتيجية التي وضعتها الدولة والتي تسير فيها بشكل تدريجي منذ سنوات عديدة، بحيث يتم استغلال المواد الإنتاجية من المشتقات النفطية فبما يعود على الاقتصاد الوطني بالفائدة ويعزز من قدرته التنافسية على المستوى العالمي.
وقال الدكتور علق العلق أستاذ المالية والاقتصاد بجامعة الملك فهد للبترول والمعادن، أن أرامكو السعودية مملوكة بشكل كامل للدولة، كما تملك نسبة كبيرة من سابك، ما يعني أن التنافس ليس واردا بينهما، موضحا، أن الهدف من وراء دخولها في هذه الصناعة لا يعدو عن كونها استغلالا للميزة النسبية، مضيفا، أن أرامكو السعودية من الشركات المنتجة للنفط ولديها الكثير من المنتجات التكريرية، ما يعني أن التوسع في مجال البتروكيماويات أمر طبيعي باعتباره تمددا أفقيا، كما أنه يمهد الطريق أمام الشركة للتوسع العمودي مستقبلا في الصناعات التحويلية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}