كشف مروان بن جاسم السركال، المدير التنفيذي لهيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) أن نهاية العام الجاري ستشهد إطلاق عن العديد من المشاريع، التي بدأت شركة «عمران العقارية» التي تم تأسيسها في وقت سابق من هذا العام بالشراكة مع «إعمار العقارية» وشركة «إيجل هيلز» تنفيذها فعليا في العديد من المناطق في الإمارة.
وقال السركال في حوار مع «الخليج» إن الهيئة قامت بالعديد من المشاريع خلال النصف الأول من العام الحالي أهمها مشروع مليحة للسياحة البيئية، الذي أضاف قيمة جمالية أخرى إلى جملة ما تمتلكه وتديره الهيئة من مشاريع، وفي ما يلي نص الحوار:
* ما أهم المشاريع التي شرعتم بها في الأشهر الستة الأولى من العام الجاري؟
- تمتلك هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير «شروق» مجموعة متنوعة من المشاريع السياحية والترفيهية والعقارية، وتعمل باستمرار على رفد محفظتها المتنامية بالمزيد من المشاريع النوعية، وقد مثّل مشروع «مليحة» للسياحة البيئية والأثرية، الذي أطلقنا مرحلته الأولى مطلع العام الجاري، إضافةً قيمةً أخرى إلى جملة ما نمتلكه ونديره من مشاريع، وإلى المشهد السياحي والترفيهي للإمارة عموماً.
«مشروع مليحة»
ويشكل المشروع فئة جديدة كلياً من المشاريع السياحية التي لم تعهدها منطقة الخليج العربي من قبل، إذ يعد نموذجاً فريداً من نوعه يجمع بين التاريخ والطبيعة والثقافة وفن الضيافة الراقي لتقديم تجربة ترفيهية جديدة لعشاق المغامرة في أحضان الطبيعة، وقد بات المشروع يشكل نقطة جذب جديدة للزوار في المنطقة.
وخلال الفترة القريبة المقبلة، نتطلع إلى البدء بالتعاون مع الشركاء والجهات المعنية بالعمل على المرحلة الثانية من مشروع مليحة للسياحة البيئية والأثرية، التي يقدر حجم الاستثمار المتوقع فيها خلال الأعوام المقبلة بنحو 250 مليون درهم.
* ما الأهمية التي يمثلها مشروع «مليحة»؟
- يكتسب مشروع «مليحة» أهميته الكبيرة من كونه يحفظ تاريخ منطقة مليحة وتراثها العريق ويصونهما من الاندثار، إذ تعتبر مليحة، التي شهدت أول نشاط بشري منذ أكثر من 130 ألف عام، أهم المناطق ذات القيمة التاريخية في دولة الإمارات.
ويتكون المشروع من مرافق ومواقع تاريخية متنوعة ويعد مركز مليحة للآثار أبرز هذه المرافق، كونه يتيح للزائر التعرف إلى المنطقة من خلال تقنياته التفاعلية المتطورة، وموجوداته من اللقى والقطع الأثرية التي عثر عليها في المشروع؛ وأما أهم المواقع التاريخية، فهي: ضريح أم النار، وقلعة مليحة، وقصر مليحة، وبيت المزرعة، وصخرتا الجمل والأحفور، بالإضافة إلى عدد من المدافن والأضرحة والمواقع الأثرية التي تعود إلى عصور قديمة متفاوتة.
المرحلة الثانية
كما أن المرحلة الثانية من مشروع «مليحة» تتضمن إنشاء منتزه مليحة الصحراوي على مساحة 450 كم مربعا، وهو عبارة عن محمية للحياة البرية المحلية في منطقة المشروع، وسيتم إطلاق مجموعة من الحيوانات البرية فيها، مثل المها العربي وغزلان الصحراء وغزلان الجبال بالتعاون مع هيئة البيئة والمحميات الطبيعة بالشارقة، كما ستتضمن المرحلة الثانية إنشاء مجمع التخييم الليلي، الذي سيجهز بالكامل لتلبية متطلبات محبي التخييم، إضافة إلى «استراحة مليحة»، وهي عبارة عن مبان قديمة تعمل شروق على تجديدها وتطويرها وتجهيزها للمبيت والإفطار ضمن المشروع، وستدار من قبل مشغل فندقي متخصص.
كما سيتم أيضاً ضمن المرحلة الثانية إنشاء مرصد فلكي بالتعاون مع مركز الشارقة لعلوم الفضاء والفلك وذلك لإتاحة الفرصة لهواة الرصد الفلكي للاستماع بمشهد النجوم والسماء من قلب مليحة.
وخصصت شروق في المرحلة الثانية ثلاث مناطق ضمن المشروع لإقامة فنادق ومنتجعات فخمة تخدم المنطقة والسياح، وسيتم عرض تلك المناطق أمام المستثمرين الراغبين بالاستفادة من الإمكانات والفرص الواعدة لمشروع مليحة والمنطقة الوسطى عموماً.
ويوفر «مليحة» لزواره مجموعة من الأنشطة الترفيهية مثل ركوب الدراجات الهوائية، وجولات السير على الأقدام أو بسيارات الدفع الرباعي، والقفز بالمظلات والمظلة المروحية، إضافة إلى مخيم البقاء على قيد الحياة. وأود الإشارة هنا، إلى أننا في «شروق» لا نستهدف الكم في المشاريع التي نطلقها، بقدر ما نركز على الجودة والقيمة المضافة اللتين يحققهما المشروع لاقتصاد الشارقة؛ كما أن جهود «شروق» لا تنحصر في إطلاق المشاريع فحسب، بل تمتد أيضاً إلى الترويج للشارقة واقتصادها المتنامي، وتنظيم الفعاليات والملتقيات الاقتصادية محلياً وخارجياً، للتعريف ببيئة الأعمال الجاذبة التي نملكها، وبالتالي جذب المزيد من الاستثمارات ورؤوس الأموال إليها، وتعزيز مكانتها وجهة أولى للأعمال في المنطقة.
* ما آخر تطورات مشروع «قلب الشارقة»؟
- يمثل مشروع قلب الشارقة التطويري أهمية كبيرة لمنطقة تاريخية شكلت النواة الأولى للشارقة.
نسعى من خلال المشروع إلى الحفاظ على تراث قلب الشارقة العريق لما يمثله من أهمية للإمارة والمنطقة ككل، وقد وصلنا إلى مرحلة متقدمة على صعيد إنجاز «فندق البيت»، المشروع القائم على ترميم عدد من المنازل القديمة في قلب الشارقة، وضمها لتشكل بمجموعها فندقاً عصرياً بتقنياته وخدماته، وأصيلاً بمظهره وتاريخه وتراثه، على أن يكتمل العمل بالفندق خلال عام 2017.
كما أن لدينا رؤية فريدة لمنطقة قلب الشارقة، فهذا المشروع - الذي من المتوقع اكتمال مراحل تطويره الخمس بحلول عام 2025 - تزداد قيمته وأهميته مع مرور الزمن، ونريد في شروق أن يشكل رابطاً قوياً يربط الناس بماضينا وتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا، كما أننا نسعى من خلاله إلى تجسيد استراتيجيتنا المتمثلة بتطوير وجهات ذات قيمة مضافة مع الحفاظ على بيئتها ومواردها.
توسعات سوق الشناصية
وافتتحت هيئة الشارقة للاستثمار والتطوير (شروق) سوق الشناصية بنهاية العام الماضي، بعد أن أعادت بناءه في موقعه الأصلي بمنطقة قلب الشارقة، على مساحة 5872 متراً مربعاً، ويضم السوق 17 محلاً تجارياً متنوعاً، تقتصر معروضاتها على المنتجات والسلع التراثية، والأزياء التقليدية التي تعبر عن الهوية الوطنية، إضافة إلى الحلويات التقليدية والعطور التي اشتهرت بها هذه المنطقة تاريخياً.
وانطلاقاً من إيمان شروق بأهمية دعم المشاريع الصغيرة والمتوسطة، ودورها الرائد في دفع عجلة التنمية والاقتصاد، فقد خصصنا هذه المحال لرواد الأعمال الشباب بالكامل، دعماً لطموحاتهم ونموهم وتمكينهم، وهذا النهج متبع لدينا في جميع مشاريعنا الأخرى، بما ينسجم مع رؤية القيادة الرشيدة بهذا الصدد.
وسيشهد السوق خلال الفترة القليلة المقبلة، افتتاح عدد من المحال الجديدة أمام الجمهور، منها مقهى «قهوة قهوة» الذي تم تصميمه وفق الطراز المعماري البحريني، والذي سيتيح لزواره أجواء الضيافة الخليجية المميزة، إضافة إلى متجر «التصاميم 1971» الذي يقدم فرصة اقتناء أعمال من إبداعات نخبة من المصممين المحليين والخليجيين، إضافة إلى عدد آخر من المحال الجديدة التي يتوقع أن تشكل إضافة قيمة للسوق عند افتتاحها.
جزيرة النور و«المنتزه»
تلعب مشاريع «شروق» ووجهاتنا الترفيهية، دوراً مهماً في النمو الاقتصادي في إمارة الشارقة، فعلى سبيل المثال، استطاعت جزيرة النور، التي أطلقناها في قلب بحيرة خالد نهاية العام الماضي، أن تتبوأ سريعاً مكانة متميزة في المشهد السياحي في الإمارة، وأصبحت إحدى وجهات الجذب الرئيسية للسياح والمقيمين في الإمارة.
من جانب آخر، نخطط بحلول نهاية العام الجاري لافتتاح توسعة «المنتزه»، الوجهة المائية والترفيهية في الشارقة، حيث سيتم إضافة العديد من المرافق الجديدة كلياً للمشروع، لتعزيز الخيارات الترفيهية المتاحة أمام الأفراد والعائلات، وتحفيزهم لزيارة المنتزه مرة بعد أخرى.
* وما توقعاتكم للوضع الاقتصادي في الشارقة حتى نهاية العام؟
- تمكنت الإمارة على مدى الأعوام القليلة الماضية من إثبات دورها ومكانتها بصفتها قوة اقتصادية رئيسية في المنطقة، فعلى الرغم من اندلاع الأزمة المالية العالمية عام 2008، وما تبعها من آثار مدمرة لا تزال بعض الاقتصادات الكبرى في العالم تعاني تبعاتها حتى ، إلا أن الشارقة، بفضل رؤية قيادتها الرشيدة، ومرونة قطاعاتها، وامتلاكها منظومة اقتصادية فريدة من نوعها، نجحت في تجنب كل هذه التحديات، واستطاعت تحقيق معدلات نمو متواصلة حتى في أقسى سنوات الأزمة، ما أكد سلامة النهج الاقتصادي الذي تتبعه الإمارة، القائم على اقتصاد يتميز بوجود قاعدة إنتاجية متنوعة وغنية تسهم فيه جميع القطاعات بنسب متقاربة، بعيداً عن هيمنة قطاع أو اثنين على مدخلات العملية الاقتصادية ومخرجاتها.
مقومات اقتصادية
وتمتلك الإمارة نقاط قوة تتمثل في المناطق الصناعية الشاسعة والمناطق الاقتصادية الحرة الرائدة، مثل المنطقة الحرة لمطار الشارقة الدولي، والمنطقة الحرة بالحمرية، التي أسهمت بوضوح في نجاح سياسة التنويع الاقتصادي التي تتبعها الإمارة خلال الأعوام الماضية؛ وحالياً، تمر الإمارة بمرحلة مهمة من التحول الاقتصادي، شهدنا معها ظهور مفهوم المناطق الاقتصادية المتخصصة، على غرار مدينة الشارقة للرعاية الصحية، ومدينة الشارقة للإعلام، وهذا النهج التخصصي الجديد من شأنه أن يغدو عامل جذب رئيسيا للشركات محلياً ودولياً، لاسيما مع التسهيلات الكبيرة المقدمة للمستثمرين لإطلاق أعمالهم، والمزايا المتنوعة مثل الإعفاء من الضرائب، وتوافر البنية التحتية وخدمات النقل اللوجستي الرفيعة المستوى، والأيدي العاملة الماهرة، وغيرها الكثير.
وبناء على ذلك، فإننا نتوقع لاقتصاد الشارقة مواصلة نموه الكبير خلال العام الجاري، لاسيما بعد أن حققت الإمارة نمواً في الناتج المحلي الإجمالي بلغت نسبته 8% في عام 2015.
جاذبية الشارقة
منذ تأسيسها، وضعت «شروق» هدفاً أساسياً يتمثل في العمل الدؤوب للترويج للشارقة استثمارياً في مختلف أنحاء العالم، ونظمنا العديد من ملتقيات الأعمال سنوياً لتعريف المستثمرين بما لدينا من فرص استثمارية مغرية ضمن مختلف القطاعات، لاسيما السياحة والترفيه، والرعاية الصحية، والتنمية البيئية، والنقل والخدمات اللوجستية، وما نملكه من مقومات تساعدهم في إطلاق أعمالهم وسط بيئة حاضنة وداعمة تقدم لهم كل ما يحتاجونه ويتطلعون إليه.
وأستطيع أن أقول إننا نجحنا بفضل هذه الجهود في ترسيخ اسم الشارقة لدى المستثمرين والشركات الدولية، وجعلها خياراً مفضلاً في المنطقة، وأصبحنا نشهد زيادة مطردة في أعداد الراغبين بتأسيس أعمالهم في الإمارة.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}