تقنيات رائعة وتحول سحري وأفكار قد تبدو غريبة لأحد الأجيال لكنها مألوفة إلى جيل آخر، هكذا كان الحال مع تطوير الكهرباء ورحلات الفضاء والإنترنت، وفي الغالب سيكون كذلك مع السيارات ذاتية القيادة.
وشهدت الأسابيع الماضية موجة من الإعلانات مثل، بدء سنغافورة لأول تجربة علنية في العالم لخدمات التاكسي الآلي، كما أعلنت "أوبر" و"فولفو" عن شراكة لتطوير أسطول سيارات أجرة ذاتية القيادة، بحسب تقرير لـ"فاينانشال تايمز".
تكنولوجيا القيادة الذاتية "نعمة للبشرية"
- يرى مؤيدو الفكرة أن السيارات ذاتية القيادة لا يمكنها الوصول بسرعة كافية، لكن السيارات التقليدية غير فعالة وخطرة حيث يقضي السائقون 95% من حياتهم في زحام الشوارع.
- كما أن المركبات التقليدية تقتل 3500 شخص يومياً حول العالم ويرجع 90% من أسباب الحوادث إلى الخطأ البشري، إضافة إلى أنها تلوث البيئة.
- التوسع في إنتاج السيارات ذاتية القيادة بشكل كامل مع تحسن السيارات الكهربائية قد يمثل نعمة كبيرة للبشرية، ويمكن أن يؤدي لاستخدام أكثر كفاءة للموارد وإنقاذ المزيد من الأرواح والحد من الازدحام.
- تتوقع "وود ماكنزي" أن تمثل السيارات ذاتية القيادة 15% من حجم السيارات في العالم بحلول 2030، لكن هناك عقبات تواجه هذا التوسع وقد تعيقه، خاصة مع صعوبة مطابقة أومحاكة البشر ككائنات حسية.
تساؤلات وتحديات
- كيف يمكن للسيارة أن تميز بين كيس من البلاستيك تحمله الرياح وكلب هارب؟ وكيف يمكن لها أن تقطع طريقها عبر حشد من الناس أمام ملعب لكرة القدم؟ كلها تساؤلات تتبادر للأذهان.
- يرى المهندسون أن عبقرية السيارات ذاتية القيادة تكمن في قدرتها على التواصل، فبينما يتعلم فرد واحد من خطأ ارتكبه، يمكن لكافة السيارات أن تتعلم من خطأ واحد حدث في إحدى المركبات، إنها مسألة وقت.
- يبقى التحدي الأصعب هو الإنسان، حتى مع تطوير سيارات ذاتية القيادة كلياً، سيكون هناك حاجة لمزيد من الوقت ربما عقود لتتحرر هذه التكنولوجيا من مخاوف الحكومات والمستهلكين.
- هناك مقاومة من الغريزة الإنسانية ضد تسليم التحكم إلى النظام الآلي، لا سيما في ضوء المخاوف من القرصنة والاختراق الإلكتروني، إضافة إلى أن معايير السلامة الآلية أعلى بكثير من البشرية وذلك ربما يؤدي لحوادث.
- الأمر الآخر، بالنسبة لكثير من السائقين تعتبر السيارات امتدادا لهويتهم، ورمزاً ميكانيكياً للاستقلال والحرية والتحكم، ولن يتخلوا عن كل ذلك بسهولة.
مخاوف بشرية
- يقول أحد المهندسين في وادي السيليكون إن حادثا واحدا متهورا قد يتسبب في رد فعل عنيف وإيقاف هذه الصناعة لمدة عشر سنوات، وهو ما سيكون مأسوياً إذ يمكنها إنقاذ عشرات الآلاف من الأرواح سنوياً.
- نشر السيارات ذاتية القيادة من شأنه القضاء على الملايين من فرص العمل، كما أنه سيثير بعض القضايا المهمة من قبل صناعة التأمين والمجتمع القانوني مثل مساءلة المالك أو المصنع أو المطور عن الأضرار والحوادث؟
- بعض الحكومات يسرت بيئة تنظيمة وقانونية متساهلة مثلما هو الحال في الصين وسنغافورة والمملكة المتحدة والعديد من الولايات الأمريكية، بينما يخضع بعض السياسيين لمخاوف العامة.
- ربما تصبح رؤى السيارات ذاتية القيادة قريباً قادرة على الوصول للكمال التكنولوجي، لكن نجاحها سيحدد بمدى إجادتها لاستيعاب النفوس البشرية.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}