تواجه شركة "هانجين" إحدى أكبر الشركات الرائدة في مجال شحن الحاويات في العالم مشكلات عصيبة، وتقترب من حافة الإفلاس بسبب توقف البنوك عن تقديم الدعم المالي لها، والاستيلاء على سفنها.
وقد ذكرت الشركة أنها تعرضت لخسارة في الربع الأول من العام بلغت قيمتها 261.1 مليار وون كوري جنوبي (233.6 مليون دولار)، من مبيعات قدرها 1.59 تريليون وون كوري جنوبي، وذلك بسبب انخفاض أسعار الشحن إلى مستويات قياسية.
كما قالت الشركة إن 44 من بين 98 سفينة حاويات تمتلكها لم تتمكن من الوصول إلى موانئ في جميع أنحاء العالم، وإنه تم الاستيلاء على إحدى سفنها.
وليست شركة "هانجين" هي التي تعاني وحدها في وضع السوق الحالي، فقد أشارت شركة "نومورا" في مُذكرة بحثية إلى أن شركات الحاويات في كوريا الجنوبية تلقت ضربة قاسية لأنها وضعت أسعار استئجار السفن وفقًا للأسعار المرتفعة لعام 2010، وذلك قبل انخفاض سعر الشحن.
وحسبما ذكرت "سي إن بي سي"، تعد "هانجين" لاعبًا كبيرًا وأساسيًا في الصناعة، وقد صنفتها الشركة العالمية "ألفا لاينر" للموانئ والملاحة في المركز السابع على مستوى العالم، بحصة سوقية تبلغ 2.9%، مقارنة مع الشركة الأكبر "ميرسك" التي تمتلك 622 سفينة وحصة سوقية قيمتها 15.4%.
وتتسبب الحراسة القضائية على "هانجين" في مشكلات بالنسبة لتجار التجزئة، الذين ينتظرون البضائع المُحملة في حاوياتها من أجل عيد الميلاد، مما يُسبب ارتباكًا للتجار.
وقد وجهت رئيسة جمعية رواد صناعة التجزئة "ساندي كينيدي" خطابًا إلى وزارة التجارة الأمريكية ولجنة النقل البحرية الاتحادية ذكرت فيه أن هناك احتمالا لوقوع ضرر واضح يتضاعف تأثيره على جميع أنحاء سلاسل التوريد العالمية، مُضيفة أن الموانئ كانت ترفض الإفراج عن البضائع دون دفع ضمانات، وأشارت كينيدي إلى أن "هانجين" تمثل 8% من حجم التجارة في السوق الأمريكي.
وقال الخبير الإستراتيجي في "Kiwoom" للأوراق المالية "دانيال يو إن" "هانجين" تتعامل مع أكثر من 50% من شحنات شركة "سامسونج" للإلكترونيات من كوريا الجنوبية إلى أمريكا، ومع 23% من أجهزة شركة "إل جي" التي تبحث عن حل طارئ لعلاج مشكلة نقل أجهزتها.
ووفقًا لشركة "ميرسك" فإن نحو 90% من التجارة العالمية يتم نقلها عن طريق السفن.
كيف سيؤثر ذلك على القطاع؟
يقول "جريج نولر" محرر النقل البحري والتجاري في "IHS Markit"، إن من المفارقات أن انهيار "هانجين" لن يكون له تأثير في علاج الفائض الموجود من السفن في الصناعة، ولن يحدث شيء سوى أن السفن التي تمتلكها سوف تُباع أو يتم تأجيرها.
وقد أضاف أن خروج "هانجين" من السوق لن يُقلل من أعداد السفن، ولن يُقلل من المشكلة الأساسية المُتمثلة في وجود عدد كبير من السفن مقابل قلة البضائع.
بينما كان "دانيال يو" أكثر تفاؤلاً، حيث أشار إلى أن انهيار "هانجين" قد يعني وصول الأسعار إلى القاع، متوقعًا زيادة الطلب من جانب الولايات المتحدة، واستقرار الطلب الصيني، وانخفاض أزمة الاتحاد الأوروبي، مما يساعد على تحسن التجارة العالمية.
كيف ستتضرر كوريا الجنوبية من إفلاس "هانجين"؟
لا يتوقع المحللون أن يتأثر اقتصاد كوريا الجنوبية كثيرًا بسبب "هانجين"، وأشار "يونج كوون"، الخبير الاقتصادي في "نومورا"، إلى أن الأثر الاقتصادي المباشر سيكون محدودًا، على الرغم من أن ذلك سوف يؤثر على المعنويات في سوق الائتمان المحلي.
كما قال في مقابلة مع "سي إن بي سي" إن هناك بعض المخاطر السلبية من تأخير شحنات المصدرين، إلا أن حكومة كوريا الجنوبية قد قامت بالفعل بإعادة هيكلة شركات النقل البحري.
وفيما يتعلق بالبنوك، قال "دانيال يو" إن تأثير انهيار "هانجين" سوف يكون محدودًا على القطاع المصرفي، لأن القطاع بات يدرك الصعوبات التي تمر بها الشركة منذ بداية 2015، واتخذت إجراءات تحضيرية لمواجهة الخسائر المحتملة.
وتوقع "يو" أن تبلغ خسائر بنك كوريا للتنمية والبنوك المملوكة للدولة بنحو مليار دولار، في حين سوف تخسر الخطوط الجوية الكورية التي هي جزء من مجموعة "هانجين" أيضًا نحو 700 مليون دولار.
وقال تقرير شركة "سيتي جروب" إنه على الرغم من أن الخطوط الجوية الكورية قد تواجه انخفاض القيمة في شركة "هانجين"، إلا أنها لن تقدم مساعدات مالية لها، وأشار التقرير إلى أن شركة الطيران قد تحتاج لضخ 700 مليار وون كوري لإنقاذ شركة "هانجين".
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}