شهدت الصين تحولاً كبيرًا على مدار الـ 70 عامًا الماضية، إذ تحولت من بلد ريفي كبير إلى واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم.
وكان التغير الذي حدث في الصين سريعًا للغاية، فمن القفزة العظيمة للأمام عام 1958 والتي شهدت مجاعة واسعة النطاق إلى النزعات الرأسمالية في السنوات الأخيرة، بحيث تغير شكل الصين واقتصادها بشكل يصعب التعرف عليها، ونشرت شبكة "بي بي سي" تقريرًا يتضمن مراحل التحولات التي شهدتها البلاد.
1- قفزة نوعية للأمام (1958- 1961)
ظلت الصين حتى منتصف القرن العشرين بلدا ريفيا إلى حد كبير يعتمد اقتصادها على الزراعة، وقد قاد الزعيم ماو تسي تونغ عام 1958 حملة أطلق عليها اسم "القفزة العظيمة للأمام" لتسخير العدد الكبير لسكان الصين لتطوير الدولة بشكل سريع من الاقتصاد الزراعي إلى مجتمع شيوعي حديث، من خلال عمليتي التصنيع والتنظيم الجماعي السريعين، لجعلها تنافس اقتصاديًا على المستوى العالمي.
وتم إنشاء نحو 23.5 ألف بلدية، إلا أن النتائج كانت كارثية، ولم يكن لدى المزارعين أي فكرة عن كيفية تشغيل المصانع، ونتج عن ذلك مجاعة واسعة النطاق، أدت إلى مقتل عشرات الملايين من الأشخاص.
2- الثورة الثقافية (الستينيات وحتى عام 1976)
شهدت الصين تباطؤ النمو الاقتصادي معظم فترة الستينيات والسبعينيات، حيث أدت الثورة الثقافية التي قادها "ماو تسي تونغ" إلى موت الملايين، وظلت الصين تكافح اقتصاديًا خلال تلك الفترة، وبعد موت ماو تسي عام 1976، وفي حين ظل بعض أنصاره مخلصين لمبادئه، إلا أنه كان هناك شعور متزايد لحاجة الصين لتطبيق خطة اقتصادية جديدة تناسب القرن العشرين.
3- عصر الازدهار (1978- 1990)
في عام 1978 سمح الزعيم الجديد للصين "دنغ شياو بينغ" بإنشاء الشركات الأجنبية داخل الصين، وقد أدت سياسة الباب المفتوح التي أعلن عنها إلى استثمار الولايات المتحدة وغيرها من البلاد داخل الصين، وإلغاء نظام البلدية، ومنح المزارعين المزيد من الحرية لبيع بضائعهم، مما أدى إلى ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 10% سنويًا، وخلال عقد أصبحت الصين تحتل المركز الـ 13 كأكبر مصدر للنفط في العالم، كما وُضع قرار طفل واحد لكل أسرة حيز التنفيذ للحد من الانفجار السكاني.
4- هونج كونج (1997)
عندما نقلت بريطانيا سيادة هونج كونج للصين عام 1997، كانت هناك مخاوف من أن تطغى الشيوعية على النظام الرأسمالي، ومع ذلك ظلت هونج كونج منذ عام 1997 تحتفظ بنظامها الرأسمالي، وتمتلك هونج كونج نظامها القانوني الخاص بها وحقوقها، وهو ما يعرف بنموذج دولة واحدة ونظامين، وتحافظ هونج كونج على نظامها الاقتصادي والاجتماعي لمدة 50 عامًا من تاريخ التسليم، إلا أنه في السنوات الأخيرة تم تنظيم احتجاجات مؤيدة للديمقراطية ضد خطط الصين لمستقبل هونج كونج.
5- اتجاه الشرق نحو الغرب (2003-2008)
شهدت الصين المزيد من التحضر، فقد كانت الألعاب الأولمبية التي عُقدت عام 2008 نجاحًا كبيرًا للبلاد، وأُشيد بها على مستوى العالم، فقد عكس تعقيد البناء في الاستاد الوطني براعة الصين في العمارة.
6- بناء المدن الكبرى (2010- 2014)
تشير التقديرات إلى أن 350 مليون مواطن صيني آخرين سوف يصبحون من سكان المناطق الحضرية بحلول عام 2025، وتشهد المدن الصينية حجما أكبر وسرعة في أعمال البناء لم تشهد من قبل، فبين عامي 1990 و2004 تم إقامة 85 كيلومترا مربعا من المساحات التجارية في شنغهاي، ويستمر التحضر داخل الصين بسرعة كبيرة، وهناك من يرى أن البلاد تفقد هويتها الريفية التقليدية.
7- تحول القرى إلى مدن (2015)
منذ عشر سنوات لم يكن يعيش في قرية الحصان الأبيض غرب الصين سوى 3 آلاف شخص، وبعد عقد من الزمان تحولت إلى مدينة، وصارت القرية نموذجًا مصغرًا للتحضر الذي يحدث في جميع أنحاء الصين.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}