ضرب زلزال بقوة 5 درجات على مقياس ريختر مدينة أوكلاهوما الأسبوع الماضي، محدثاً هزة أرضية تسببت في أضرار بالغة في المنطقة المحيطة شملت عددًا من المدارس وغيرها من المباني، لتضطر بعضها إلى إغلاق أبوابها في أعقاب تلك الهزة الأرضية من أجل إجراء اختبارات السلامة الضرورية.
ولحسن الحظ لم يتسبب الزلزال في أضرار كبيرة لأنابيب النفط المارة قرب مدينة كوشينج، والتي تعتبر مركز تقاطع لمجموعة كبيرة من أنابيب النفط التي يتم نقل النفط عبرها إلى مختلف أنحاء الولايات المتحدة، ولكن على الرغم من ذلك لاحظ المنظمون في أوكلاهوما وجود تسرب للغاز، تطلب إغلاق جميع خطوط النفط والغاز في المنطقة.
ويبلغ حالياً حجم مخزونات النفط في مدينة كوشينج بولاية أوكلاهوما والتي تعتبر أكبر مركز لتخزين النفط بالولايات المتحدة حوالي 58.5 مليون برميل، ومن خلال هذا المركز يتم نقل خام غرب تكساس إلى مختلف أنحاء الولايات المتحدة، بما في ذلك الموانئ الأمريكية، ومن ثم إلى أي مكان في العالم.
ومن المرجح أن تستمر الزلازل في ضرب أوكلاهوما من فترة إلى أخرى، مسببة مشكلات على المدى الطويل لشركات النفط الكبرى العاملة بالمنطقة والتي تضطر في كل مرة إلى تعطيل أنشطتها كإجراء احترازي، وخصوصاً بعد أن شهدت الولاية زلزالاً مماثلا بلغت قوته 5.8 درجة في سبتمبر/أيلول من العام الجاري.
وبدأت الزلازل تحدث في أوكلاهوما في العام 2009، وهو نفس العام الذي بدأت فيه أنشطة التنقيب عن النفط الصخري بالولاية، بينما تشير هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إلى اعتقادها بأن هذه الزلازل ناجمة بشكل رئيسي عن أنشطة التكسير الهيدروليكي بهدف استخراج النفط، موضحة بأن المياه غير النظيفة الناتجة عن هذه الأنشطة تقوم شركات النفط الكبرى بضخها في عمق القشرة الأرضية متفادية طرق أكثر تكلفة للتخلص السليم منها.
وبعد سلسلة من الزلازل التي ضربت الولاية أمرت الهيئات التنظيمية الأمريكية شركات النفط العاملة في المنطقة بإغلاق الآبار التي توجد ضمن مسافة 3 أميال بالقرب من مركز النشاط الزلزالي، مخفضة بذلك حجم المياه السامة التي تصرفها إلى باطن الأرض، وهي الخطوة التي جاءت في أعقاب إغلاق 37 بئرًا أخرى في محيط المنطقة التي ضربها زلزال سبتمبر/أيلول.
وعلى سبيل الحيطة، قامت إحدى شركات الخدمات النفطية العاملة بالمنطقة "فيليبس 66" العام الماضي، باتخاذ عدد من التدابير من أجل التكيف مع النشاط الزلزالي المتزايد في المنطقة، وهي التغييرات التي شملت القيام بفحص دوري من أجل الاطمئنان على سلامة خزانات النفط، وكذلك تعليق فوري لعملياتها في أعقاب أي هزة أرضية، فضلاً عن المراقبة المستمرة لإنذار الزلازل.
التعليقات {{getCommentCount()}}
كن أول من يعلق على الخبر
رد{{comment.DisplayName}} على {{getCommenterName(comment.ParentThreadID)}}
{{comment.DisplayName}}
{{comment.ElapsedTime}}