أزمات مالية عالمية أحدثت خسائر هائلة

شهد العالم أزمات مالية تركت آثارا كارثية لفترات طويلة من أشهرها الكساد الكبير الذي ضرب الولايات المتحدة لمدة عشر سنوات من عام 1929.
 

أعدت الموسوعة البريطانية تقريرا بأشد الأزمات المالية في العالم منها أزمة الائتمان في القرن الثامن عشر وأزمة أسعار النفط في عام 1973 والأزمة المالية العالمية في عام 2008.

1- أزمة الائتمان عام 1772
 

- نشأت الأزمة في لندن وانتشرت منها إلى باقي أنحاء القارة الأوروبية، ففي منتصف العقد السابع من القرن الثامن عشر راكمت الإمبراطورية البريطانية قدرا كبيرا من الثروة من خلال حيازاتها في المستعمرات ومن التجارة.
 

- أوجد ذلك حالة من التفاؤل المبالغ فيه وأسهم في تكوين فترة من التوسع الائتماني السريع لكثير من البنوك البريطانية.
 

- وصلت هذه المبالغة إلى نهاية مفاجئة في الثامن من يونيو/ حزيران عام 1772 عندما فر "ألكسندر فوردايس" وهو أحد شركاء دار صرافة Neal, James, Fordyce, and Down إلى فرنسا هربا من الديون.
 

- انتشرت الأنباء بسرعة وأحدثت ذعرا مصرفيا في إنجلترا إذ بدأ الدائنون يشكلون طوابير طويلة أمام المصارف البريطانية مطالبين بسحب فوري لأموالهم.
 

 - انتشرت الأزمة سريعا إلى أسكتلندا وهولندا ومناطق أخرى من أوروبا والمستعمرات البريطانية الأمريكية.

2- الكساد الكبير من عام 1929 وحتى 1939
 

- كان الكساد الكبير أسوأ أزمة مالية واقتصادية في القرن العشرين ويعتقد كثيرون أنه نتج عن انهيار سوق الأسهم الأمريكية في 28 أكتوبر/تشرين الأول في يوم أطلق عليه اسم "الثلاثاء الأسود".
 

- تفاقمت الأزمة بسبب قرارات سيئة اتخذتها الحكومة واستمرت نحو عشر سنوات وأسفرت عن خسائر ضخمة في الدخول ومعدلات بطالة قياسية وخسائر في الإنتاج خاصة في القطاع الصناعي.
 

- وصلت نسبة البطالة في الولايات المتحدة في ذروة الأزمة عام 1933 إلى 25 في المائة وكان تأثير الأزمة كبيرا على الكثير من الدول وهوت التجارة العالمية بما يتراوح من النصف إلى الثلثين.
 

- يصف بعض الخبراء الأزمة بأنها أعمق وأطول انهيار اقتصادي في تاريخ العالم الغربي الصناعي وقد قضت على الكثير من المستثمرين .
 

- في ذروة الأزمة عام 1933 كان عدد العاطلين عن العمل بالولايات المتحدة يتراوح بين 13 و 15 مليون شخص كما أغلقت نصف البنوك في البلاد.

3- صدمة أسعار النفط عام 1973


 

- بدأت الأزمة عندما قررت الدول الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وأغلبها بلدان عربية الرد على قيام الولايات المتحدة بإرسال أسلحة للكيان الصهيوني خلال حرب عام 1973.
 

- أعلنت الدول الأعضاء في المنظمة حظرا للنفط وأوقفت فجأة التصدير إلى الولايات المتحدة وحلفائها.
 

- سبب القرار نقصا كبيرا في النفط وارتفاعا حادا في الأسعار وقاد إلى أزمة اقتصادية في الولايات المتحدة والعديد من الدول المتقدمة.

- الفريد في الأمر بشأن الأزمة التي تلت رفع الأسعار هو تزامن حدوث تضخم مرتفع جدا (نتيجة الارتفاع في أسعار الطاقة) وركود اقتصادي بسبب الأزمة الاقتصادية.
 

- أطلق اقتصاديون على الفترة اسمStagflation" " وتعني الكساد إضافة إلى التضخم واحتاج الأمر سنوات عديدة حتى عاد الإنتاج للانتعاش وتراجع التضخم إلى مستويات ما قبل الأزمة.

4- أزمة النمور الآسيوية عام 1997


 

- نشأت الأزمة الآسيوية في تايلاند عام 1997 وانتشرت سريعا إلى دول شرق آسيا التي كانت تلقب بالنمور الآسيوية وإلى شركائهم التجاريين.
 

- تدفق الأموال من الدول المتقدمة إلى اقتصادات شرق آسيا وفي مقدمتها تايلاند وإندونيسيا وماليزيا وسنغافورة وهونج كونج وكوريا الجنوبية أحدث تفاؤلا أدى إلى تمديد مبالغ في الائتمانات وتراكم ضخم للديون في تلك الاقتصادات.
 

- في يوليو/ تموز 1997 اضطرت حكومة تايلاند إلى التخلي عن تثبيت سعر صرف العملة المحلية أمام الدولار الأمريكي بعد تطبيقه لفترة طويلة وأرجعت القرار لنقص في موارد العملة الأجنبية.

- مع انتشار الذعر في الأسواق انتباب القلق المستثمرين من احتمال إقدام حكومات في شرق آسيا على إشهار إفلاسها وانتشر الخوف من تراجع مالي على مستوى العالم.

- استغرق الأمر سنوات حتى عادت الأمور إلى نصابها، وتدخل صندوق النقد الدولي لتوفير حزم انقاذ للاقتصادات الأشد تضررا لمساعدتها على تجنب التخلف عن السداد.
 

5- الأزمة المالية العالمية 2007-2008


 

- يحزن الأمريكيون عندما يتذكرون أحداث انهيار سوق الإسكان في الولايات المتحدة عام 2006 وما تلاه من أزمة مالية أحدثت خسائر هائلة في الولايات المتحدة وأنحاء متعددة من العالم.
 

- يطلق الخبراء على الأزمة الركود الكبير وهي الأسوأ منذ الكساد الكبير وقد أدت إلى انهيار بنك (ليمان برازرز) أحد أكبر البنوك الاستثمارية في العالم.
 

- وضعت الأزمة أيضا الكثير من المؤسسات المالية الكبيرة والشركات على شفا الانهيار واستدعت تدخل الحكومة الأمريكية بحزم إنقاذ مالية بنسب لم يسبق لها مثيل.
 

- احتاج الأمر نحو عشرة أعوام تقريبا حتى عادت الأمور إلى طبيعتها لكن بعدما قضت في طريقها على ملايين الوظائف ومليارات الدولارات.