نبض أرقام
10:39 ص
توقيت مكة المكرمة

2025/04/30
2025/04/29

تحليل- ارتفاع أسعار بودرة الحليب عالميا قد يعصف بأرباح شركات الأغذية التي تستخدمه في منتجاتها

2016/12/24 أرقام - خاص

في وقت تحوم فيه أسعار بودرة الحليب حول أعلى مستوياتها في 18 شهرا بالتزامن مع طلب مرتفع ومعروض منخفض، تلوح في الآفق آثار سلبية قد تعصف بأرباح شركات الأغذية في 2017 والتي تدخل بودرة الحليب كمكون أساسي في منتجاتها.

 

ووصل سعر الطن المتري من بودرة الحليب بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي حول مستويات 3568 دولارا وهو أعلى نطاق لم تره هذه السلعة منذ مطلع يوليو/ تموز 2014.

 

 

ارتفاع الأسعار

 

ومنذ مطلع العام الجاري ارتفع سعر بودرة الحليب على منصة "جلوبال دايري"، المتخصصة في متابعة أسعار ومبيعات السلعة بنسبة 61.4% وهي أعلى زيادة سنوية منذ الأزمة المالية العالمية في 2008.

 

وقال مسؤولون في شركات أغذية عالمية لـ"أرقام" إن ارتفاع أسعار بودرة الحليب أثر بالفعل سلباً على أرباح الشركات بالنصف الثاني من العام الجاري.

 

ويرسم المسؤولون صورة قاتمة لما قد تؤول إليه الأمور في 2017 إذا ما استمرت أسعار بودرة الحليب في ارتفاعها المطرد.

 

وارتفع مؤشر "جي.دي.تي" الأوسع نطاقا والذي يتضمن نحو 20 منتجا لبودرة الحليب نحو 55% منذ مطلع العام بحسب بيانات "جلوبال دايري".

 

ويرى محللون أن ارتفاع أسعار السلعة يتزامن مع نقص في المعروض من الحليب الخام وارتفاع في الطلب، خصوصا في الأسواق الناشئة.

 

تضرر شركات كبرى

 

وتراجع إنتاج نيوزلندا، أحد كبار المنتجين في العالم، من الحليب الخام بنهاية نوفمبر الماضي بنحو 33% على أساس سنوي مع موجة جفاف ضربت المزارع بالبلاد، ما أثر بالسلب على نمو الأعشاب وبالتبعية على إنتاج الأبقار.

 

وقال مدير علاقات المستثمرين في شركة "كيلوج" العالمية للأغذية "جيان ديلز"، والتي يدخل مكون بودرة الحليب في عدد كبير من منتجاتها لـ"أرقام"،"بالتأكيد ارتفاع الأسعار أثر على نتائجنا بعض الشيء بالربع الثالث من العام بعد أن اتخذت الأسعار اتجاها صعوديا".

 

وبالربع الثالث من العام الجاري ارتفعت أسعار بودرة الحليب بنحو 26% .

 

ويتابع"ديلز، قائلا:"... بالتأكيد تأثير ارتفاع الأسعار سيظهر بوضوح أكبر خلال الربع الأخير من العام الجاري.. إذا ما استمرت الأسعار في الارتفاع سيتقلص هامش الربح بكل تأكيد.

 

وحققت شركة كيلوج الأمريكية أرباحا بلغت نحو 292 مليون دولار بالربع الثالث بنمو 40% على أساس سنوي.

 

ويبرر "ديلز" نمو أرباح الشركة في الربع الثالث جراء النمو المطرد في مبيعات المنتجات التي لا تدخل في مكونها بودرة الحليب كعنصر أساسي .

 

ولشركة أخرى تعتبر بودرة الحليب هي العامل الأساسي في منتجها وهي "دانون" الفرنسية، فإن ارتفاع أسعار بودرة الحليب أثر بالسلب على هوامش أرباح الشركة في الأسواق التي تنشط بها.

 

وأشارت "سيليا دي افرلانج"، مسؤولة علاقات المستثمرين بالشركة لـ"أرقام"، "بالتأكيد حينما ترتفع أسعار بودرة الحليب تتضرر هوامش ربحيتنا ولكن أعمالنا في نمو مستمر بالأسواق التي ننشط بها".

 

وتراجعت مبيعات الشركة الفرنسية الكبرى التي تنشط في أسواق عدة حول العالم نحو 3.2% بنهاية الربع الثالث من العام الجاري.

 

وفي تقرير صدر في التاسع عشر من ديسمبر/ كانون الأول الجاري، توقعت الشركة الفرنسية أن تنخفض المبيعات في 2016 ما بين 3-5% بفعل المنافسة المشتعلة.

 

وتتابع "فرلانج": "نركز على تدفقات السيولة بالوقت الحالي وهوامش الربحية من الممكن أن تتحسن مع تراجع أسعار المدخلات".

 

وبالإضافة إلى أسعار بودرة الحليب المرتفعة، تتضرر شركات الأغذية أيضا من أسعار السكر المرتفعة، إذ زادت الأسعار بنحو 54% منذ مطلع العام.

 

توقعات المحللين

 

وعلى جانب المحللين، نوه "كيفن بلمي" محلل قطاع الأغذية لدى جلوبال ريسيرش لـ"أرقام": "هناك أمر سلبي بكل تأكيد في هذا الشأن لشركات الأغذية.. كل ما يتعين عليك عمله هو أن تنظر في القوائم المالية لتلك الشركات، حيث سترتفع أسعار المدخلات لمنتجاتها التي يدخل فيها الحليب بصورة كلية أو جزئية".

 

ويضيف "بلمي" في إفادته لـ"أرقام": "حينما ترتفع أسعار مدخلات الإنتاج في الشركات العاملة بالقطاع، فإن الأمر قد ينقلب إلى منافسة شرسة فيما بينها من أجل الحصول على حصة أكبر من السوق".

 

وإلى الجانب الآخر للمشهد، حيث يرسم كبار المنتجين صورة أخرى لمستقبل أسعار بودرة الحليب خلال العام الجاري، حيث ترى شركة "فونتيرا" النيوزلندية التي تعد أكبر منتج للألبان حول العالم أن يستقر سعر الطن المتري من بودرة الحليب حول مستوى 4500 دولار بحلول منتصف العام المقبل.

 

وعزت "فونتيرا" في ورقة بحثية أسباب ارتفاع الأسعار إلى زيادة الطلب مع حالة من الزخم في نمو الاقتصاد العالمي الذي يؤثر بالإيجاب على غالبية أسعار السلع بما فيها منتج الحليب.

 

ويقول "ربون سكمال"، الخبير في صناعة منتجات الألبان لدى "آج دايري" التي تتخذ من نيوزلندا مقرا لها في إفادة لـ"أرقام": "ارتفاع أسعار بودرة الحليب يرجع إلى عدم وجود توازن بين الطلب والعرض حاله حال سلع أولية أخرى كثيرة".

 

ويتابع "سكمال": "شهد العام الجاري ارتفاعا حادا على الطلب من الصين والأمر هنا متعلق بتسارع وتيرة نمو الأنشطة الاقتصادية التي يدخل في صناعتها بودرة الحليب".

 

والصين أحد كبار مستهلكي بودرة الحلب بالعالم مع كثافة سكانية تتخطى 1350 مليون نسمة.
 

ويختتم "سكمال": "المنتجون المباشرون للسلعة، سواء الشركات أو حتى الفلاحين سيمرون بأوقات أفضل بعد كثير من المعاناة... وفي نفس ذات الوقت، فإن أطرافا أخرى ستتضرر، وهي الشركات التي تستخدم الخام كأحد مدخلات الإنتاج هذا أيضا إلى التأثير السلبي الأكبر على المستهلك النهائي الذي سيرتفع سعر المنتج التام عليه لتعويض التكاليف المرتفعة على الشركات".

التعليقات {{getCommentCount()}}

كن أول من يعلق على الخبر

loader Train
عذرا : لقد انتهت الفتره المسموح بها للتعليق على هذا الخبر
الآراء الواردة في التعليقات تعبر عن آراء أصحابها وليس عن رأي بوابة أرقام المالية. وستلغى التعليقات التي تتضمن اساءة لأشخاص أو تجريح لشعب أو دولة. ونذكر الزوار بأن هذا موقع اقتصادي ولا يقبل التعليقات السياسية أو الدينية.